​خبايا الهدنة ومجلسنا الانتقالي الأصم

>
يقرأ بعض الباحثين السياسيين أن قبول الحوثي للهدنة الأخيرة يهدف إلى سعيهم لتحقيق أهداف عدة، فما لم يحققوه بانتصارات عسكرية سوف يسعون إلى تحقيقه خلال هذه الهدنة، والأولوية كسبهم للمزيد من الوقت، وخلاله يتفرغون لإضعاف مجلس القيادة الرئاسي، ومن خلال سيناريوهات متعدّدة أُعدّ لها بعناية فائقة ومنها زعزعة أمن واستقرار مناطقنا المحررة، وعلى أن يتم هذا عبر عمليات إرهابية واغتيالات بهدف دفع الانتقالي إلى الخروج من إجماع المجلس الرئاسي.

إذاً النوايا المبيتة كما يحددها هؤلاء الباحثون السياسيون لضرب مجلس القيادة الرئاسي، وعلى رأسها توجيه ضربات موجعة للانتقالي الجنوبي، وذلك من خلال العمل الدؤوب على بثّ السموم داخله وبين قاعدته بهدف إفشاله وتفكيكه، والمشكلة هنا أنّ الأرضية مهيّأة لهم لتحقيق ذلك، وخصوصاً في ظل الظروف الراهنة التي يعيشها مجلسنا الانتقالي الجنوبي.

بصراحة، مؤخراً سادت الشارع الجنوبي حالة من التّململ والإحباط، وبعضها له ما يبرره، خصوصا وقيادتنا في الانتقالي تصم آذانها عن الكثير من الطروحات الواقعية التي يتداولها الشارع، وبعض من هذه الطروحات يشوبها شيء من اللبس، ولكن الجهاز الإعلامي للانتقالي لم يعرفهم ويفند حقائق الأمور، بل يحلق في فضاءات بعيدة، أو يقصر أداءه على النّفخ والتطبيل للقيادة وحسب، وبأمانة هذا مسلك قد عافهُ الشارع الجنوبي وملّ منه تماماً.

حقيقة قد حقّقت قيادة الانتقالي نجاحات ملموسة عدة على الصعيد السياسي، ولكن ثمة ثغرات تشوب الأداء في القاع، وحيث الاحتكاك الحقيقي بمعاناة الناس الذين هم القاعدة الأساسية للانتقالي وظهيره الشعبي، وعلى سبيل المثال: في اللجان المجتمعية للأحياء، هنا جاء القرار بتشكيلها من الهيئة العليا في الانتقالي، وتُرك التشكيل بدون متابعة أو تدقيق ليختاروا أعضاء هذه اللجان، وأكثر من شكّلوا هذه اللجان هم أصلاً من الخصوم المخترقين لصفوف مجلسنا الانتقالي، وهؤلاء جاؤوا بالنوعيات الأكثر سوءاً وقبحًا من الناس في هذه اللجان غالباً.

فعلاً لقد تمّ اختيار ناس مصلحيين وإخوانيين وعفّاشيين وفوضويين.. إلخ، وهؤلاء جيّروا عمل هذه اللجان للتكسب لأنفسهم وذويهم، وكما حدث عند رفعهم كشوفات بالمحتاجين للمساعدات في برنامج البصمة، وهم رفعوا أهلهم وذويهم وتركوا أكثر الناس فقرًا وحاجة، وأسر كثيرة مُعدمة تضرّرت جرّاء ذلك، وانقلب العتب واللوم على مجلسنا الانتقالي الذي وجّه بتشكيل هذه اللجان المجتمعية في الأحياء، وتحوّل هذا اللوم إلى نقمة متصاعدة وتبرم من أداء الانتقالي، ولكن القيادة لم تأبه بهذا ولم تحرك ساكنا حياله.

هنا فعلا العتب واللوم على قيادتنا في الانتقالي بمختلف مراتبها، وهم يديرون ظهورهم لشكاوى الناس وطروحاتهم وآرائهم، وهذا سيكون المدخل الذي سيولج منه الخصوم اليوم للفَتّ في عضد الانتقالي وتشظيته، وأنا متأكد أن القيادة لن تستمع ولن تتجاوب مع ما أوردناه هنا كدأبهم دائماً، وهذا سيعكس نفسه سلباً لدى العامة وأنصار مجلسنا الانتقالي، وقد قلنا مرارا إن هذا المسلك يسحب من الرصيد الشعبي والجماهيري لمجلسنا الانتقالي، ولكنه الأذان في مالطا، وللتحقق من هذا ننظر اليوم في قاعدتنا الجماهيرية التي (كانت) كبيرة وعريضة في يومٍ ما، أليس كذلك؟

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى