​"أين هو الوطن لنحبه ؟!"

> عدن «الأيام» عبدالقادر باراس:

> التباين المادي بين الشعب يجعل الولاء للأشخاص
واقع الخدمات المزري خيانة عظمى في قصة حب الوطن

تراجع مخيف في الإحساس بالانتماء للوطن يبدو واضحًا لدى فئات المجتمع اليمني، ولعل الحروب والأزمات كانت هي المسؤولة الأولى عن هذه الهاوية التي تهدد مكانة الوطن لدى المواطن.

الخطابات والشعارات الثورية تجلب النفور في ظل محيط مليء بالسلبيات وسيخرج المواطن بالتأكيد متدمرًا ومبغضًا وحاقدًا ضد وطنه بسبب أن سياسة حكمه الخاطئة هي من أوصلته إلى الشعور بأنه منزوع من الانتماء لوطنه للأسف أصبحت ثقافة سائدة عند بعض الناس خاصة من فئة الشباب.

ومجتمعنا يشهد تلك الحالة من الخطر بسبب التراجع بالشعور بالانتماء للوطن إلى مستوى لم يسبق له، هذا ما عبر عنه أحد السياسيين د. عبده المعطري، أحد مؤسسي الحراك السلمي الجنوبي:"إن أخطر ما في هذه المرحلة هو أن الولاء ليس للوطن والمبادئ والقيم بل للأشخاص والمال وصلة القرابة، نعم، وخطورتها في الحاضر أنها أصبحت ظاهرة متفشية بكل المحافظات والمديريات والمراكز والمرافق الحكومية، وفي المستقبل خطورتها تكمن أن تصبح ثقافة وممارسة، حينها سوف تكون كارثية على الأجيال القادمة".
د. عبده المعطري
د. عبده المعطري

ما نراه من ممارسات وتعرض وطننا ومدننا للتخريب خاصة العاصمة عدن لأسوا أنواع الخراب في الخدمات والسطو على الأراضي والمعالم الأثرية والتاريخية وتخريب الطرقات واللافتات واليافطات وتشويه معالم المدينة، يؤكد الباحث في مركز الدراسات والبحوث اليمني بعدن الأستاذ خالد سيف، بقوله:"في الحقيقة أن السبب في ذلك الحرب التي اندلعت في وطننا الحبيب منذ 8 أعوام ،ففي الحرب تنتهي القوانين و هيبة الدولة و يبقى لغة وثقافة السلاح سيد الموقف وتنتزع معنى حب و الإخلاص للوطن و بذلك تعم الفوضى في البلاد كالنهب وسلب أراضي الدولة والمواطنين ونهب وتهريب الآثار بجميع مقتنياتها وأيضًا الموروثات الشعبية والمتاجرة بها دون واعز وطني، والاعتداء على المعالم التاريخية والبناء عليها لطمس حضارة البلد، وتكاد تكون ظاهرة عربية لبعض الدول العربية كسوريا و العراق وليبيا والتي عانت معاناة ويلات الحرب".
أ. خالد سيف سعيد
أ. خالد سيف سعيد

مشاعر التشاؤم من تلاشى الانتماء للوطن بين صفوف الناس تزداد في التدني هذا ما يؤكده م. أشرف عبدالعزيز بوعيران بالقول:"للأسف وضعنا وواقعنا في مؤشر الوطنية والولاء لتراب الوطن في تدني وذلك أمر في غاية الخطورة، الناس تعيش هنا بفوضوية وأخلاقها سيئة، وكل واحد يغلط على الآخر ويتجاوز حدوده، ومنهم من يخرب ويدمر الممتلكات العامة على مرأى ومسمع من الجميع، كأن الأمر عادي، أين الانتماء لروح الوطن، لنشاهد مصر تجد الشجار والاختلاف فيما بينهم لكنهم لا يتجاوزن خطوط حبهم لبلدهم، فإذا ذكر اسم مصر يوقفك عند حدك ليقول لك: (مصر بلدنا أم الدنيا) بينما نرى في بلدنا أبناءها يخربونها فتجد من يخرب الرصيف أو ينزل عمود (كامبة) ويكسر الممتلكات ويبسط في الأماكن العامة أو يرمي القمامة على قارعة الطريق، كل هذا سببه أنه ليس لديه انتماء لبلده، لكن ذلك المخرب نفسه لو ذهب إلى بلد آخر حتمًا لن يعملها، ونرجع للمثل (من أمن العقوبة أساء الأدب) تقريبا هذا الذي هو حاصل عندنا".
م. اشرف عبدالعزيز بو عيران
م. اشرف عبدالعزيز بو عيران

يضيف م. بوعيران:"تشعر أن الناس لم تعد مهتمة بالتغيير، والذي يقهرك أكثر أن تجد ناس من النخبة والفئة المتعلمة ولم أقل المسؤولين فقط تحس أنه لا يريدون أن يعملوا شيئًا أو حتى إجراء محاولة لتغيير الوضع القائم، يعني كل واحد يريد تدبير شؤونه بتدريس أولاده في الخارج  ويبيع منزله ويذهب ليشتري منزل في الخارج، انعدام الحس ولو بصيص من التوجه لإجراء تغيير شيء، الناس خلاص اتخدرت وولم تعد تريد أن تعمل شيء لصالح الوطن، دور الرقابة لخدمة المواطن لا يوجد الولاء الوطني للوطن، ولا توجد رقابة للمعاير والمواصفات إذا ما كان أداء عملهم بمعيار وطني لخدمة الوطن والمواطن فلهذا تدخل السلع المهربة وغير مطابقة للمواصفات وبالتالي معيار الوطنية تدنت ولا يرون في أولوية مصلحة المواطن فيهتمون بمصلحتهم الشخصية.  وتفشي عمل الارتزاق في مكاتب الحكومة كثيرة عند إجراء المعاملات فتجد بعض الموظفين يستغل مكانته ووظيفته في العمل لأجل التكسب والارتزاق وليس خدمة للمصلحة العامة للبلاد، فهناك تزايد كما نلاحظه برغبة المواطنين أبرزهم فئة الشباب في الهجرة وبهذا سيفقد الوطن العقول والسواعد التي تحتاجها بلادنا لنهضتها، كما أن مناهجنا التعليمية في بلادنا اجمالًا لا تغرس حب الوطن في وجدان أطفالنا بشكل مناسب، وبالتالي الانتماء للوطن أصبح معدومًا تمامًا، وبالتالي نحن مقبلين على موعد مع جيل قادم خاوي من القيم وبدون هدف واضح، ويائس من المستقبل إلا من رحم ربي، للأسف حكامنا ومسؤولينا جعلوا من مضمون الوطنية في سياسة توجهاتهم الإعلامية وحتى في مناهج التعليم مجرد شعارات تردد كأنها إرث وفلكلور تلقى صداها فقط في المناسبات الوطنية كتراث وأغاني وترفع قطعة قماش ترمز للعلم فقط، حتى من خلال متابعتنا البسيطة لوسائل إعلامنا بمختلف توجهاتها تكشف لنا إهمال إشعال الهمم والروح الوطنية الحقيقية وهي متفرغة فقط بتبعيتها للأفراد والقادة السياسيين وهي بنظري إعلام وطني زائف. لنسأل أنفسنا، هل معيار الوطنية التي تؤمن بها شعوب العالم غير قابل للتطبيق لدينا، حيث لدينا معيار مختلف تمامًا مثلا نجد مسؤولينا سلمه الله في الوطن وعندما يسافر لخارج الوطن ويشاهد ثمار الولاء الوطني لتلك البلد يقوم بأخذ أسرته للسفر والإقامة فيها، بالتأكيد لن نرى أبدًا أي تقدم أو ازدهار ببلدنا طالما وأن معيارنا للانتماء الوطني مختلف عن بقية دول العالم، ويبقى سؤالنا الجدلي المؤلم أين موقعنا في مؤشر الولاء الوطني مقارنة بين دول العالم، لابد من البحث عن إجابة صادقة ومخلصة".

يقول أ.د. سمير عبدالرحمن الشميري، أستاذ علم الاجتماع، جامعة عدن "بأن هناك عوامل مهمة أدت إلى تفكك الهوية الوطنية عند الشباب هي الأنظمة السياسية، حيث دأبت هذه الأنظمة إلى إضعاف روح الانتماء للوطن، وأصبح همها الأكبر هو كيفية قمع الإنسان وتقييد حركته وكتم أنفاسه وتقييد المجتمع بقيود مادية وروحية وابتكار أساليب وأدوات لنهب خيرات الشعوب والسعي الحثيث للثراء غير المشروع وشخصنة الســلطة، حيث يبتكرون أساليب للتطفيش والتنكيد لكل من يحاول التبصر والابتكار والاجتهاد الحاذق، فهم مبدعون في خلخلة الهوية وخلق روح الإحباط والتقوقع والانهزام النفسي والمعنوي، إن طمر المفكرين والمبدعين والعقول الشابة المتنورة وممارسة العنف ضدهم وتجهيل الشعب وخنق الأصوات وتشجيع الهويات الصغيرة لخلخلة هوية المجتمع بحيث لا يشعر الإنسان في الفضاء العام بالأمن الحياتي والمعيشي والرمزي وتتحطم في أعماقه معاني حب الوطن وتتشطر الهوية كشعور داخلي للإنسان، فمؤسسات القوة والعنف تدأب لتثبيت الواقع المترع بالفساد والفوضى والخروم والتقهقر والتخلف وتحطم الاقتصاد و مؤسسات العلم والثقافة وتحارب الإبداع الحقيقي والصفاء الذهني".
د. سمير الشميري
د. سمير الشميري


ويضيف:"فمن لا كرامة له يفقد حب الأوطان كليًا أو جزئيًا وتنقطع العلاقة الحميمة بالهوية الوطنية والقومية وتتحول إلى شيء من الفتور وعدم الاكتراث ولربما الوصول إلى عتبة حرجة والشعور بهزة عميقة في الهوية والانتماء، فالوطن الحقيقي عندما يشعر الإنسان فيه بالحرية والمواطنة المتساوية وبآدميته وحقوقه المادية والروحية ولا يشعر بالخوف والإذلال والعسف والفاقة، ويتمتع بالحريات. فمن الصعب على شاب يشعر بإحباط مزمن ويحترق بنيران العسف وتزكم أنوفه رائحة العطب والعفونة وتنهش أضلعه مخالب البؤس والفقر والشقاء والفساد والفوضى ويعاني من تمزقات روحية ومعيشية أن يتذوق طعم الوطن ويشعر بالهوية والهناء المجتمعي لأن "أغرب الغرباء من صار غريبًا في وطنه" على حد تعبير أبو حيان التوحيدي. فتتخلخل الهوية عندما يشعر الإنسان بالغربة في وطنه وتمارس ضده سياسة الإقصاء الاجتماعي وتطوقه كوابيس الرعب والتنصت والعسف من قبل نظام جهنمي غايته قهر الإنسان ويعزف على أوتار النعرات الضيقة ويدهس كرامة الإنسان ويجعله يعيش حياة قاسية ودرامية خالية من الأمن المعيشي والغذائي والعاطفي، خالية من الأمن السياسي والثقافي والنفسي والوجودي".

ويواصل د. الشميري:"لقد أثرت الحرب وحرب الخدمات والتصدعات والأزمات والفقر والبطالة انعدام المعايش والفساد والفوضى والأوضاع المخبوصة القاسية والاكتئاب الجسيم والمضض الروحي والمكابدات الحياتية على روح الانتماء للوطن عند الشباب وشهدت حياتهم انهيارات شديدة في خضم لعبة الخداع والمناورة وتزوير التاريخ والتدمير العمدي للنظام والقانون وللتعليم والثقافة والقيم والانتظام العام والمؤسسات ومقومات العيش الكريم واتساع مساحة الغربة والضياع، لقد انهار المجتمع وانهار الشباب وفقدوا الأمل بحياة تحفظ فيها عزتهم، فالوطن عزة وكرامة وآدمية للإنسان. وتزعزعت روح الانتماء للوطن عند الشباب وشهدت حياتهم انهيارات شديدة في خضم لعبة الخداع والمناورة وتزوير التاريخ والتدمير العمدي للنظام والقانون وللتعليم والثقافة والانتظام العام والمؤسسات ومقومات العيش الكريم واتساع مساحة الغربة والضياع وتفشت البطالة والانحرافات والجوع والفساد والأمراض والتعفنات والفوضى والتشرد والمحن والعصبيات والكراهية والقلاقل، وأصبحوا يسيرون بلا هدى ولا بصيرة ولا بصيرة يلهثون خلف متطلباتهم الضرورية كالخبز، والماء، والكهرباء، وأنبوبة الغاز، والعمل، والأمن والأمان. فالشباب يعيشون في فضاءات منهوبة ومنكوبة زاخرة بالمرارت والفاقة والهزات النفسية المؤلمة والحياتية الكبرى المندغمة بالتفجيرات والاغتيالات والاعتقالات والعمليات الإرهابية والمصادمات العسكرية وانهيار صواميل الدولة والخدمات وشوكة العدل وتقوي عضد شاذي الآفاق وشيوع ثقافة الارتزاق وبيع الضمائر والتطاحنات السياسية والحربية المدمرة التي تفضي إلى مزيد من الفساد والجور والهيمنة والتفلت المجتمعي وجرف الثروات. كل هذه الأمور أدت إلى تفكك الهوية الوطنية وتراجع الشعور بالانتماء للوطن عند الشباب".

وانعكاسًا لتراجع الشعور بالانتماء للوطني في مجتمعنا من الناحية النفسية والأخلاقية، تقول د. نور اليافعي أستاذة قسم علم نفس بكلية الآداب جامعة عدن:"ما مر به مجتمعنا بفترة تتسم باهتزاز القيم واضطراب المعايير الاجتماعية والأخلاقية والدينية، يتجلى ذلك من خلال السلوكيات والظواهر الغريبة والمستجدة التي بات يعيشها مجتمعنا وتؤكد ما يعنونه من اغتراب نفسي وخلل قيمي مخيف والأخطر هو ضعف الشعور بالانتماء للوطن".
د. نور اليافعي
د. نور اليافعي


وتضيف:"كذلك هناك ثقافة العولمة ومدى تأثيرها على مقومات المواطنة والانتماء لمجتمعة جعله يعاني غموضًا في الهوية وضياعًا في الأهداف، خاصة بعد الأزمات والهزات السياسية والاقتصادية والاجتماعية العميقة التي أثرت بشكل واضح على التنشئة الاجتماعية مما أدى إلى ضعف الاهتمام بالقيم كالولاء والانتماء وقيم الترابط الأسري والتسامح والحوار والثقة بالنفس لدى الشباب، والاهتمام بالتجاذبات السياسية والمعارك الوهمية من أجل السلطة والمصالح الضيقة".

في المقابل يرى الصحفي ماجد الداعري:"أن الوطن المسروق من شعبه والمدمر بويلات الحرب والفساد والظلم والقهر والإقصاء والمحسوبيات، لا يمكن أن يبقي لدى أي شاب فرصة لحب وطنه الذي يشعر فيه بالغربة ويتمنى أن يجد فرصة للخلاص منه بالسفر لأي بلد آخر يجد فيه فرصة عمل أو دراسة ويعيش بأمن واستقرار، بعيدًا عن موبقات وطنه المختطف من مافيات النفوذ وهوامير الفساد وعصابات القتل والإجرام، ولذلك فإن من الطبيعي أن بتراجع حب الوطن والإحساس بالانتماء للوطن إذا كان هذا الوطن بهذه الصورة القاتمة التي تعيشها اليمن اليوم بجنوبه وشماله وفي ظل اتساع رقعة الفوضى والاقتتال وتزايد المليشيات غير المنضبطة، بعيدًا عن الدولة الغائبة ومؤسساتها المعطلة".
الصحفي ماجد الداعري
الصحفي ماجد الداعري

من جانبه يقول الصحفي عمار الراعي، إن"الشعور بالانتماء للوطن والتضحية في سبيله تراجع فعلًا عند الشباب بفعل عوامل كثيرة، أهمها أن تضحيات الشباب في أكثر من معترك وطني ذهبت هباء منثورًا، وقطف ثمرة تلك التضحيات من لا يمت للانتماء الوطني والتضحية بصلة، حين ترى أطفال شهيد شاب يتضورون جوعًا لعدم وجود من يعيلهم وترى بلاطجة لم يقدموا للوطن شيئًا يسكنون أرقى الفلل ويركبون أبهى السيارات وهم كانوا قبل تضحية الشباب لا يساوون شيئًا، فكيف يمكن أن تقنع الشباب بالاستمرار في التضحية والشعور بالانتماء للوطن؟ يشعر المرء بالانتماء للوطن حين يرى وطنًا فيه الجميع سواسية كأسنان المشط، ولا يعتلي مناصبه إلا من ضحى في سبيله، أمّا حين تأتي بالنائمين في أوقات الحروب لتصدرهم المراكز وتهمش أصحاب التضحيات الحقيقية فأنت هنا ترسل رسالة للشباب أن الوطنية وحب الوطن مجرد شعارات يرددها الساسة من أجل أن يضحي البسطاء في سبيلهم وليس في سبيل الوطن".
عمار الراعي
عمار الراعي

عبر المواطن سليمان عبدالحبيب (تربوي متقاعد) عن سخطه للأوضاع الذي يعيشه بالقول:"عيشة الضنك اللي نحنا عايشينها وعيشة البذخ والرفاهية اللي عايشها المسؤولين، كيف باتخلي عندنا حب الوطن، في الأيام الماضية تم صرف سيارة مصفحة لكل وزير هذا غير مواكب السيارات اللي معاهم، قيمة كل سيارة مصفحة تساوي راتب معلم حق 500 سنة، تخيل سعر سيارة تويوتا لاندكروزر مصفحة ٢٧٧ ألف دولار، أي مليون ريال السعودي وكسور، ووزعناه على راتب تربوي، كم بيكون لو كان راتبه ٥٠ ألف ريال كم بيجمع علشان يشتري السيارة المصفحة، يعني إذا قسمنا 277000 ألف دولار قيمة السيارة المصفحة على 600 دولار راتب المعلم في السنة الواحدة بيكون الناتج قرابة 465 سنة، يعني ممكن تقول أن سعر السيارة المصفحة يقترب فعلًا من راتب معلم حق 500 سنة. يا الله يا الله.. يعني إذا كان ما اهتموا برفع معيشة المعلم في حدها الأدنى على الأقل واهتموا برفع مستوى التعليم الأخذ في التدهور كيف بالله بايتولد حب الوطن لدى المعلم والطالب والسبب هو النظام والحكومات الفاسدة".

وفي هذا السياق يقول المواطن معتوق سروري، عامل بالأجر اليومي:"أيش من حب للوطن، أين الوطن هذا عشان نحبه أو نكرهه، أنا بلا بيت ولا زواج وعملي غير مضمون بالأجر اليومي، إذا أنا فعلًا مش موجود في وطني، وكل من حولنا مسؤولون سرق، قده كل واحد منه يوظف عياله وبناته والمكالف حقه منهم مدير مكتبه ومنهم مرافق شخصي ومنهم من هو شغله أنه يحمل الختم حق الوزارة أو المؤسسة حتى أن البعض من أقربائهم يتعينوا في وظائف قيادية دون أي مؤهلات والمصيبة أن هؤلاء المسؤولين يتغنوا بحب الوطن دون أي استحياء أو خجل".

ويضيف:"الوطن ضاع في زحمة الفساد واللصوص والعابثين الذين فقدوا معنى حب الوطن وأفقدوه من قلوب الناس، نحن لم نعد في زمن الأوطان، هذا زمن ولى، نحن في زمن وواقع المتنفذين والباسطين على الأراضي والكل يدرك أنه لا توجد دوله طبعًا، وهذا في رأيي شيء طبيعي لما يشوفوا المسؤولين حق هذه البلاد معاهم فلل وقصور في الخارج وهم وعيالهم ومكالفهم متنعمين، ونحن هنا نكابد الحياة ونجري نشقي عشان بالكاد حق روتي وفاصوليا عشان نسد جوعنا".

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى