​عقدة الهداف

> رياض أسعد

> * إنها عقدة مستأصلة في جميع المنتخبات الوطنية ، ما عدا بعض الشيء في منتخب الناشئين ، الذين يفرحوننا بأهدافهم في التصفيات والمشاركات العربية والآسيوية ، ولكن عند صعود أغلبهم إلى منتخب الشباب ، أو الأولمبي ، أو الوطني تصبح عقدة لديهم عدم تسجيل الأهداف في مرمى منافسيهم ، إذ أنه داخليا في الدوري المحلي تجد المهاجم مشاكساً قناصاً متمركزاً في صندوق العمليات(خط الـ 18) ليسجل أهدافاً من أقل الفرص ، حيث يسدد من خارج الصندوق تسديدات قوية، يوجهها إلى مرمى خصمه ، بعد أن يكون قد خلق عدة فرص لنفسه ، ليصبح منافساً حقيقياً على لقب الهداف ، بل ربما يصبح هدافاً للدوري بفارق كبير عن أقرب ملاحقيه.
 
* لكنك تتعجب منه كثيراً رغم أنك تعلم أنه هداف بارع قل ما تجد له مثيلاً في الملاعب الوطنية ، عند اختياره لتمثيل بلاده في التصفيات والمشاركات العربية والآسيوية ، وتتكلم عنه بكل فخر واعتزاز بأننا سندك مرمى منافسينا بعدة أهداف لأننا لدينا مهاجمين من طراز رفيع المستوى ، وهكذا بينما أنت متفائل بهذا المهاجم ، وذاك القناص السريع، وهداف الدوري المحلي وتنتظر ان يهزوا شباك منافسيهم ، منذ الدقيقة الأولى وحتى الدقيقة التسعين (الوقت الأصلي للمباراة) ، فجأة لا ترى له أي أثر فتعطي نفسك فرصة أخرى وأنت تقول : "ربما في الوقت بدل الضائع سنسجل ، حتى هدفاً واحدا نخرج به بماء الوجه ولكنك تصطدم بصافرة حكم المباراة وهي تنهي المباراة دون أن نسجل شيئاً".
 
* وتحدث نفسك في النهاية : "أين ذلك المهاجم السريع المشاكس المراوغ، صاحب التسديدات القوية، الذي يحسن استغلال الفرص صاحب الرأس الذهبية الذي أمتعنا بأهدافه (الموزية واللولبية) .. أين الهداف (ماجد) صاحب الرقم القباسي بعدد الأهداف لهذا الموسم ، أو الذي قبله" .. وللأسف تجده "فص ملح وذاب" ..  وحينها لن تجد أي تفسير أو أسباب يا صديقي ، لضياع أهداف هذا (الهداف الخطير) في التصفيات والمشاركات الخارجية ، وتتساءل بينك وبين نفسك ما سبب ذلك؟ .. ربما ضعف الدوري المحلي ، وأنه عند المشاركة الخارجية يتفاجأ هذا اللاعب بقوة مستوى المنافسين ، فلا يستطيع عمل شيئ غير الركض والجري المستنزف لطاقته داخل الملعب الكبير حيث تجده تائهاً ، وإذا سنحت له فرصة أضاعها وكأنه لاعب مبتدئ لا تحركات ولا تمركز صحيح ولا تسديدات على المرمى بل إنك ربما لا تسمع إسمه طيلة التسعين دقيقة إلا عند سماع أسماء تشكيلة المنتخب الأساسية التي ستلعب المباراة".
 
* إن عقدة المهاجم الهداف في المنتخبات ليست وليدة اللحظة وهذا الزمان بل في كل المشاركات الخارجية ، حيث عدد أهدافنا لا تكاد تعد بعدد أصابع اليد على الرغم من أنه لدينا مدربين محليين مؤهلين بشهادات C B A الاسيوية، وكذا مدربين أجانب يُستعان بهم بين الحين والآخر ، ولن أجزم هنا بأنهم لم يستطيعوا عمل حل لهذه المعضلة أوالعقدة لأنه حسب علمي هناك تمارين خاصة بالمهاجمين ، وهناك مباريات تجريبية يعرف من خلالها المدربون مكامن الخلل والضعف في هذا المهاجم وهي من أسباب عدم تسجيله الأهداف ، فاعطوا مهاجمينا الثقة بأنفسهم ، ودعوهم يلعبون مثل ما يريدون ويراوغون ويسددون من بعيد أو قريب .. امنحوهم الثقة الكاملة في إطار طريقة لعب المدرب، وكأنهم في الدوري المحلي ، وبعدها سنقرر هل مازالت العقدة أم انفكت وبدأ تسجيل الأهداف في مرمى منافسينا .. ما لم فالطبيب النفسي يجب أن يتواجد في مثل هذه الحالات المعقدة .. أو سنحضر لمهاجمينا شيخاً يقرأ عليهم ، فربما أصابتهم عين.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى