ليس قصورا أمنيا

> تتلاقى مصالح أطراف كثيرة في استهداف عدن والجنوب بشكل عام، الحال الذي لا يمكن عنده تحميل إدارة أمن عدن بقيادة اللواء مطهر الشعيبي مسؤولية الأعمال الإرهابية من منظور أن إدارة أمن عدن لا يمكنها القيام بكافة المهام التي لم تكن أصلا من صلب مهامها، وإن كانت لا تخلو من المسؤولية إلا أن مهاما متنوعة ومعقدة تتطلب تنسيقًا بين الأجهزة المتخصصة والأمن عموما.

هناك أجهزة استخبارية وجهاز مكافحة الإرهاب ونحوها كان بمقدورها أن تعمل على سد القصور في الأداء لو أنها جهزت وفعلت سلفا حتى قبل اتفاق الرياض من منطلق حسابات التحالف بدرجة أساسية، وخصوصا بعد أن باتت عدن والجنوب عموما في مواجهة مع الحوثي وأطراف أخرى متظررة من مخرجات الاتفاق وجعل عدن مقرا للحكومة والمجلس الرئاسي، فهنا لا بد من أن تذهب الأطراف الأخرى للعمل على الثغرات التي تحقق عبرها ما تريد، الأمر الذي يجعل عدن مكانا مناسبا لفعل ذلك بعد أن تم إغراقها منذ زمن دون أن يتحسب التحالف لخطر تلك المآلات، أعني إغراق عدن بحجم هائل من البشر تحت مسمى النزوح دون تمحيص، للأسف هذا الكم البشري لا شك بأن ثناياه أطرافًا تعمل لصالح جهات عدة وربما بدأت نذر استخدام تلك الخلايا مبكرا إلا أن التحالف لم يتحسب لذلك، وأن ما تحققت من انتصارات في الجنوب يمكن النيل منها عبر مثل تلك الطرق الإرهابية ونحوها.

للأسف ربما لم يتم إعطاء الانتقالي الفرصة أيضًا في تمحيص النزوح الكمي الذي في ثناياه حسابات عدة لأطراف تلتقي مصالحها في هذه الأثناء للعمل على إغراق عدن والجنوب في أعمالهم الجبانة.

فكرة تحميل أمن عدن القصور ليست واقعية إطلاقًا، فالحلقة شبه مفقودة في التنسيق طالما أن هناك أجهزة متخصصة لم تفعل بصورة كافية وإن كانت تعمل فأداؤها ناقص لا شك وشكلي للأسف، ودون العمل على ذلك بصورة سريعة نتوقع مزيدًا من الأعمال المعادية التي من بين أبرزها مواجهة التحالفات القديمة والجديدة على أرض الجنوب، إنها بكل تأكيد التحسبات التي يشوبها قصور في الأداء خصوصا من التحالف الذي تذهب حساباته تجاه الشمال ويترك انتصارات الجنوب في مهب الرياح من منظور مكتشف على مدى سنوات مضت، إعادة كرت الحرب في يقيني غير ممكنة إلا بتحصين انتصارات الجنوب أولا وحل المشكلات الأساسية على النطاق الأمني ومنع استمرار موجات نزوح وهمية حتى لا يجد الكل حالة إثر ما يجري وسط محيط من الفوضى التي تصعب السيطرة عليها، فهل يبدأ الأداء المختلف من هنا؟ أعني الداخل الجنوبي أولا.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى