استقطاب الأطفال إلى جبهات القتال عبر برامج المخيمات الصيفة

> تعز "الأيام" خالد الحمادي

>
​تستعد جماعة الحوثي بكل ثقلها لاستقطاب أطفال المدارس عبر إقامة المخيمات الصيفة، التي تستخدمها سنويا لما يمكن تسميتها بمحاضن «غسل أدمغة» الأطفال، التي تسعى من خلالها الى التعبئة العامة في أوساط الأطفال وخلق قناعات لديهم بمبادئ الحوثي واستقطاب الكثير من المشاركين في هذه المخيمات من الاطفال الى جبهات القتال الحوثية، التي أصبحت تعاني العجز البشري في الكثير من الجبهات.

ودشنت سلطة الحوثيين في صنعاء أمس السبت اختبارات الثانوية العامة بقسميها العلمي والأدبي للعام الدراسي 2021- 2022، التي قالت مصادرها الرسمية انه تقدم لها 191 ألفاً و510 طالباً وطالبة موزعين على ألف و300 مركز اختباري.
وتعد عملية اختبارات الثانوية العامة آخر مرحلة في العام الدراسي قبيل تدشين المراكز الصيفية التي توليها جماعة الحوثي اهتماما بالغا، نظرا لما تحصده خلالها من أعداد كبيرة من الأطفال الذين تستقطبهم الى صفوفها وتزجّ بهم في جبهات القتال الحوثية، سواء بالترغيب أو بالترهيب، المدعومة بإغراءهم ماليا أو بإقناعهم فكريا وغيرها.

وتتخذ جماعة من المخيمات الصيفة السنوية موسما كبيرا لاجبار الآباء على السماح لأطفالهم بحضور هذه المخيمات التي تعد محضنا سنويا لتفريخ مقاتلين جدد وتجنيد الأطفال الذين يرتفع عددهم سنوية في أوساط المقاتلين الحوثيين، على الرغم من النداءات الحقوقية والمنظمات الدولية للحد من عمليات الزج بالأطفال في جبهات القتال، الذي يعد مخالفا للقوانين والتشريعات المحلية والدولية.

وأعرب الكثير من النشطاء السياسيين اليمنيين عن استيائهم الشديد من اتخاذ جماعة الحوثي للمخيمات والمراكز الصيفية وسيلة للتعبئة الفكرية وغسل أدمغة الأطفال وتحويلهم الى أدوات لقتل المجتمع وقنابل موقوتة للمستقبل، بدلا من أن تكون المراكز الصيفية وسيلة للترفيه والترويح عن النفس بعد ضغوط الدراسة على الأطفال خلال تسعة شهور من العام الدراسي.

وقال الاعلامي البارز عبدالله اسماعيل ان جماعة الحوثي تمارس منهجية «الإبادة الثقافية» ضد اليمنيين وهويتهم، وتستخدم لذلك العديد من الوسائل التي تكررت في تاريخ أسلافها، ومن ذلك ما تحدثه في المناهج الدراسية، والدورات الثقافية والمراكز الصيفية، واستهداف المدارس والجامعات، ومن خلال محاولات تقديس قياداتهم وفرض قسَم الولاء على الطلاب والنشء، كما سعت الى التحكم الكامل في الإعلام في مناطق سيطرتها، وتقديم الوظيفة في مقابل الولاء، والتغيير الديموغرافي من خلال التطهير العرقي والتهجير وتملك الأراضي بشكل واسع، كما تعمل على طمس التاريخ اليمني في مقابل الاحتفاء بمجرمي الإمامة وطباعة ونشر كتبها، على حد تعبيره.

وأوضح اسماعيل ان جماعة الحوثي تمارس كل ما سبق «مستخدمة انشغال خصومها بمعاركهم الذاتية والبينية، ومستفيدة من صمت النخب الدينية والثقافية والرسمية، ما أوجد مساحات وفراغات للعبث الحوثي، فعملت على تجنيد الأطفال، وتفخيخ العقول، وتشويه كل ما هو يمني، لصالح هويتها المستوردة كليا من ولاية الولي الفقيه في ايران».

وذكر ان «ما تصرفه جماعة الحوثي للدورات والمراكز الصيفية هدفه مدمر، تلك المبالغ المهولة التي تستقطب بها الحوثية، ترغيبا وترهيبا، مئات الآلاف من الطلاب والأطفال، يتلقون فيها ضروب الشحن الطائفي، والكراهية المجتمعية، تضرب عميقا في عقيدة اليمنيين، وتؤسس للطائفية بكل وقاحة».

وتنظم جماعة الحوثي سنويا آلاف المراكز والمخيمات الصيفية لطلبة المدارس والجامعات في كل المحافظات والمناطق اليمنية التي تقع تحت سيطرتها، مستغلة بذلك احيتاج الناس للحدود الدنيا من مقومات الحياة، وعدم قدرة الآباء على اعالة أبناءهم وعجزهم عن توفير الطعام لهم مع ظروف الحرب القاهرة، التي فقد أرباب الأسر خلالها وظائفهم ومصادر دخلهم.

في غضون ذلك كشف المركز الأمريكي للعدالة، المهتم بالشئون اليمني، أمس الجمعة، عن وجود أكثر من ثلاثة آلاف امرأة من نزيلات السجن المركزي بالعاصمة صنعاء، يتعرضن لانتهاكات تعسفية شديدة من قبل سلطة السجن التابعة لجماعة الحوثي.

وأوضح في بيان له تلقت (القدس العربي) نسخة منه ان السجينات في السجن المركزي بصنعاء «يتعرضن لمعاملة قاسية تشبه العبودية، وتنزل عليهن أشد العقوبات غير المبررة قانونا، وتُنْقل عنهن أخباراً غير صحيحة إلى أهاليهن لدفعهم إلى التخلي عنهن والتوقف عن تقديم الدعم لهن أو زيارتهن، وهو ما حدث فعلاً لعدد من السجينات، وحرمت الأمهات منهن من أولادهن نتيجة ذلك».

وقال انه تلقى «مناشدة من داخل قسم النساء في الإصلاحية المركزية في العاصمة صنعاء حول ما تعانيه نزيلات الإصلاحية من الحرمان من الزيارة والتواصل مع أهلهن وأقاربهن ومحاميهن ومن له صلة بهن».

وذكر أن «السجينات يُمنعن من اللقاء بالمنظمات والجهات التي تزور الإصلاحية للاطلاع على أوضاع السجناء والسجينات خصوصا، ويتلقين التهديدات بإيقاع العقوبات بهن، وتلفيق الاتهامات لهن». مشيرا الى أن «السجينات شكين من تولي قيادية في جماعة الحوثي، تدعى أم الكرار، إدارة قسم السجينات، ومنذ توليها هذا المنصب بادرت باتخاذ مجموعة من الإجراءات التعسفية ضد السجينات».

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى