ولا عزاء للسياسيين ..!

> محمد العولقي

>
* تركوا لقبهم في العقبة وعادوا بدونه ، يجرون أذيال الخيبة الكروية ، التي وعدنا بها اتحاد الكرة .. خانتهم مواهبهم هذه المرة حين بدت أقدام اللاعبين أمام المرمى وكأنها مربوطة بأكياس رمل ، لم تنفعهم تميمة قيس الولهان ، ولا شاعريته ، ليلى هذه المرة مريضة ولم تجد دواء لدائها ، لم تسعفهم الأفضلية الميدانية لأن عقولهم كانت مشغولة بعقد رعاية (you) وبتركة مالية ثقيلة أفرغتهم التركيز تماماً.

* خذلتهم هذه المرة كرة القدم وأعطت الغلبة لمن هم أكثر تركيزا ورغبة وتعطشاً للفوز .. نعم أدارت المستديرة ظهرها لصغار لصغار أفسدنا فجرهم بالمال والهدايا وعزف النشيد في مطاعم السلتة والفحسة .. خرجوا صاغرين وهم يعزفون على الوتر الحزين لحن الوداع والتخلي عن اللقب دون مقاومة .. ذهبوا أبطالاً وكل التوقعات لصالحهم ، لكنهم في العقبة عجزوا حتى أن يكونوا بين رباعي السيمي فاينال.

* هكذا كان حال المنتخب اليمني للناشئين غادروا ديار ليلى أبطالا وسيعودون إليها بدون حتى خفي حنين .. المنتخب الذي وحد المشاعر وخفف من وطأة النفخ في المجامر ليس هو هذا المنتخب، الذي ذهب إلى العقبة وسط حشد من هواة الرزق يحب الخفية وتخلى عن لقبه هناك بمنتهى الأدب.

* المنتخب الذي فاز باللقب في الدمام ، كان منتخب الغلابى والمطحونين ، الذين فتشوا في دعائهم ، عن لحظة فرح ، تنسيهم جحيم الأسعار والإقتصاد المنهار ، والمضاربات بالعملة المحلية .. المنتخب الذي ذهب إلى العقبة ، كان منتخب السياسيين بامتياز ، وليس منتخب هذا الشعب الفقير المترب.

* في الدمام كان المنتخب نقياً جائعاً وشرها في مردوده داخل الملعب، وتركيزه الوحيد إسعاد شعب بلد ، قالوا لنا في التاريخ أنه كان سعيداً في أيام سادت ثم بادت ، منذ أن سطا السياسيون على إنجاز هؤلاء الصغار ، وهم يغسلون أدمغة الصغار من حاجة إسمها فرحة شعب.

* تسلق السياسيون على أكتاف الصغار وراحوا يروجون لحماقاتهم الحزبية ، ومشاريعهم البلهاء على ظهر منتخب بريء حمل اللقب بفضل من الله سبحانه وتعالى أولاً ، ثم بفضل دعوات الفقراء والمساكين والغلابى .. المنتخب الذي قطع رحلة الذهاب إلى العقبة منتخب أفسدته تعنتات السياسيين وتوظيفهم السيء لهذا الإنجاز.

* المنتخب الذي استسلم في العقبة دون قيد أو شرط ، أثقلته وطنية السياسيين الإنتهازيين ، الذين استثمروا لقب الدمام ، واغتالوا براءة الصغار بالمال والهدايا والزوابع التي لم تخطر على بال أكبرهم وأعقلهم.

* منتخب اليوم لم يلق نفس التعاطف الذي حظي به منتخب الأمس .. وشتان الفرق بين الصورتين .. منتخب الأمس كان نظيفاً خالياً من كولسترول المزايدات السياسية والمكايدات الحزبية ، كان فعلاً صوت الشعب ، لهذا التف حوله الجميع و صنعوا منه أسطورة من أساطير ألف ليلة وليلة.

* منتخب اليوم عانى من التخمة ، تخمة الوطنية مدفوعة الأجر التي غرسها في عقولهم وزير فاشل ومسؤول فاسد، واتحاد فهلوي يمتلك خفة جن سليمان ، تخمة الانحياز للمشاريع السياسية ، التي تتماشى مع تصفية الحسابات ولا تراعي حقوق وآلام الناس.

* عمركم سمعتم عن نشيد وطني يُعزف في مخبازة؟ .. قلدكم الله هل هناك دولة نامية أو نائمة ، يُعزف نشيدها الوطني في الحمامات وغرف النوم وصالة الطعام؟

* أعمال مقززة فرملت طموحات منتخب جميل في تكوينه ، ورائع في تناسق أفراده ، لكن هذا هو حالنا مع السياسي الزناط الذي يُلقي بالصغار وقوداً في مدفأة الوطنية المغشوشة طمعاً في سلق بيضة.

* باختصار منتخب (قيس) الذي تخلى عن ليلى في العقبة وأعلن ولاءه للمال السائب ، لم يعد يمثل إلا طبقة الفاسدين الذين يسرقون خيرات البلد عيني عينك ولا يمثل الشعب الفقير الذي يبحث سواده الأعظم عن رمق للحياة بين مخلفات القمامة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى