لا أمل كما يبدو في غد أفضل

> لا أثر ملموس بعد في أداء وحضور مجلس القيادة الرئاسي على المشهد، والحياة تسير رتيبة مملة قاسية بنفس الرّتم وثقل الأعباء على كاهل المواطن، حتى الغلاء لم يتحلحل بعد، ورغم الانخفاض الملحوظ في سعر الدولار، فيا ترى ماذا يجري؟ والمواطن علق الآمال على أن بتغيير السلطة سيلمس تحسناً ما في حياته.

نعم تغير رأس السلطة حتى وإن جاء التغيير برأس تتحلّق حوله أذرع سباعية الرؤوس، ولكن تشكيلة الحكومة متقوقعة، وهي بنفس الأدوات والعقلية والأداء، وهنا المحوري في الأمر، مع أنّ وجود الرأس المستجد في رأس الهرم يفترض حدوث حلحلة ما في الأسفل ، وهذا لم يحدث بعد حتى اللحظة.

الحكومة الفاعلة في الدول الحية ترسم استراتيجيات سياساتها بما يكفل إستهداف وملامسة حتى صغائر الأمور أو مايمكن أن يرسم مؤشر قلق مستقبلي في حياة شعوبها، لذلك تسير تلك الدول في نمطٍ من الرقي والنّماء المتصاعد لايمكننا حتى مجرد الحلم به في دولنا البائسة ، وهنا تجثم العشوائية والمحسوبية وعدم الإحساس بالمسؤولية كمنهاج يطبع عقلية الأداء السلطوي عموماً، وكل هذا على خلفية تدني الثقافة والمناطقية أو المحاصصة في انتقاء كادر الدولة من الوزير إلى الغفير.

إن آليات وطرق تخليق الأجهزة المعنية بمراقبة أداء الحكومة كالبرلمان والجهاز المركزي للرقابة والمحاسبات وهيئات مكافحة الفساد وخلافه، كل هذه تأتي وفقاً للقرابة ورضى رأس السلطة أو من حزبه أو بالمحاصصة.. إلخ، وانظروا فقط في نوعية النماذج البشرية المكونة لبرلماننا، وكيف جيئ بهم؟ وهي صورة في غاية العبثية والكاريكاتورية، ولذلك أداء بلادنا بكل أجهزتها على هذه الشاكلة من الانحطاط.

من عجب، كما لا أدري لماذا؟ فالإقليم يصر على تمكين مثل هذه الأجهزة العبثية الفاسدة الرّثة على الاستمرار بالإمساك بناصية أمور البلاد وتكريس بقائهم، وبرلماننا غير الشّرعي أصلاً والمهترئ التكوين بتوليفته البشرية المتخلفة والعشوائية في الغالب، فالإقليم يصرٌ على إبقائه وجمعه ولو بالإغداق على أعضائه بالمال الوفير ليجتمعوا ويشرعنوا لمؤسسات فاشلة لا تقل عن البرلمان عبثية وضعف أداء، وهذا مستغرب جدا من حكام إقليمنا بكل أسف.

البلاد غنية بثرواتها، وعهد عفاش أرسى نمط مسلك خائب في إدارتها ، وهو لم يكن يحاسب فاسدا شاطت رائحة فساده مطلقاً ، بل كان ينقله الى موقع أعلى وأكثر إدراراً للدخل له ، وإختطّ سلفه على نفس منهاجه وأسوأ، وكأن هذا المسلك هو الأنموذج الوحيد للحكم الذي تفتّحت عليه عيناه، ويبدو (والله أعلم) أن رأس (مجلس القيادة) المستجد سيواصل نفس المسلك، ولأن ذلك ثقافة متأصلة في الذات والعقلية الشمالية أصلاً، ولذلك نفقد الأمل كشعب بحدوث طفرة حكم تنقلنا إلى مصاف شعوب المعمورة المتحضرة، أليس كذلك؟

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى