مستشار عن بعد

> حقائق موضوعية يتكلم عنها واقع سلف، وحاضر أكثر وطأة وتعقيد من سابقه بالنسبة لوضع القوات المسلحة في الشمال والجنوب، فيه من الصعب الحديث عن دمج القوات العسكرية الجنوبية والشمالية.
  • الحقيقة الاولى:
لايمكن الحديث عن دمج قوات وتشكيلات عسكرية بولاءات متعددة، غير مؤسساتية، ومختلفة العقيدة العسكرية، هنا وهناك (في الشمال والجنوب)، الا بالدمج المرحلي المنطقي الموضوعي من خلال مراحل تتابعية هي:

المرحلة الاولى: دمج القوات والتشكيلات القتالية بشريا وتسليحا للقوات والتشكيلات العسكرية الشمالية بعضها بعض وتوحيدها ميدانيا وعملياتيا تحت قيادة شمالية واحدة.

وبالمثل دمج القوات والتشكيلات العسكرية بعضها بعض بنفس الكيفية في دمج قوات الشمال، وتحت قيادة جنوبية واحدة.

علينا أن نتذكر تعقيدات وفشل، مسالة دمج جيش اليمن الديمقراطية، بجيش الجمهورية اليمنية أثناء المرحلة الانتقالية للوحدة، بسبب الولاءات المتعددة للجيش الشمالي من جهة، وافتقاره الوحدة القانونية، والمالية، ووضعه أشبة بملكيات خاصة للقادة القائمين عليه ولجهويات قبلية مناطقية وطائفية من جهة أخرى.

فضلا عن ملاكات تعبر عن جيشين، جيشا ضاهرا للإعلام ومراسيم العلاقات مع الخارج، لا قرار له موحد من وزارة الدفاع أو رئاسة أركان عامة قبل وزارة الدفاع. وجيشا خفي هو الفاعل والحقيقي بولاءات أسرية وقبلية وجهوية يديره رئيس الجمهورية ونافذين وبالمقابل يوجد جيش اليمن الديمقراطية جيشا موحد العقيدة العسكرية وطنيا... لخ.

لذلك حتى لانقع في نفس الفخ والأخطاء السابقة في المد والجزر والاختلافات والتباينات والتحفظات في مسالة دمج القوات الشمالية والجنوبية القائمة حاليا، خلافات قد تقود إلى حرب شمال وجنوب تكرار ما حصل في صيف 1994. لذلك نرى بالضرورة، يجب في المقام الأول ترتيب البيتين عسكريا، أي البيت الشمالي عسكريا يجب دمج قواته وتشكيلاته ذات الولاءات المتعددة بعضه البعض، على أسس وضوابط موحدة، ومثله ترتيب البيت الجنوبي عسكريا، سيما والحال نفسه في الجنوب حيث الآن يوجد الجيش الجنوبي المتعدد الولاءات والغير موسسي... لخ.

المرحلة الثانية: يجب أن يكون الحديث عن وضع الجيش الشمالي والجنوبي تحت هيكل وزارة الدفاع، هو حديث يجب أن يتجه إلى مرحلة دمج إداري، ومالي، وعملياتي لا بشري وعدة وعتاد وتسليح، مرحلة يجب أن تكون متزامنة مع مسارات دمج القوات والتشكيلات العسكرية في المرحلة الأولى.

على أن يكون دمجا إداريا وماليا وعملياتيا تشكل له لجان عسكرية من ذوي الكفاءات والخبرة العسكرية، دمج لحصر القوات المسلحة لا دمجها بشريا وعتاد وتسليح من جهة، ولجان مالية وامدادية، وعملياتية... إلخ من جهة أخرى أي حصر وإدارة لجيشين مستقلين.

المرحلة الثالثة: الدمج العملياتي الموحد، تشكل عمليات مشتركة تمثل جيش الشمال بعد دمجه بعضه بعض وتحت قيادة شمالية واحدة، والحال نفسه تمثل الجيش الجنوبي، هذه العمليات المشتركه يشرف عليها أعضاء المجلس القيادي الرئاسي، من الشمال والجنوب بالتساوي بتمثيل شخص أو أكثر من الجانبين، بإشراف قيادة وزارة الدفاع المختصة (وزير ورئيس اركانه)، بمشاركة قيادة هيئة دمج القوات المشكلة برئاسة اللواء هيثم قاسم وزير الدفاع السابق... إلخ من المستشارين ذوي الخبرة والكفاءات في المجال العملياتي لإدارة الحروب، ومن خلاله إسقاط انقلاب الحو ثي.

المرحلة الرابعة: الإعداد والتحضير للمعركة الفاصلة لإسقاط الانقلاب الحوثي، من شتى النواحي الإعدادية القتالية بما في ذلك وضع الخطط القتالية للجيشين الشمالي والجنوبي، بمحاور قتال مخصصة لكل منهما، بإشراف ميداني من قِبل أعضاء المجلس الرئاسي كلا في نطاقه الإقليمي وقواته المسلحة... إلخ.
  • الحقيقة الثانية:
من نافل الأقوال وصعوبة الوضع الحديث عن دمج الجيش الجنوبي الذي تشكل على خلفية ثورة لاستعادة دولته الجنوبية، منذ حرب صيف 1994م، قبل تحديد مسار تفاوضي باتجاه الوحدة اليمنية من عدم، مسار حوارسياسي بين الجنوب والشمال يقرر مصير الوحدة اليمنية، وذلك بعد إسقاط الانقلاب الحوثي في معركة مشتركة من قبل القوات الشمالية والجنوبية، هنا يتم تحديد مسار تفاوضي بين الجنوب والشمال بشان الوحدة، أما استعادة كلا من دولة الجنوب والشمال لوضعهما السابق عهد قبل الوحدة، إما فدرالية شمال وجنوب في إطار يمن اتحادي ومن إقليمين شمال وجنوب لمرحلة انتقالية مزمنة ثم بعدها استفتاء أبناء الجنوب عن الوحدة من عدمه، وفي هذه الحالة نكون أمام دمج لقوات مسلحة بولاءات عسكرية وطنية لا ولاءات عصبوية وطائفية... إلخ، أي بعبارة أخرى لا دمج ولا أمل لتوافق في ذلك إلا بتحديد مسار تفاوضي بشان الوحدة بين جنوب وشمال.

هذا ماقلته وأراه بالمفيد المختصر والباقي عليكم.
*مستشار وزير الدفاع

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى