​انطلاقتها من "الأيام" فتحت لها الآفاق..«آفاق» و«الحاج السند»

> «الأيام» ضيف الله الصوفي*

>
تجد الشابة اليمنية «آفاق الحاج» عملها اليوم في مجالي الصحافة والتلفزيون سهلا وممتعا بفضل تشجيع والدها الذي يعمل صحافيا ما يقارب عقدين من الزمن.. أحبت مهنة الإعلام، وسكنها شغف العمل الإعلامي منذ أن رأت دائرة نجاح أبيها تتسع بين الصحف والإذاعات، لتسير هي على خطاه باحثة عن نجاحات جديدة، فالأب كنز وقدوة في عين ابنته، بل سند لا يميل، وأمن لا يشوبه خوف، كما تقول.

مسيرة «آفاق» الإعلامية كانت بدايتها وهي لا تزال في المرحلة الثانوية، إذ بدأت تتبلور اهتماماتها لتتجه نحو الكتابة الصحفية: "والدي، هو الداعم والمشجع الأول لي منذ أيام المدرسة، حين كان يلاحظ شغفي بالإعلام.. لعل هذا الشغف اكتسبته منه كونه يعمل في نفس المجال.. شكل هذا دافعاً لدخولي الإعلام والتخصص فيه".

طالبة في الثانوية تتعلم كتابة القوالب الصحفية على يد أبيها، ليبدأ قلمها يخط برشاقة أسلوبها التحريري في تناول الموضوعات وصياغة لغتها الصحفية بشكل لا يقل عن ذوي الخبرة وسنوات العمل الصحفي.. أنتجت العديد من المقالات والتقارير بهدف التدريب والممارسة، آخذة بتعليمات والدها والملاحظات التي يقدمها مع كل إنتاج مكتوب لمادة صحفية.

وبعد أن أجادت العمل الصحفي، أتاح لها والدها الالتحاق بإحدى الصحف المحلية التي كان يعمل فيها آنذاك، كما لو أنه سلمٌ للوصول أو جسرٌ للعبور في طريق أحبها العابر: "بداية المشوار عملت مراسلة لصحيفة "الأيام".. أتذكر حجم الفرحة وأنا أشتري صحيفة ورقية تنشر أول مقالة أو خبر صحفي.. تصور كم كان مدى الفخر بعيون والدي الذي ساعدني في تطوير مهاراتي".

التعليم لا يكفي أحياناً إن لم يرافقه التمكين، التحفيز والمتابعة وتطوير المهارات المكتسبة.. مُبكراً عرف والد «آفاق» ميول ابنته، ليكون رفيق طريقها، وأستاذها في صقل مهارة الكتابة، والتدريب الميداني حتى تصبح صحفية تخوض التجارب وحدها، وتسعى إلى تقديم كل عمل يفوق سابقه بكثير من الامتيازات: "أعطاني ثقة كبيرة، جعلتني شخصية قوية، عصامية، وطموحة".

محطات وآفاق

ثمة محطات تجاوزتها هذه الشابة.. التحقت «آفاق» بقسم الإعلام جامعة تعز، خطوة قربتها من مستقبل تراه قريباً على شاشات التلفزة.. وقتها وجدت نفسها مجبرة على الجمع بين الدراسة والعمل، وهذا ما زادها شغفاً بالجانب العملي من هذا التخصص.

في سنتها الثانية أُتيح لها فرصة الالتحاق بقناة خارجية، قدمت حينها هي ومجموعة من الصحفيين تقاريراً مُصورة.. وما هي إلا بضعة أيام حتى تلقت اتصالاً يخبرها أنه جرى اختيارها مراسلة للقناة -أورينت، السورية- من بين جميع المتقدمين، الأمر الذي زاد والدها إعجاباً وانبهاراً، بل ورغبة في زيادة الأخذ بيدها اجتيازاً للعقبات، وتجاوزاً للمعوقات.

من صحفية إلى مراسلة تلفزيونية.. انتقلت «آفاق» إلى العمل الميداني، تنقل معاناة الإنسان اليمني، وما يدور حوله من أحداث، تتبعت الشأن السياسي والاقتصادي للبلد، وأحداث الحرب هنا وهناك.. وصوتها حاضر بجانب صورة حية بهدف عرض تفاصيل الأحداث لجمهور المشاهدين.

ثلاثة أعوام، هي الفترة التي استمرت فيها آفاق بتغطية الأحداث الآنية، وقصص المعاناة تلفزيونياً.. في الميدان استطاعت تكوين علاقات مع البسطاء والمدنيين في مناطق مختلفة من المدينة صاروا هم مصادر الحدث والمعلومة، فرصيد الصحفي مصادره، كما يقال.

وبعدما قطعت مشوارا في العمل التلفزيوني، وجد والدها وهو مدير للبرامج في إذاعة وطني إف إم، الحاجة إلى تدريبها على العمل الإذاعي، حيث أصبحت تعمل في إعداد وتقديم أحد البرامج التي تبث يومياً على أثير الإذاعة.. لقد وفر لها مساحة واسعة لتطوير ذاتها، وصقل خبراتها ميدانياً.

نجاحات مستمرة

بتقدير ممتاز، أنهت «آفاق» مرحلة بكالوريوس الإذاعة والتلفزيون، عقب ذلك عُينت رسمياً مُعيدة في قسم الإعلام، بعد حصولها على المركز الأول في امتحانات المفاضلة المقدمة للطلاب الأوائل من الدفعة.. وتعمل اليوم في تدريس بعض المقررات الدراسية الخاصة بشعبة الصحافة وشعبة الإذاعة والتلفزيون.

تتواصل نجاحات الصحفية الشابة، إذ صارت مؤخراً تعمل مقدمة لبرنامج "الحالمة" الذي يعرض أسبوعياً على شاشة بلقيس.. كل خطوة نجاح لآفاق هي بمثابة ثورة يعقبها منجزات كثيرة، بنظر والدها.

محظوظة هي الفتاة التي تمتلك أباً داعماً وسنداً.. هكذا لخصت «آفاق» أهمية حضور الأب بجانب ابنته في الحياة، يساعدها في بناء شخصيتها، ويأخذ بيدها وصولاً إلى تحقيق طموحها.. لذا يرى كثيرون أن الآباء هم الدافع الأهم للفتيات كي يخضن مغامرات الحياة بشجاعة وإصرار وثقة كبيرة.. وما «آفاق» إلا قصة طرفاها جهد واجتهاد ذاتي، ودعم والدها ومساندته.

*"منصتي30"

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى