الطبع قلب التطبع

> جرت العادة في نشاط كافة الأحزاب والقوى السياسية اليمنية في حصر نشاطها وكل اتجاهاتها في كيفية احتواء الجنوب، الحال الذي جعلها لا تعطي جهدًا في مسار تسوية أوضاعها في الشمال فهي وفق معطيات كثيرة لا ترى الثروات إلا في الجنوب غير مدركة بما لديها من إمكانيات وثروة بشرية وعائدات كبيرة لا يمكن استغلالها طالما وهي محط نهب وتدمير مسكوت عنه.

الجنوب وحده من وجهة نظرهم هو مكمن الثروات والخيرات وعلى أبنائه الاعتراف والرضوخ لسياسة الأمر الواقع، بل يتنازل عن حقوقه وفكرة استعادة دولته والقبول بالبقاء تحت سطوة الهيمنة ممن هم في حال اللا دولة، أعني أن لا حضور لتلك القوى السياسية على الأرض ولا اتجاهات فعلية لديهم بتغيير الواقع، الحال الذي يجعلهم باستمرار يمارسون طريقة استفزاز المشاعر الجنوبية والخوض في تفاصيل لا شأن لهم بها بمسالك لا تحترم إرادة شعبنا.

للأسف مع ما قدمت من تضحيات على مدى عقود مضت غير مدركين الحقيقة الثابتة في مسار نضالاتنا الجنوبية التي ليس في قاموسها حق التنازل عن مكاسب ثورتنا مهما كانت الضغوطات.

جراء ما سلف هل نتوخى سماع خطاب سياسي متوازن خصوصا في المرحلة الراهنة التي تمخضت عنها ولادة مجلس رئاسي تقع على عاتقه مهام جديدة يتم إنجازها سواء على الصعيد الساسي أو العسكري، وتلك التي يمكنها أن تخلق واقعا جديدا ومساحة تحقق الأمن والاستقرار وتمهد لوضع الحلول السياسية العادلة، دون ذلك سوف يستمر الخوض في فكر احتواء الجنوب واستفزاز المشاعر الجنوبية دون إدراك تبعيات الإمعان في هذا الاتجاه البرزخي في نمط الأحلام التي هي بعيدة عن الفكر السديد وهي بحسب الكثيرين عقدة تلك الأحزاب التي لا تسهم إلا في إدارة الأزمات لا أكثر، فهل تمضي حقبة ما بعد التشكيل الرئاسي الجديد بذات مسارات الفشل السابقة؟

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى