العراق واليمن مصدر القلق والتهديد.. "مزيج سام".. تصاعد التوتر على حدود إسرائيل الشمالية

> واشنطن/دبي«الأيام» الحرة

> ​تشهد الحدود الشمالية لإسرائيل توترات متصاعدة، بينما لا يزال التهديد الإيراني، يشكل مصدر الخطر الرئيس على الدولة العبرية، وفق تقرير لصيحفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية.
وصباح الخميس، تسبب خطأ تقديري في قيام الدفاعات الجوية الإسرائيلية بإطلاق صواريخ اعتراضية في الشمال.

وسمعت إنذارات في عدة نقاط في إسرائيل، حيث اعتُقد أن طائرة من دون طيار أطلقها حزب الله ربما كانت وراء دوي بعض الانفجارات، لكن اتضح أن كل ذلك كان إنذارًا كاذبًا وخطأ على ما يبدو.
وقبل يومين، كان حزب الله قد أطلق بالفعل طائرة بدون طيار وكان على إسرائيل تحييد التهديد بسرعة، وفق الصحيفة الإسرائيلية.

وتضع هذه التوترات إسرائيل في سياق بعض التهديدات المتزايدة مع حزب الله وإيران وسوريا.
والجمعة، أفادت وسائل إعلام سوريّة بأنّ الدفاعات الجوّية للجيش السوري اعترضت صواريخ قالت إنها إسرائيليّة قرب دمشق، وأعلنت سقوط 3 قتلى بالإضافة إلى خسائر مادية.

تنسيق أمني
إلى ذلك، تسعى إسرائيل لتنسيق جهودها في مواجهة التهديدات خصوصًا من حزب الله وإيران، عن طريق تحركات دبلوماسية باتجاه واشنطن.

والأسبوع الماضي، توجه وزير الدفاع الإسرائيلي، بيني غانتس، إلى الولايات المتحدة للقاء مسؤولين أميركيين، بينما التقى رئيس أركان الجيش الإسرائيلي أفيف كوخافي، بالجنرال في الجيش الأميركي، مايكل كوريلا.
ووفقًا للجيش الإسرائيلي، شارك الاثنان في اجتماعات وجلسات إحاطة مهمة.

وشمل ذلك، لقاء حضره رئيس إدارة التخطيط الاستراتيجي والتعاون الإسرائيلي، تل كيلمان، ورئيس مديرية المخابرات،  أهارون حاليفا، ورئيس مديرية العمليات، عوديد باسيوك.
وناقشت الاجتماعات التحديات المشتركة للجيش الإسرائيلي والقوات المسلحة الأميركية، وفي مقدمتها التهديد النووي الإيراني وتغلغل طهران إقليميا "في جميع أنحاء الشرق الأوسط".

كما ناقش كبار المسؤولين التعاون العملياتي بين الجيشين وفرص التوسع في ضوء إعادة اصطفاف الجيش الإسرائيلي إلى منطقة مسؤولية القيادة المركزية الأميركية "، وفق ما قاله الجيش الإسرائيلي.

تدريبات "عربات النار"
في غضون ذلك، نظم الجيش الإسرائيلي تدريبات واسعة النطاق والتي تسمى "عربات النار" للاستعداد لأي طارئ، بينما تزداد التوترات حدة، خصوصًا على الجبهة الشمتالية لإسرائيل حيث الحدود مع سوريا ولبنان (حزب الله).

وذكرت تقارير أن "عربات النار" تعد أكبر تدريب ينظمه الجيش الإسرائيلي منذ عقود، بينما قال الجيش الإسرائيلي إن هذا "تدريب واسع النطاق  يركز على حملة مدتها شهر، ويوضح خطط عملياتية محدثة، وقدرات عسكرية معدلة، وأساليب قتالية جديدة، بما في ذلك ممارسة التعاون العملياتي مع القوات المسلحة الأميركية".

صحيفة "جيروزاليم بوست" وصفت هذا الوضع بالقول: "كل هذا يبدو مفصلًا على التهديدات المتزايدة التي تمتد من لبنان إلى سوريا عبر العراق إلى إيران".
وزيارة كوريلا هي في الواقع ثاني زيارة رفيعة المستوى للقيادة المركزية الأميركية في الأسابيع الماضية.

فقبل أسبوعين قام سكوت بنديكت، وهو مدير الإستراتيجية والخطط والسياسة في القيادة المركزية الأميركية، بزيارة إسرائيل.

وتضمنت الاجتماعات مناقشات بشأن التحديات المشتركة للجيشين في الشرق الأوسط، كما تمت مناقشة التعاون العملياتي والاستخباراتي بين الجيشين "، وفق الجيش الإسرائيلي.

وقال غانتس هذا الأسبوع "إن وكلاء إيران يهاجمون احتياطيات النفط والمطارات والمنشآت المدنية ، إيران نفسها تشن هجمات عبر فيلق القدس، وهي تطور أنظمة تشغيلية في جميع أنحاء المنطقة، مزودة بقدرات دقيقة بما في ذلك صواريخ كروز وصواريخ أرض - أرض، وطائرات بدون طيار، قادرة على الوصول إلى آلاف الكيلومترات".

وازدادت كمية الأسلحة الاستراتيجية في أيدي وكلاء إيران بشكل كبير في العام الماضي، خصوصًا في العراق، وفي اليمن.
وناقش المسؤولون بالبلدين محاولة إيران إطلاق طائرات مسيرة من إيران فوق العراق باتجاه إسرائيل.

ورغم أن إسرائيل تمكنت من إسقاط الطائرات المسيرة، لكن العملية كشف عن وجود مظلات مثبتة ربما كانت لغرض إيصال أسلحة إلى منظمات إرهابية في غزة أو في الضفة الغربية، وفق تعبير الصحيفة الإسرائيلية.
وكانت تقارير قد ذكرت في وقت سابق أن الولايات المتحدة اعترضت الطائرات المسيرة.

وأشار غانتس أيضًا إلى أنه "في سوريا أيضًا، تتواصل المحاولات لنقل وإنتاج أسلحة دقيقة، وستواصل إسرائيل إحباط هذه الجهود ومواجهة أي تهديد لمواطنيها والمنطقة" وفق قوله.
في غضون ذلك، أفادت تقارير في وسائل إعلام أجنبية بأن غارات جوية في سوريا استهدفت في 13 مايو موقعًا بالقرب من مصياف.

ولاحقًا، أظهرت تقارير صورًا، نشرتها شركة المخابرات الإسرائيلية ImageSat International، لموقع قيل إن إسرائيل قصفته الجمعة.
وذكرت تلك التقارير أنه لأول مرة أطلقت سوريا قذائف S-300 على الطائرات المتورطة في الهجوم.

سوريا.. الوضع أكثر تعقيد!
وزودت روسيا سوريا بنظام إس -300 بعد حادثة وقعت في عام 2018 استخدمت فيها سوريا صواريخ إس -200 لاستهداف طائرات حربية إسرائيلية وانتهى بها الأمر بإسقاط طائرة روسية عن طريق الخطأ.
تقول الصحيفة في الصدد "الأمر المهم هنا هو أن الميدان في سوريا قد يصبح أكثر تعقيدًا".

ويبدو أن سياق زيارات القيادة المركزية وزيارة غانتس لواشنطن تشير إلى أن المزيد من التعقيدات جارية.
يقول تقرير الصحيفة الإسرائيلية أن الأوضاع الداخلية خصوصًا في العرباق وإيران ولبنان، قد يدفع بتوترات أكبر ضد إسرائيل.

ويعاني النظام الإيراني من أزمة اقتصادية حادة فيما يواجه احتجاجات في الداخل، وفي العراق، هناك فشل في تشكيل حكومة، ما أدى إلى التحريض ضد إسرائيل واقتراح قانون جديد من شأنه أن يعاقب أولئك الذين يدعمون التطبيع مع إسرائيل.
كما يسعى النظام السوري إلى تقييم ما قد يحدث في أعقاب الانتخابات الأخيرة في لبنان، حيث يشعر حزب الله بالقلق الآن من أنه قد يخسر نفوذه هناك.

الصحيفة وصفت الوضع بالقول "كل هذا مزيج سام لأن الدول والجماعات الإرهابية تعلم أن العالم يركز على أوكرانيا الآن، وقد تكون إيران ووكلاؤها يسعون إلى إثارة التوترات مع إسرائيل".

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى