كيمياء الحياة

> إن الكيمياء هي جزء من كل شيء في حياتنا، وبالأحرى هي علم الحياة، إذ يتألف كل الوجود من المادة، وجميع الكائنات لها نصيب منها، بما في ذلك أجسادنا. توجد الكيمياء في كل شيء نقوم به، ابتداءً من النمو وطبخ الغذاء وتنظيف أجسامنا ومنازلنا ونفوذها ظاهرة في صحتنا وسقمنا، ووصولًا إلى إطلاق مكوك فضائي.

إن الكيمياء هي واحدة من العلوم الطبيعية التي تساعدنا على وصف وتفسير عالمنا.

ما الكيمياء؟

إنها مشتقة من الكلمة الإغريقية "خيما" Chyma بمعنى التحليل والتفريق، ويمكن تعريفها بالعلم الذي يهتم بدراسة المواد وخصائصها وتفاعلاتها وحالاتها المختلفة.

وتعرف الكيمياء في اللغة الإنجليزية بـ: Chemistry وهي العلم الذي يدرس خصائص المواد، وتركيبها، وهيكلها، والتحولات التي تمر بها، والطاقة التي تنتجها أو تمتصها خلال هذه العمليات.

إننا نتعلم من الكيمياء.

• محاولة الوصول إلى التوازن في جميع الأمور بين كفة المعنوية والمادية، الروحانية والجسمانية كي نصل للهدف الغائي من وجودنا على هذه الأرض.

• التفاعل مع الآخرين وتكوين الروابط معهم بشكل سليم، وانفتاحنا نحو المجتمع واندماجنا مع مختلف الناس من حولنا.

• ونتعلم من الكيمياء أن التفاعل هو أصل الحياة فالملح الذي لا يخلو منه بيت مكون من عنصرين متواضعين هما الصوديوم والكلور، تمامًا كالماء الذي هو أصل الحياة مكون من تفاعل الأكسجين مع الهيدروجين، بينما الذهب بطيء التفاعل لذا فهو زينة عند البعض ومخبأة عند آخرين كما أنه سبب معظم المشاكل والامتحانات.

• من أعظم الدروس التي نتعلمها من الكيمياء أن الاتحاد قوة والتفرق ضعف، وأن التآلف هو سبب الحياة بينما التفكك هو سبب الممات.

• إن الكيمياء تعلمنا التواضع وعدم النظر للون، الشكل، الجنس والقوام على أنهم ميزة، فالألماس أصله الفحم، والكربون أسود.

• وإن أصل البشر واحد وهو آدم عليه السلام وقد خُلِقَ آدم من التراب، إذ تتكون المواد الطبيعية والمصنعة على حدٍ سواء من نوعٍ واحدٍ أو أكثر من أنواع الذرات الفردية المعرّفة كعناصر، وعلى الرغم من كون هذه الذرات تتكون من جزيئات أولية إلا أنها تعتبر لبنة أساسية للمواد الكيميائية، وهكذا نحن البشر عبارة عن ذرات تراب نتكون بالمحبة و نتشكل بالإيمان والتقوى ونصقل ذواتنا بالعلم والخدمة والعمل الجماعي.

• وتعلمنا الكيمياء عدم التكبر والانتفاخ على الآخرين وإلا سنحرق أنفسنا والآخرين.

• إن الحياة تقوم على الأخذ والعطاء، وهذا ما نتقنه من خلال درس الأكسدة والاختزال.

• ومن أروع ما نتعلمه في الكيمياء الانفتاح نحو المجتمعات والتعلم من ثقافات الأمم وتقبل مبدأ "وحدة الجنس البشري" في ظل التنوع والاختلاف، فلكل ذرات الوجود باختلاف مسمياتها إلكترونات زائدة سنصل للاستقرار ونحفز الاستمرار بمشاركة إلكتروناتنا الفائضة (علمنا، تجاربنا، آرائنا، أفكارنا، مواهبنا، قدراتنا) مع الآخرين.

• علينا أن نعمل بصمت ودون التلفظ بكلمة (أنا) فلننظر للنيتروجين الذي يتدخل في الغلاف الجوي، ويشكل الأنسجة الحية، ويعطي للحياة معنى مع ذلك لا يملأ الدنيا ضجيجًا.

• يجب أن نصبر حتى نصل للنتائج المطلوبة ونحقق ما نريد.

• يجب مراعات مشاعر الآخرين وتحرير الطاقات الزائدة واستغلالها في خدمة الناس فلقد خلقنا لننعش الروح لا لنعبث بها ونحرقها.

الحقيقة هي أننا كيميائيون يجب أن نطلق الطاقة والحرارة في عالم الوجود لتحيا بروح الألفة والسلام، ودمتم سالمين.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى