​هموم واحتياجات تتصدر وجوه المواطنين مع اقتراب الأضحى

> عدن "الأيام" عبدالقادر باراس:

> العيد في العاصمة بلا أضحية ولا ملبس جديد الرئاسي يقتل تفاؤل الشارع ويزرع عبوات يأس في الأجواء .. تكالب أزماتٍ على المواطن والعيد قشة كسرت ظهره

تُضاعف تبعات الحرب وأزمتها في اليمن تأثيرها الباهظ على حياة مواطنيها منذ سبع سنوات، وسط غياب مؤشرات إنهائها، نتيجة تدهور الوضع المعيشي واستمرار الغلاء وتردي الخدمات، كل ذلك يبدد آمالهم، ويغيب حتى من طعم ورائحة العيد، ويحاولون استرجاعها هربًا من واقعهم المتفاقم بالفقر والغلاء.


لم يعد تفاؤل الناس ماثلًا بشكل كبير بعد تشكل مجلس قيادة الرئاسة وعودة الحكومة، حيث تراجعت آمال المواطنين في جميع المحافظات الجنوبية المحررة لاسيما أهالي سكان مدينة عدن التي تتخذها الحكومة عاصمة موقتة لها، نتيجة فشلها وعجزها في تحقيق استقرار العملة وتحسين الأوضاع المعيشية، وعلى الرغم من تحسن شهدتها المحافظات المحررة في الأشهر الماضية من انخفاض ملحوظ في قيمة الدولار والريال السعودي، وفي الوقت نفسه لم تستطع الحكومة ضبط أسعار السلع الغذائية التي أصبحت دون رقيب ولا حسيب، ما دفع المواطن بتحميل الحكومة مسؤولية تخليها عن واجباتها، واكتفائها فقط بأخذ الجبايات والضرائب وغيرها من ظهرهم وتركت التجار يتلاعبون بأسعار المواد الغذائية الأساسية والسلع اليومية.

ومع معاودة الحكومة في تهدئة الشارع نتيجة فشل سياساتها في إيجاد حلول لانتشال الأوضاع المتردية، حاول رئيس مجلس القيادة الرئاسي د. رشاد العليمي، في نهاية الشهر المنصرم مطالبته من أهالي مدينة عدن منحه الوقت الكافي لمعالجة ما سماها بـ "الأزمات المركبة"، جاء ذلك عقب أيام من الاحتجاجات التي شهدتها العاصمة عدن نتيجة التدهور المتصاعد للحياة المعيشية وانهيار الخدمات وأهمها استمرار انقطاعات الكهرباء التي تصل يوميًا إلى 16 ساعة.


ولمعرفة أحوال المواطنين في عدن وحرمانهم من فرحة العيد في ظل الأزمات التي تعانيها البلاد، تحدث المواطن صالح موسى، بحسرة ومرارة لسوء الأوضاع المعيشية خاصة مع استقباله للعيد قائلًا:"العيد لم يعد كما كان وحالنا يزداد سوءا ولم يتبقَ لنا من العيد إلا فرحة أطفالنا وأيش عاد نسوي، لقد تجاوزنا مرحلة كبش العيد وكعك وحلويات العيد والثياب الجديدة، لكن نسأل الله أن يأتي العيد ونحن وأولادنا بصحة وعافية، فأولادي سيرتدون ملابس محفوظة سبق وأن ارتدوها من عيد الفطر الماضي، وحتى يمشي الحال سأوفر لهم كيلو لحمة بحسب استطاعتي ولا يكلف الله نفسًا إلا وسعها".


لم يعد موسى متفائلًا بتغيير الأوضاع إلى الأحسن بقوله:"كنا نأمل خيرًا بمجلس الرئاسة هذا أبو ثمانية نفر في تغيير الواقع المعيشي والخدماتي إلى الأفضل، لكن الحال للأسف ازداد سوءًا وتدهورًا، إذا كان فيهم خير لكانوا مبادرين هم والحكومة الذين يتحدثون عن استعادة الدولة في استلام مرتباتهم بالريال اليمني بدلًا من الدولار أسوة بأبناء الشعب ووفقًا لنظم وقوانين البلاد، ولو عملنا مقارنة سنجد أن رواتبهم بالدولار أكثر من رواتب جميع موظفي الدولة، في حين أن الحكومة فقدت وظيفتها الأساسية التي من المفترض أن تقوم بها أي حكومة في العالم وهو توفير سبل العيش الكريم للشعب، لكنها لم تعد تستورد أي شيء من المواد الأساسية ولا المشتقات النفطية فكل شيء يستورده التجار ناهيك عن تدهور التعليم والصحة وانهيار صرف العملة المحلية، مهامها فقط أنها تأخذ الجبايات والضرائب وغيرها من ظهر المواطن، ومع ذلك لا يزال من يعول عليها في إصلاح الأوضاع، نسأل الله الستر ولطف الله عزَّوجل في قادم الأيام".

أروى مليكان
أروى مليكان
ففي ظل الأزمات المعيشية والغلاء الفاحش في الأسعار تتأسف أروى مليكان، التي تعمل موجهة تربوية في عدن، من حرمان كثير من الأسر من بهجة العيد لعدم قدرتهم على توفير متطلباتهم، بالقول:"من منّا في هذه الأيام لا يعاني من غلاء المعيشة وصعوبة العيش بسبب ارتفاع أسعار المواد الغذائية، تجعل المواطن يعاني الصعوبات في توفير أهم متطلباته الضرورية وكذلك الأدوية التي ترتفع بارتفاع الدولار وعدم مقدرته على سداد أدويته أو لأحد مرضى أفراد أسرته، كما أننا قادمون في هذه الأيام على عيد الأضحى والذي ترتفع أيضًا أسعار الملابس ولا يستطيع المواطن تلبيه احتياجاته من الملبس والمأكل والمشرب.. العيد معناه توفير أضحية العيد والتي هي أيضًا ترتفع أسعارها، فكم من أسرة في بلدنا لا تستطيع توفير أضحية (كبش العيد) نتيجة ارتفاع سعره".

وتضيف:"راتبي الأساسي كتربوية قرابة الـ 100 دولار، كوني الأخت الكبرى وربة البيت، والداي متوفَيان، ومن الصعب أوفر المتطلبات اليومية مثل السمك اللحم أو الخضار أو الفواكه، أما الملبس طبعًا صعب وحدة تشتري مثلي كربة بيت من الأفضل نشتري الأساسيات للبيت، كما منهم من ليس لديه راتب، وآخرون من لديهم رواتب ليسوا قادرين على تأمين حاجاتهم اليومية ومصاريفهم على قدر الدخل لا يكفي حاجته لسد رمق العيش، وفي ظل رواتب ضئيلة وأسعار مرتفعة يصعب عليه توفير متطلباته".


وتسلّط مليكان، معاناة المعلمين:"نحن كمعلمين إلى اليوم لم نتحصل على علاواتنا السنوية التي لم يطلق سراحها إلى يومنا، ولكي يوفر المعلم متطلبات أسرته يجب عليه أن يعمل على ثلاث فترات أي طول اليوم، في المدرسة الحكومية لينتقل بعدها للعمل في مدرسة خاصة، وفي أخر أوقات يومه يعطي دروسًا خصوصية في منزله بذلك يتحول إلى رجل آلي للعمل طول اليوم، ولكن ماذا نقول، إذا نظرنا للمتقاعدين ومعاناتهم الشهرية التي تجعلهم يعانون الأمرَّين".

تتمنى مليكان، أن تنتهي الأزمات، ليستطيع العسكريون ورجال الأمن وكذا المتقاعدين من استلام رواتبهم بانتظام حتى يتمكنوا من قضاء ديونهم وسد حاجة أسرهم والعيش باستقرار دون أن يكون عليهم الكثير من الصعوبات التي أثقلت كاهلهم.

يجهد المواطن محمد خيران، (71 عامًا) متقاعد عسكري، في العمل لامتلاكه سيارة يقتاد عليها من أجل تأمين تكاليف معيشة أسرته التي لا يغطيها معاشه الشهري، 28000 ألف ريال يمني الذي لا يصل الـ 30 دولارا، وحالة خيران كحالة الكثير من المواطنين الذين يعانون من تأزم الوضع المعيشي.
محمد خيران
محمد خيران

قائلًا:"الوضع كما ترونه سيء والعيد قادم، فرواتبنا لا تساوي شيئًا، ومعاشي التقاعدي 28000 ألف ريال قريبة من قيمة صفيحة بترول سعة 20 ليتر، وربع كيلو سمك، دخلي اليومي في السيارة يادوب يغطي الغذاء وقيمة خبز - روتي بألف ريال للبيت، والآن مع ارتفاع البترول أصبحنا لا نغطي احتياجاتنا الضرورية، لكننا نقول الرزق من عند الله".


ويضيف:"كنا نأمل من بعد الحرب أن تتغير الأوضاع للأفضل، ومع ذلك كنا متفائلين خيرًا من المجلس الرئاسي لكنهم لم يحركوا شيئًا، وبقيت الأوضاع على ما هي عليه، للأسف لا نزال نعاني من دوامات أزمات وصراعات منذ فجر الاستقلال وإلى يومنا هذا ووضعنا ظل من سيء إلى أسوأ".

عهد جميل
عهد جميل
أما عهد جميل، وهو باحث قانوني فيقول:"وضعنا المعيشي في الوطن أصبح كالغابة رغم قرب قدوم عيد الأضحى المبارك، لا توجد فرحة في وجه المواطن، الذي ظل طول فترة وقته وهو يتحدث عن تدهور وضعه المعيشي في راتبه مع استمرار الغلاء في أسعار المواد الغذائية الضرورية والوقود وحتى الأدوية كل ذلك أصبحت فوق الخيال مرتفعة بشكل جنوني، حقيقة الوضع مأساوي، أصبحت البلاد كالغابة بدون كهرباء والماء متقطع، ونواجه وضعًا كارثيًا ينذر بوقوع مجاعة قد تتسبب بموت الملايين في ظل انهيار العملة واستمرار الحرب".

ويضيف:"طالما أن الحكومة تسير بالاتجاه الإصلاحي الحقيقي للاقتصاد، لماذا إذن لا ينعكس على مؤشرات الاقتصاد ويحد من البطالة والعجز ... الخ. لا نريد إجابات، نريد تطبيق على الواقع العملي في كل المؤسسات الحكومية ومنظمات المجتمع المحلية والدولية لحل الازمات في الوطن، كفى عبثًا بالوطن والمواطن، ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء".

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى