​كلمات في رمضان

> إفشاء السلام

السلام: سنَّة منذ عهد آدم عليه السلام، للحديث المتفق عليه عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «لما خَلَق الله آدم قال: اذهب فسلِّم على أولئك- نفر من الملائكة جلوس- فاستمع ما يحيّونك، فإنها تحيتك وتحية ذريتك، فقال: السلام عليكم، فقالوا: السلام عليك ورحمة الله، فزادوه: رحمة الله».

والسلام من حق المؤمن على أخيه، لحديث متفق عليه عن أبي عُمارة البراء ابن عازِب رضي الله عنهما قال: «أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بسبع: بعيادة المريض، واتباع الجنائز، وتشميت العاطس، ونصر الضعيف، وعونِ المظلوم، وإفشاء السلام، وإبرار المُقْسِم». رغَّب الحديث الشريف بهذه الآداب، لما فيها من تعزيز الروابط الأخوية، وتحقيق الألفة والمحبة، ونشر الطمأنينة والأمان.

وردت أحاديث أخرى ترغِّب في إفشاء السلام لما فيه من إشاعة المحبة، منها ما أخرجه مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا، ولا تؤمنوا حتى تحابّوا، أوَ لا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم؟ أفشوا السلام بينكم» أي: إن إفشاء السلام سبب لدخول الجنة.

ويؤكده ما أخرجه الترمذي، وقال: حديث حسن صحيح عن أبي يوسف عبد الله بن سَلام رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «يا أيها الناس، أفشوا السلام، وأطعموا الطعام، وصِلُوا الأرحام، وصلّوا والناس نيام، تدخلوا الجنة بسلام».

بل إن الإسلام رغَّب في السلام بتخصيص ارتياد المجتمعات ولو من غير حاجة، لأداء السلام على أهلها، سواء عرفهم أو لم يعرفهم، أخرج مالك في الموطأ بإسناد صحيح عن الطُّفَيل بن أُبيّ بن كعب: أنه كان يأتي عبدَ الله بن عمر، فيغدو معه إلى السوق، قال: فإذا غدونا إلى السوق لم يمر عبدُ الله على سقَّاط، ولا صاحب بيعة، ولا مسكين، ولا أحد، إلا سلَّم عليه. قال الطُّفيل: فجئت عبد الله بن عمر يوماً، فاستتبعني إلى السوق، فقلت له: ما تصنع بالسوق وأنت لا تقف على البيع، ولا تسأل عن السلع، ولا تسومُ بها، ولا تجلس مجالس السوق؟ وأقول: اجلس بنا ها هنا نتحدث، فقال: "يا أبا بطن- وكان الطفيل ذا بطن- إنما نغدو من أجل السلام، نسلِّم على من لقيناه". دلَّ على تقصد الذهاب إلى الأسواق للسلام على أهل السوق، ولو من غير حاجة، إذا لم يكن في الطريق معصية، وإلا كان الجلوس في البيت أفضل.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى