محللون: الهدنة الإنسانية لم تقلل من معاناة ملايين اليمنيين

> أبوظبي «الأيام» الإتحاد:

> رغم صمود الهدنة في اليمن للشهر الثالث على التوالي، فإن التوقف المؤقت للمعارك هناك، لم يقلل كثيراً من حجم المعاناة التي يكابدها الملايين المنكوبين بحكم ميليشيات الحوثي الإرهابية منذ نحو 8 سنوات.

فالمعطيات على الأرض، تفيد بأن الهدنة التي توسطت فيها الأمم المتحدة وبدأت مطلع إبريل الماضي ومُدِدَت قبل أكثر من شهر ونصف الشهر، لم تضع حتى الآن حداً للممارسات الوحشية، التي يتعرض لها اليمنيون على يد العصابة الحوثية، ومن بينها استهداف الخصوم السياسيين، بالاعتقال والاغتيال والاختطاف وتلفيق التهم، بل وأحياناً بالاغتصاب والتحرش الجنسي كذلك، بما يتنافى مع القيم السائدة في المجتمع اليمني.

وحذر محللون غربيون، من أن انشغال المجتمع الدولي بالجانب العسكري من الصراع اليمني، ربما يقلل من الاهتمام الواجب إبداؤه، بوضع سكان المناطق الخاضعة لحكم الميليشيات الحوثية، قائلين إن القمع الذي يمارسه الانقلابيون بحق هؤلاء وتقييد حرياتهم الأساسية، يدفع أولئك اليمنيين إلى جانب عوامل أخرى للنزوح من ديارهم، لتُضاف أسماؤهم إلى قائمة النازحين التي تضم الملايين منذ اندلاع الحرب، التي أدت كذلك لمقتل ما يُقدر بنحو 377 ألف يمني، 70 % منهم من الأطفال دون سن الخامسة.

وفي مقال نشره موقع «سينج نيوز» الإلكتروني، أكد المحلل المتخصص في شؤون الشرق الأوسط جيف سال، أن ميليشيات الحوثي الإرهابية تعمد على تصعيد ممارساتها القمعية الرامية لإسكات أي معارضة سياسية تواجهها في المناطق الواقعة تحت سيطرتها، بالتوازي مع مواصلتها لاعتداءاتها بالصواريخ والطائرات المُسيّرة على الأحياء الأهلة بالسكان في المحافظات التي تحاول باستماتة الاستيلاء عليها، خاصة محافظة مأرب، ذات الأهمية الاستراتيجية.

وأشار سال إلى أن الهجمات الوحشية التي يشنها الحوثيون، لا تقتصر على اليمنيين وحدهم، بل تطال كذلك اللاجئين الذين تقطعت بهم السبل في اليمن، جراء الحرب التي تُذكي الميليشيات الانقلابية نيرانها، وهو ما حدث في ربيع العام الماضي، عندما لقي عشرات من الأفارقة حتفهم، إثر إضرام العصابة الحوثية، النيران في مركز كانوا يُحتجزون فيه في العاصمة صنعاء.

وشدد المحلل المخضرم، على أنه ينبغي كف يد هذه الميليشيات الإجرامية عن خصومها، وعدم الاكتفاء بالاهتمام بالجهود الرامية لتعزيز الهدنة المطبقة حاليا فحسب، وذلك في ضوء أن الاعتقال التعسفي وغيره من الممارسات القمعية التي يواصلها الحوثيون، تشكل بدورها انتهاكاً للقانون الدولي، مثلها مثل شن الهجمات العشوائية ضد المدنيين، الذي تنخرط فيه العصابة الانقلابية أيضاً.

وحَمَّل سال الميليشيات الحوثية، المسؤولية عن تحويل الحياة في اليمن إلى «جحيم على الأرض»، بعدما نزح أكثر من ثلاثة ملايين من سكانه، بسبب حملتها واسعة النطاق ضد المدنيين، وكذلك مساعيها لاستغلال عمليات نقل المساعدات الإغاثية والإنسانية، ستاراً للحصول على أسلحة من الخارج.

وأدى ذلك بطبيعة الحال إلى عرقلة إمداد ملايين اليمنيين بالمعونات الإغاثية التي تمس حاجتهم إليها، في ضوء اضطرار الأمم المتحدة والوكالات التابعة لها، لتشديد عمليات التفتيش على الشحنات التي تمر من المنافذ التي تسيطر عليها العصابة الانقلابية، وهو ما يزيد من سوء الوضع الإنساني في اليمن، ليصل إلى حد يشارف المجاعة الفعلية، وذلك بالتزامن مع تفشي الفقر المدقع في الكثير من أنحاء البلاد.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى