بعد صلاة العصر يخرج أحمد من المسجد إلى سوق مدينة الحوطة عاصمة محافظة لحج كعادته كل يوم لشراء احتياجات أسرته من الخضروات والبقوليات والأسماك والفواكة والعودة سريعًا إلى منزله وهو محمل بكل ما تحتاجه أسرته لتحضير وجبة الأفطار بعد يوم من الصيام خلال هذا الشهر الفضيل.

img

سوق الحوطة وهو الوحيد في المدينة يشهد انتشارًا كثيفًا للباعة الذين يعرضون بضائعهم المختلفة بدءًا من فترة ما بعد العصر وخاصة الخضروات والفواكه، إضافة إلى المشروبات وبعض الأكلات التي تصنع في المنازل ويتم بيعها في السوق مثل اللحوح والكدر والمخلم.

مشهد يتكرر في شارع المدينة الحوطة والازدحام الكبير للناس والبائعين خلال هذا الشهر الفضيل من كل عام فتجد سوق المدينة يتجمع فيه كل المواطنين من خارج المدينة ومن داخلها والحركة الشرائية تكون كبيرة رغم ما يعانيه المواطنون جرّاء ارتفاع الأسعار وتأخر المرتبات للعساكر ولكن في هذا الشهر تجد الخير موجود ويعم كل الناس.

بائع البقوليات وبائع الأسماك وآخر للخضروات الكل يعمل في هذا الشهر وتجد البائعين ينادون على المواطنين للشراء منهم فيما آخرون يستخدمون مكبر الصوت  لإعلان الأسعار بهدف إغراء الزبون للشراء منه.

يقول أحد المواطنين: "إنه يأتي من قريته في الجانب الشرقي من المدينة للتسوق وشراء احتياجات، وقت ما بعد العصر يعد مناسبًا للتسوق خلال هذا الشهر الفضيل فالكثير من المواطنين من خارج المدينة يأتون إلى السوق لشراء حاجاتهم الضرورية والعودة قبل الإفطار إلى مناطقهم حيث يعد هذا السوق خلال رمضان من أشهر الأسواق وأكثرها ازدحامًا لوجود العشرات من البائعين ينتشرون على مساحة تقدر بنصف كيلو متر أمام مئات من المواطنين الذي يقومون بعمليات الشراء لتلك المنتجات".

وتستثني السلطة المحلية بمديرية الحوطة خلال هذا الشهر المبارك الباعة والمفترشين في شارع المدينة من قوانين البلدية، حيث الانتشار كبير للباعة المفترشين السوق والشارع العام الذي يشهد حركة تجارية غير عادية تستمر لساعات فقط منذ صلاة العصر حتى قبل الإفطار.

أحد البائعين للبقوليات يقول: "إنه يقوم بتجهيز بضاعته من بعض الظهر ونقلها من المزرعة إلى سوق المدينة ليحتل موقع مناسب في السوق ويعرض منتجه على المتسوقين للشراء بأسعار مناسبة".

أغلب الخضروات المعروضة في هذا السوق تعد من منتجات مزارع لحج فيما بعض الفواكه تأتي من محافظات أخرى كالبطيخ والشمام والمانجو إلا أن الأخير يعد من أشهر الفواكه التي تشتهر بها لحج إلا أن موسم إنتاجه لم يأت بعد.

30 يومًا من الخير والحركة التجارية يشهدها سوق الحوطة، ليعود بعد إنتهاء الشهر الفضيل كل إلى موقعه وتنتهي حالة الازدحام في شارع المدينة العتيق.