الميكانيزم بين القاعدة والرأس

> في حقبة الحزب الاشتراكي ثمة نجاحات تحققت ولايمكن نكرانها، ورغم بعض المثالب التي رافقتها كتقييد الحرية الشخصية، وحرية الاتجار والإسهام الفاعل للقطاع الخاص في حياة الشعوب، وحالة الخلاف غير المبرر مع جوارنا الإقليمي، وحرية السفر .. إلخ ، لكن قائمة النجاحات كانت ملحوظة أيضًا كمجانية التعليم والمساواة والصحة رغم محدودية الإمكانات .. إلخ ، والصحة والتعليم اليوم في خبر كان بالنسبة لكل البسطاء من شعبنا، وهم الغالبية العظمى ولاشك.

ومن النجاحات المتميزة في تجربة الاشتراكي هي الصلة والترابط الوثيق بين القاعدة والرأس ، فالقيادة كالمكتب السياسي للحزب ولجنته المركزية، وعندما يجتمعون أو يشاركون في أي أحداث حيوية للبلاد ، كان بالضرورة أن تعرف بذلك القاعدة وتناقشه وتضع ملاحظاتها عليها.

هذا التقليد أرسى نوعًا من الميكانيزم والتواصل الفاعل بين الرأس والقاعدة، كما أوجد نوعًا من المشاركة الفاعلة للقاعدة في الرأي والقرار في كل مايخص البلاد وشؤونها الداخلية والخارجية ولاشك.

اليوم قيادتنا الأعلى في الانتقالي تجري مفاوضات ومباحثات مع الداخل وعلى مستوى إقليمي وبمباركة عالمية كما حدث كثيرًا ، لكن القاعدة أو جماهير الجنوب معزولة تمامًا عن كل ما يدور بهذا الصدد، ولا رأي لها فيه مطلقًا، كما أن الوسطاء الإقليميين يشعرون بأنهم يتعاملون فقط مع قيادة الجنوب بمطلق الصلاحيات ، وهم - الإقليم - بهذا التصرف يعزلون عنّا قيادتنا ويقررون وفق هواهم هم وضغوطهم وإملاءاتهم .. إلخ .

هنا الارتباط الوثيق بين قيادتنا وقاعدتها الجماهيرية ، وهذا كان من المفترض أن تؤكد عليه وثائق وأدبيات مجلسنا الانتقالي رسميًا ، وطبعا هذا ليس عدم ثقة بالقيادة أو تقليل من قدراتها، لكن ليصبح من الضرورة المشروعة على قيادتنا أن تُعمّم للقاعدة بخلاصة مجريات الأحداث وماخرجت به المفاوضات أو سواها من المخرجات، بحيث تضع القاعدة عليها رؤاها وملاحظاتها وإقرارها بها، وهذا سيشعر الوسطاء أو من سواهم بأنّ للشارع والجماهير الجنوبية حق إبداء الرأي والمشاركة والتقرير فيما يعنيهم من مفاوضات أو سواها من الأمور، وأن المتفاوضين على الطاولات أمامهم غير مطلقي الصلاحيات تمامًا في كل الأمور.

هذه الأخيرة ستكون مثل مستمسك أو حلقة ترجيح لقيادتنا بما يمكن أن تقبل به أو لاتقبل به؛ لأنّ وراءها شعب جنوبي من حقه أن يناقش ويضع ملاحظاته ويُقرّر بما يقبل به وما لا يقبل به ، وهذه هي الحلقة الضّائعة اليوم في أداء مجلسنا الانتقالي ، وأتمنّى دراسة وتمحيص مثل هذا الرأي وبحث إمكانية القبول به من عدمها، مع تأكيدنا على ثقتنا المطلقة بقيادتنا وبما تتخذه من رؤى وقرارت، أليس كذلك ؟!

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى