مسؤول إيراني: أزمة اليمن لن تحل بالطرق العسكرية ودعوتنا لحوار داخلي يمني

> «الأيام» غرفة الأخبار

نظم مركز الجزيرة للدراسات في قطر والمجلس الاستراتيجي للعلاقات الخارجية الإيرانية أمس الأحد مؤتمرًا بحثيًا تحت عنوان "العرب وإيران.. حوار حول أزمات المنطقة" في العاصمة القطرية الدوحة، وشارك فيه نخبة من الباحثين والخبراء الإيرانيين والعرب.

وحسب صحيفة القدس العربي أمس شهدت الجلسة الافتتاحية للمؤتمر التي تحدث فيها د. يوسف بن علوي، وزير الخارجية العماني السابق ود.كمال خرازي، رئيس المجلس الاستراتيجي للعلاقات الخارجية الإيراني، ووزير خارجيتها السابق.

وفي افتتاح الجلسة العلنية للمؤتمر، أبرز مدير مركز الجزيرة للدراسات، د.محمد المختار الخليل "أهمية الحوار لتقريب وجهات النظر فيما يتعلق بكيفية حل مشكلات وأزمات المنطقة، مشيرًا إلى القواسم المشتركة بين دول المنطقة وأثر الحضارة الإسلامية في ذلك".
وشدَّد على أن متطلبات الجغرافيا السياسية تحتم على الدول المتجاورة التمسك بالحوار سبيلًا لحل المشكلات وإنهاء الأزمات.

وعن دور مركز الجزيرة للدراسات في هذا المؤتمر، قال: "إن مهمة المركز تقتصر على توفير منصة للبحث والنقاش الهادئ والمعمق حول مشكلات وأزمات المنطقة، والسعي نحو مقاربات للحل تأخذ بعين الاعتبار متطلبات الجغرافيا السياسية وتعقيدات المصالح المشتركة والمتضاربة".
وعبَّر عن هذا الدور بقوله: "إن السياسيين يزرعون، والشعوب تحصد ما زرعه السياسيون".

وتحدث د.كمال خرازي، المسؤول الإيراني، وانطلق من التاريخ الإسلامي، والإشارة إلى أنه كان حافلًا بصفحات من التعاون بين العرب وإيران، وأن هذا التواصل كان علامة على حضارة إسلامية واسعة، وكانت حدثًا مهمًا.

وأضاف خرازي:"إن إيران كانت بوابة للإسلام نحو آسيا الوسطى والقوقاز وما جاورهما، وأن الحضارة الإسلامية كانت ولا تزال مصدر فخر للعرب والإيرانيين، وأن إيران تعتبر نفسها امتدادًا لتلك الحضارة، ومن ثم تحرص على استمرارية التواصل مع جيرانها لتحقيق الأمن والتنمية".
واستطرد أنه من "المهم استخلاص الدروس من التاريخ، ونتعلم منها للمستقبل". وشدد أن إيران تسعى لمد جسور التواصل مع دول وشعوب المنطقة، وتعزيز الأمن والأمان والتعاون الاقتصادي مع الجميع.

واعتبر المسؤول الإيراني أن الأزمة اليمنية تعتبر من أبرز المشاكل التي تعصف بالاستقرار في المنطقة، مشددًا على أن إيران ما زالت تعتبر أن حلها لن يتم بالطرق العسكرية وهو ما توصل له الجميع بعد 7 سنوات من النزاع، موضحًا أن إيران كانت تدعو دومًا لوقف الحرب والدعوة لحوار داخلي يمني.

وعن دور الحوار في التقريب بين وجهات النظر الإيرانية والعربية، أكد خرازي على أن سوء التفاهم الذي نجمت عنه الأزمات والصراعات التي تعصف بالمنطقة، لا يمكن حله إلا بالحوار، وشدَّد على أن ذلك "يتطلب تغييرًا في المقاربة بين النخب وقادة المنطقة"، وأن من شأن هذا التغيير "تحقيق السلام في مضيق هرمز، وتوثيق التعاون بين دول الخليج، وتعزيز جهود المصالحة، ودفع العلاقات الثنائية والعلاقات متعددة الأطراف قدمًا إلى الأمام".

وفي هذا الصدد، قال خرازي: "إن بلاده تولي أهمية قصوى لتحسين العلاقة مع المملكة العربية السعودية باعتبارها البلد الذي فيه قبلة المسلمين والحرمين الشريفين"، وباعتبار الدور الكبير الذي تقوم به، ولهذا فإن الجمهورية الإسلامية الإيرانية لا يمكن أن تكون نظرتها للمملكة العربية السعودية نظرة إقصاء. وأشار في هذا الإطار إلى جولات الحوار الخمس بين إيران والسعودية، ووصفها بأنها "خطوة متقدمة".

بعد ذلك، استعرض الدكتور خرازي الموقف الإيراني من أزمات اليمن ولبنان وفلسطين، وأكد في هذا السياق على محورية البعد الذي تتبناه السياسة الخارجية الإيرانية في تلك الأزمات، والقائم، بحسب ما أوضح، على تشجيع الحوار بين الفرقاء، وتقريب وجهات النظر، وتعزيز القواسم المشتركة، وتذليل الصعاب التي تعترض سبل تحقيق السلام والاستقرار والتنمية.

ويهدف المؤتمر البحثي إلى سبر آراء المختصين حول طبيعة العلاقات الإيرانية-العربية راهنًا ومستقبلًا، وتشخيص ماهية الأزمات والتحديات التي تعترضها، والتعرف إلى أسبابها، واتجاهاتها، وطرق التعامل معها.
ويستمر المؤتمر ثلاثة أيام اشتمل اليوم الأول أمس على جلسة افتتاحية معلنة، أعقبتها جلسات نقاش مغلقة تستمر على مدى اليومين التاليين.

ويناقش الخبراء رؤيةَ كل من إيران والعرب فيما يتعلق بالتحديات والأزمات التي تواجهها بعض دول المنطقة، لاسيما العراق وسوريا واليمن ولبنان وفلسطين، فضلًا عن نظرتهما للملف النووي الإيراني، وتقديرهما لدور وتأثير العامل الخارجي في كل هذه الملفات وتلك الأزمات.
ويختتم المؤتمر أعماله بجلسة عصف ذهني واستعراض لأهم الخلاصات والحلول والتوصيات التي توصَّل إليها المشاركون.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى