الجنوب في قلب العواصف

> الحق حين يطول أمده لن يعود حقًا، ربما تحت هذه النظرية يتم التعاطي مع الجنوب بطرق احتواء مختلفة، إلا أن غايتها سحب البساط من تحت قدم المجلس الانتقالي الذي يفترض أن يكون حريصًا على ألا يتم تجاوزه عبر نظرية جعل أهدافه وأهداف شعب الجنوب بعيدة المنال تحت مبررات شتى.

الانتقالي في هذه الأثناء في أصعب حالاته، فلا هو قادر على تجاوز العقبات الراهنة في مساره، ولا يمتلك القدرة على معالجة القضايا الأساسية المتعلقة بالوضع المعيشي والخدمي لسكان الجنوب عمومًا.

لقد مر الكثير من الوقت دون أن تكون هناك معالجات فعلية لأوضاع الجنوب عمومًا، فعلى مدى سنوات مضت لم تقدم الشرعية حلولًا فعلية للوضع أكثر من تلك الوعود والخطوات الشكلية.

تعاقبت التشكيلات الوزارية وكانت تأتي بالنتائج الوهمية نفسها المقترنة بالفساد العارم البعيد عن المحاسبة؛ الأمر الذي تم العجز فيه عن معالجة قضية واحدة من القضايا المتراكمة، خصوصًا على الصعيد الخدمي، ولنأخذ كهرباء عدن نموذجًا وهي القضية التي تنشط أجهزة الحكومة في مناقشتها في مطلع كل صيف بحملة أقوال لم تقترن قط بأفعال على الرغم من مرور سنوات متعددة.

الجانب الأهم هو ترك الجنوب تغرق تحت مشكلات كثيرة يجري التهرب من حلها بصورة متعمدة وواضحة.

في الوقت الذي تم فيه وقف خطوات الانتقالي باتجاه أي معالجات أو طرق تجعله يخرج من شرنقة الوضع الذي تم إحكامه من حوله باشتراط عدم إقدامه على أي خطوات، خصوصًا باتجاه الإدارة الذاتية من منظور أن الخطوة تتعارض مع ما يجري من معالجات ورؤى مستقبلية.

من جانب آخر لم تستجب أجهزة السلطة ولا التحالف لمعاناة الشعب الجنوبي حتى ما تركت طبيعة الأوضاع المنطلقة من تأثيرات قاسية على الوضع الحياتي ومستويات الفقر غير المسبوقة؛ بل أضافت إلى ذلك قطع المرتبات عن الأجهزة الأمنية والعسكرية.

خطوات من هذا النوع ليس فيها حسن ظن ولا تخدم الجنوب بأي حال ولا هي نمط من الضغوطات الوقتية؛ بل هي مسارات يجري توظيفها لأهداف سياسية تنال بدرجة أساسية من الجنوب وقضيته، بل وتفقد الانتقالي شعبيته ومكانته ومصادر قوته إن كانت لديه..

المريب حقًا.. أن ما يجري يقابل من الانتقالي بالتقاضي ربما من منظور ما يتم تسويفه.

إن الأمر منوط بمسارات تقتضي الانتظار بالنسبة للجنوب وقضيته حتى المحطات الأخيرة للحلول السياسية، وهذا ما يعتبره الكثير من المتابعين للشأن الجنوبي الفخ الكبير الذي بدوره يضعف الانتقالي ويفرخ لكيانات جديدة وواقع جديد تعرضه طبيعة الأوضاع المعيشية للسكان في الجنوب.

في ظل عدم قدرة الانتقالي في الإجابة عن تساؤلاتهم المريرة جراء الفقر المدقع والمجاعات وغياب الحلول لكافة قضايا الواقع.. بمعنى فليموت كل سكان الجنوب حتى تستخلص حلول سياسية هي مازالت في علم الغيب.

بمعنى صمت الانتقالي لم يعد حلًا إزاء ما سلف وها هي قائمة من التحديات؛ بل لم يعد نشاطه اليومي الروتيني يمثل شيئًا بالنسبة للجنوب عمومًا.

حالة ركود في المشهد تصاحبها أسئلة كثيرة منها.. الوضع إلى أين؟

حتى أن محطة المجلس الرئاسي لا تشكل فارقًا بالمطلق كما أنه ليس في أولوياتها ما يدل على معالجة الملفات الأساسية المتعلقة بالجنوب إن لم تكن الأمور تجري بنفس وطابع عمل الشرعية وهي مسارات إن جاز التعبير بأهداف واحدة وغايات تستهدف الجنوب بدرجة أساسية وهي في قلب العواصف.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى