إندبندنت: رؤية واشنطن لعملية سياسية لإنهاء الحرب بعيدة مع تشدد صنعاء

> «الأيام» غرفة الأخبار

> حضرت القضية اليمنية بحرب سنواتها الثمان في قمة جدة بالتأكيد على دعم جهود الحل السياسي في البلد الملتهب دون رؤية واضحة تدفع بالحلول إلى الواقع اليمني المعاش.

إندبنديت عربية في تقرير نشرته أمس الاثنين أبرزت تساؤلات عن الحامل السياسي الذي يفرض سلامًا مستدامًا في اليمن عقب انتهاء قمة قادة دول مجلس التعاون الخليجي ومصر والأردن بمشاركة الرئيس الأميركي بايدن وعن الدور الأميركي والتزامه التاريخي حيال تزايد الأخطار الإيرانية التي تهدد اليمن وجاره الخليجي من خلال تنامي قدرات الأذرع والميليشيات المسلحة، والمنتظر من واشنطن تجاه شركائها عقب مناقشة هذه الملفات خلال زيارة بايدن.

ويرى مراقبون أن التأكيد الأميركي على حصر القضية اليمنية في الجانب الإنساني بوصفها أزمة معزولة عن مسبباتها يعد قصورًا واضحًا في فهم طبيعة المشكلة وأبعادها، وهو ما يعطل العثور على حلول موضوعية لجذر المشكلة وأسبابها التي تعتبرها الشرعية ومعها السعودية مشكلة "سياسية سببها انقلاب على السلطة والإجماع الوطني"، بخاصة إذا ما أخذ في الاعتبار الرفض الحوثي المتكرر لكل صوت ينادي بإسكات آلة الحرب والاستجابة لدعوات السلام، وفقًا لمرجعيات الحل والقرارات الدولية ذات الصلة، التي ترفضها الجماعة المدعومة من إيران ".

وذكر تقرير الصحيفة: في الوقت الذي تتعالى فيه دعوات العالم للشروع في عملية سياسية، تواصل عربات الدفع الرباعي الحوثية ومجنزراتها المحملة بالمسلحين توافدها على تخوم عدد من المدن التابعة للحكومة الشرعية، وفي مقدمها محافظة مأرب الاستراتيجية

ووفقا للتقرير فإن تصوير المشكلة في اليمن بأنها إنسانية فقط يكشف عن هوة في تعريف القضية اليمنية التي بدأت مع الانقلاب الحوثي على الدولة والإجماع الوطني عام 2014، وينبئ عن إشكال في تنسيق المواقف بين الولايات المتحدة وشرائكها في المنطقة وفي مقدمتهم السعودية وإن إشارات بايدن خلال قمة جدة أكدت "تمديد الهدنة الإنسانية والعمل ‏مع السعودية وسلطنة عُمان لإيجاد حل سياسي في اليمن.

وتقول الصحيفة إن الرؤية الأميركية لم تتطرق إلى ما ستتضمنه العملية السياسية الحاملة لهذا المسعى في ظل الرفض الحوثي المستمر لدعوات السلام، ويتمثل ذلك الرفض في معارضة مبادرات سبق وتقدمت بها الشرعية والسعودية والأمم المتحدة، وأيضًا مقاومتهم تمديد الهدنة.

المحلل السياسي علي العبسي قال إن القمة حققت نجاحات للشرعية اليمنية وتبنت مخرجات ستدفع نحو سلام مستدام، و أن هناك توافقًا على إنهاء الحرب كمبدأ تبناه الرئيس الأمريكي منذ توليه الرئاسة، وهو أيضًا قناعة سعودية بمعنى أن السلام هو الحل الوحيد لهذا النزاع، وأن المعطيات التي طرأت خلال السنة الماضية في رؤية دعم جهود الحل السياسي، فقد "تم الاتفاق بين الولايات المتحدة والشرعية والسعودية على استمرار الهدنة، بمعنى أنها الطريق الذي يهيئ للسلام المستدام".

ويقول العبسي إن رؤية الحل السياسي في اليمن ترتكز على حامل سياسي سبق وتوافق عليه اليمنيون، فالسعودية "نجحت في انتزاع مسائل عدة مهمة للغاية من الولايات المتحدة، ومنها اعتماد خطوات بناءة للسلام تقوم على المرجعيات الثلاث، وهي المبادرة الخليجية ومخرجات الحوار الوطني والقرارات الأممية ذات الصلة، وفي مقدمها القرار (2216) الذي يعتبر أن ما حدث في اليمن انقلاب مسلح، ويدين الحوثيين بشكل واضح ويحملهم أسباب الحرب".

وأضاف واشنطن الآن أصبحت تتبنى وجهة نظر السعودية والحكومة اليمنية الشرعية، وهذه مسألة متقدمة في قضية اليمن وان الخطوة الأخرى المهمة تضمنتها مخرجات القمة وتتمثل في إنشاء "القوة البحرية المشتركة 150" لرقابة وحراسة الممرات المائية الدولية لمنع التهريب والقرصنة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى