الهدنة بين مطرقة الضغوط الدولية وسندان التحفظات الداخلية

> «الأيام» غرفة الأخبار:

> قال عضو الفريق القانوني لمجلس الرئاسة القاضي أحمد عطية، بأن "الهدنة منذ بدايتها لم تكن إلا من طرف واحد فقط"، مشبهًا تلك الهدنة بـ"العقد بين طرفين، طرف ينفذ والآخر له كامل الحرية لفعل ما يريد".

وأوضح عطية في تصريحات نشرتها صحيفة العربي الجديد الإلكترونية اليوم الأحد أن "كل التنازلات تتم من طرف الشرعية بدون أي مبرر يذكر، والحوثي يعد العدة للمعركة الفاصلة التي تقضي على ما تبقى من ميراث الجمهورية، في ظل سبات عميق للنخب السياسية التي يفترض أن يكون لها موقف مساند للرئيس في رفض هذه المسرحية المسماة الهدنة الإنسانية".

القاضي عطية: سبات عميق للنخب السياسية أمام مسرحية الهدنة الإنسانية

وبدا عطية غير متفائل فيما إذا كانت الهدنة ستمهد الطريق لحل سياسي في البلاد، وقال:"لم تتوقف قذائف الحوثيين طيلة الهدن المتتالية، في تعز ومأرب وغيرها. لست متفائلًا بأن هناك حلًا سياسيًا ستقودنا إليه الهدنة التي ماتت قبل ولادتها".

وفي السياق، أكد الباحث والمحلل السياسي اليمني علي الذهب، في حديث مع المصدر نفسه أن الهدنة، التي وصفها بالهشة، "ستمدد بلا شك، قد تمدد لشهرين آخرين وإن كان المطروح ستة أشهر".

ارتباطات بين الملف اليمني والمفاوضات النووية

وأشار الذهب إلى وجود ارتباطات بين الملف اليمني والمفاوضات بشأن إحياء الاتفاق النووي بين إيران ودول مجموعة "5+1". وقال:"اليمن واحد من الأوراق التي تناور بها الأطراف الإقليمية والدولية في المفاوضات، لاسيما إيران والولايات المتحدة وأيضًا السعودية والإمارات".

المحلل الذهب: القوى الكبرى تعمل على إعادة بناء يمن آخر وتحييد الصراع شمالا

ورأى الذهب بأن"القوى الكبرى المتنفذة تعمل على إعادة بناء يمن آخر، كي تحقق مصالحها بمعزل عن التهديدات، وعلى رأسها إيران"، مضيفًا : "تسعى هذه القوى لتحييد الصراع شمالًا، وهي مناطق عديمة التأثير على المصالح الخارجية، لاسيما أن الحوثيين لم يتمكنوا من السيطرة على مأرب".

وتحدث الذهب عن مصالح للسعودية من وقف الحرب، فهي "تريد الالتفات إلى البناء والتنمية والانتقال السياسي. كما أن لها مشاريع طموحة في خطة 2030 وغيرها من القضايا، تحاول الالتفات لها بعد إغلاق بعض الملفات الإقليمية التي تنهك قدرتها السياسية والمالية وقوتها العسكرية".

وأضاف: "هي دفعت الكثير وتحاول الخروج بأقل تكلفة حاليًا ، ولا أدل على ذلك من التغيير السياسي الذي قامت به في اليمن". ولدى زيارة الرئيس الأميركي جو بايدن للسعودية منتصف يوليو الحالي، أعلن عن اتفاق مع قيادة المملكة على "تعزيز وتمديد" وقف إطلاق النار.

ورأى الذهب بأنه "لو كان الأمر بيد الحوثيين لما قبلوا بالهدنة، لأنهم جماعة عسكرية تقوم على الحرب، السلام هو عدوها الأول، فلا يمكنها أن تقبل بسلام، ولا تستطيع أن تدير منافسة سياسية حرة وشريفة مع الأطراف الأخرى، وليس في ثقافتها هذه الممارسات".

وأضاف أن جماعة الحوثيين "تقول إنها الحاكم الفعلي والشرعي دينيًا وتاريخيًا، ولا تؤمن بمخرجات الحوار الوطني ولا بالديمقراطية ولا بالحريات، ولكن هناك ضغوطا من إيران، وأيضًا  وعودا بريطانية وأميركية، وأمورا تُدار من وراء الكواليس معها لتمكينها من هذه المناطق، وأن هذا قدرها ولن يسمح لها أن تتمدد".

وتابع: "أعتقد أن الحوثيين أيضًا وصلوا إلى قناعة أن هذا حجمهم ولن يستطيعوا الاستمرار في الحرب، أتيحت لهم الكثير من الفرص، لكنهم لم يتمكنوا من استغلالها، خصوصًا في مأرب، ومُنحوا كهدية من المجتمع الدولي محافظة الحديدة والميناء، هذه رشوة وليست هدية".

وتوقع الذهب أن تمضي الهدنة وأن تستمر الخروقات، "لكن في الملمح العام هناك هدنة، توقفت الطلعات الجوية، توقفت هجمات الحوثيين، فُتح المطار وانتظمت الرحلات للأردن، وفتح الميناء والسفن تتوافد إليه، هناك عرقلة في ما يتعلق بتوقف ملف الأسرى وبفتح الطرق، ولكن أيضًا ستكون هناك انفراجة".

رغبة أميركية بتمديد الهدنة

من جهته، رأى الصحافي اليمني عبدالله دوبلة أن تمديد الهدنة "رغبة دولية، أميركية تحديدًا الآن، واستمرار الحرب يهدد المصالح الدولية في ما يتعلق بإمدادات النفط".

وقال دوبلة، لـ"العربي الجديد"، إن تمديد الهدنة بقدر ما هي "رغبة أميركية" فإنها أيضًا "تتلاقى مع رغبة السعودية، باعتبار أن الأخيرة حققت أهدافها من اليمن، والهدنة تحقق لها أهداف: تكريس الحوثيين شمالًا، وتكريس جيب جنوبي خاضع للتحالف".

لكن مزايا الهدنة لا تقتصر على أطراف الخارج فقط، فهي تناسب الجميع، وفق دوبلة، "بما فيهم الحوثي الذي يلتقط أنفاسه ويستعيد بناء ترسانة عسكرية ويستعد لجولة أخرى". إضافة إلى أنه وعلى المدى القصير "فرص تمديدها أقوى باعتبارها رغبة أميركية، والحوثي يدرك أن معارضته لرغبة أميركا ستؤدي لخسارته الكثير"، بحسب دوبلة.

ومرارًا أشاد المبعوث الأممي بما حققته الهدنة إنسانيا، وقال في أحد بياناته مؤخرا إن تمديدها سيزيد "من الفوائد التي تعود على الشعب اليمني، كما ستوفر منصة لبناء المزيد من الثقة بين الأطراف، والبدء في نقاشات جادة حول الأولويات الاقتصادية، مثل الإيرادات والرواتب، والأولويات الأمنية بما فيها وقف إطلاق النار، والهدف في نهاية المطاف هو المضي قدمًا نحو تسوية سياسية تُنهي النزاع بشكل شامل".

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى