الدوري المدرسي.. علاقة التعليم بالرياضة في صناعة البطل!

>
بدر بالعبيد
بدر بالعبيد
المشوار طويل لصناعة بطل فالأمر يحتاج إلى تخطيط وتنفيذ ورقابة تمتد لفترات طويلة والأهم متى تبدأ ومن أين تبدأ وكيف تبدأ؟ .. النشء هم المادة الخام التي تصنع منها أبطال المستقبل تهيئة ، اكتشافاً ، اهتماماً ، متابعة ، عملاً مؤسسياً تدخل فيه كل الجهات والأطراف ذات العلاقة .. المنظومة الرياضية الرسمية ككل بكل أطرافها : وزارة الرياضة ، اتحاد اللعبة ، اللجنة الأولمبية ، وكذا الجهات الرسمية الشريكة الأخرى: وزارة التعليم ، وزارة الصحة ، وزارة العمل ، وزارة الإعلام ، البلديات ، والقطاع الخاص.

اليوم وفي مقالنا هذا سنركز على وزارة التعليم وكيف تسهم في عملية بناء الأبطال وبداية يجب أن نتفق بأن علاقة وزارة التعليم بوزارة الرياضة والمنظومة الرياضية ككل ليست أي علاقة فهناك تداخل كبير جداً وبرامج مشتركة كثيرة كون التعليم هو من يمتلك المنتج (المادة الخام) النشء وبالتالي كيف تصبغ ما تريده على هذا المنتج بما يعود بالنفع عليه وعلى المجتمع والدولة ككل وهنا يبدأ دور العمل المؤسسي المشترك الذي يفضي إلى النتائج المرجوة وفق استراتيجيات الدول من خلال مرافقها ومؤسساتها الرسمية والشراكة الناجحة بينها.

أكثر الدول نجاحا في التنمية وأكثرها حرصها على حيوية وصحة مجتمعاتها وأكثرها اهتماما بصقل المواهب ودعمها هي تلك الدول التي تؤمن بالشراكة في العمل المؤسسي والتي تعمل على ربط بين مؤسساتها يفضي إلى تعاون يكون نتاجه إطلاق مشاريع ومبادرات ناجعة وناجحة تبني أجيال المستقبل التي بدورها تقود المشاريع الوطنية كلا فيما يخصه.

دور وزارة التعليم في الجانب الرياضي كبير ومهم كما أسلفنا يبدأ بتوقيع شراكات مع المنظومة الرياضية وتدشين المبادرات التعاونية مثل مشروع دوري المدارس الذي بدوره يسهم في تنمية وتطوير المواهب الرياضية ولا يقتصر على رياضة كرة القدم بل يجب أن تدرج كافة الألعاب الرياضية الأخرى وتشمل البنيين والبنات .. وزارة التعليم تستلم مؤسساتها "المدرسة" الطفل أو المنتج، والذي قامت أسرته بالعمل على تنشئته الصحية والعقلية الصحيحة بلا إدمان على فوضى السهر والحرية المطلقة لاستخدام ما يريده وبأي وقت يريده وبلا عقد نفسية تتسبب بها الأسرة بسبب الخلافات والمشاجرات العائلية .. يمكن للمدرسة آنذاك أن تستلم من الأسرة طفلاً بجاهزية أفضل لممارسة الرياضة بل وممارسة الحياة عموماً.

تخصيص حصص أكبر وأطول للتربية البدنية مهمة منوطة بالمؤسسة التعليمية فالطفل بحاجة ماسة لذلك حتى تصبغ عليه المهارة وتصقل الموهبة من خلال الممارسة واستغلال الطاقة الحركية للطفل .. إذا ضرورة حصص التربية البدنية في المراحل الدراسية الثلاث مطلوب فنجد مثلا مرحلة العمر ما بين 5 إلى 17 عاما هي مرحلة اكتشاف وتوجيه وصقل المواهب، وهي غالبا تبدأ في كواليس الرياضة المدرسية وبعد هذه المراحل الدراسية الثلاث ، سيتم بحكم المؤكد اكتشاف أغلب المواهب الرياضية الواعدة ثم يأتي دور الجامعات والكليات المختلفة في برامج التبنّي الرياضي حيث يتم قبول الموهبة الرياضية بناء على تقارير فنية معتمدة بناء على كونها موهبة رياضية واعدة وليس عن طريق التأهل الأكاديمي والسبب يقول الخبراء أن نبوغ الموهبة الرياضية توازي نبوغ الموهبة الأكاديمية وستضيف للمجتمع إضافة لا تقل أبدا عن إضافة الموهبة العلمية أو الأكاديمية وبالطبع هذا النظام له تفاصيله ومتطلباته.

ختاما الجامعات هي بمثابة العمود الفقري للعمل الرياضي عموما ، والأولمبي بشكل خاص، وذلك لوجود الكوادر الفنية الرياضية في هذه الجامعات كما أنها تترجم عمليا منح الرياضي شعوراً بوجود من يهتم بكل تفاصيل مسيرته الرياضية لتبقى الاتحادات الرياضية في المؤسسة الرياضية مجرد منظم للمسابقات والبعثات ومشرع لضوابطها وقوانينها ، لذا هذه المشاريع الرياضية العملاقة لن تستطيع تنفيذها جهة بمعزل عن الأخرى فهذه مشاريع وطنية كبيرة وشاملة هدفها اكتشاف المواهب وصقلها سواء داخل الوطن أو خارجه وبالتالي ضرورة ترابطها يأتي في المقام الأول.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى