هل يصبح سيف العدل المصري الزعيم الجديد للقاعدة

> القاهرة «الأيام» العرب اللندنية:

>
لا يزال تنظيم القاعدة الإرهابي دون زعيم، منذ وفاة أيمن الظواهري قبل حوالي أربعة أسابيع، في حين تكثر التكهنات والنقاشات حول من سيخلفه وكيف سيقود مستقبل التنظيم.

ويعتبر المصري الذي يحمل الاسم الحركي "سيف العدل"  من أبرز المرشحين الواعدين لخلافة الظواهري، يُرجح أنه يبلغ من العمر 60 عاما تقريبا، وبفضل خبرته العسكرية والإرهابية، يُعتبر تقريبا من قدامى المحاربين في الجهاد الدولي، صنفه مكتب التحقيقات الاتحادي الأميركي كواحد من أكثر الإرهابيين المطلوبين في العالم بمكافأة تبلغ قيمتها 10 ملايين دولار.

كتب العميل السابق في مكتب التحقيقات الاتحادي الأميركي والخبير في مجال مكافحة الإرهاب، علي صوفان، أن قصة حياة سيف العدل - أو ما هو معروف عنها - تبدو أشبه بـ”رواية صعلوكية جهادية"، فقد أوهم وكالات الاستخبارات الأجنبية بموته منذ شبابه وجعلها تعتقد أنه شخص آخر تماما.

وبحسب صوفان، ليس معروفا سوى ثلاث صور تُظهر شكل سيف العدل الحقيقي بوجهه النحيف ونظرته الفارغة إلى حد ما، ويُعتقد أن اسمه الحقيقي هو محمد زيدان.
علي صوفان: سيف العدل أوهم الاستخبارات الأجنبية بوفاته منذ شبابه
علي صوفان: سيف العدل أوهم الاستخبارات الأجنبية بوفاته منذ شبابه

من المرجح أن سيف العدل اكتسب خبرة في التعامل مع المتفجرات والنشاط الاستخباراتي خلال التحاقه بوحدة خاصة بالجيش المصري، ويُشتبه في أنه سافر في نهاية ثمانينات القرن الماضي إلى أفغانستان لمحاربة الاحتلال السوفييتي، في نفس الوقت تقريبا تم تأسيس تنظيم القاعدة هناك في المنطقة الحدودية مع باكستان.

يقول الخبير إسفنديار مير من "معهد الولايات المتحدة للسلام"  إن هذه الحقبة في أفغانستان "غامضة للغاية"، مضيفا في المقابل أن هناك العديد من المؤشرات التي تدل على أن سيف العدل كان في البلاد في أغلب فترة التسعينات.

وسرعان ما صعد سيف العدل إلى المرتبة الثانية في قيادة التنظيم بعد أسامة بن لادن، وقاد التدريبات في معسكر أفغاني، وأسس معسكرات أخرى في السودان والصومال، ووضع في اليمن الأساس لفرع تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية.

ويتردد أن بن لادن، الذي قُتل على يد وحدة من القوات الأميركية الخاصة في باكستان في عام 2011، لم يثق في أحد أكثر من سيف العدل عندما كان الأمر يتعلق بسلامته،
وبصفته المُخطِط الرئيسي شارك سيف العدل في تنفيذ اثنتين من أكبر هجمات القاعدة، الأولى في شرق أفريقيا على سفارتين أميركيتين، حيث أسفر الهجوم عن مقتل أكثر من 200 شخص في عام 1998، والثانية على المدمرة الأميركية كول حيث قُتل 17 جنديا أميركيا في عام 2000، وبعد هجمات 11 سبتمبر 2001 وغزو القوات الأميركية لأفغانستان، تولى سيف العدل قيادة الدفاع عن قندهار، وكتب صوفان "أثبت سيف العدل هناك أنه قائد عسكري شديد المراس وواسع الحيلة".

وبحسب الخبير مير، فقد هرب سيف العدل بعد ذلك إلى إيران، حيث أمضى معظم العقد التالي تحت الإقامة الجبرية في طهران قبل إطلاق سراحه في صفقة تبادل أسرى في عام 2010.

ووفقا لإدموند فيتون - براون رئيس فريق خبراء تابع للأمم المتحدة مختص في شؤون مكافحة القاعدة، فإنه من المرجح أن المصري لا يزال موجودا في إيران، كما من المرجح أيضا أن المغربي عبدالرحمن المغربي مقيم هناك، وبصفته مديرا لأهم منبر إعلامي للقاعدة، فإن المغربي مرشح محتمل أيضا لشغل المنصب الأعلى الشاغر في التنظيم.

من يخلف الظواهري
من يخلف الظواهري

ويعتبر تنظيم القاعدة في الوقت الحالي أقل خطورة من تنظيم داعش، حيث جاء في تقرير خبراء في الأمم المتحدة في يوليو الماضي "لا يُنظر إلى القاعدة على أنها تهديد دولي مباشر من ملاذها في أفغانستان".

وأشار التقرير إلى أن التنظيم يفتقر إلى "القدرة على تنفيذ عمليات خارجية"، مضيفا أن تنفيذ التنظيم لهجمات خارج أفغانستان غير مرجح، كما أن التنظيم لا يريد أن يتسبب في مشكلات لطالبان التي تحكم البلاد حاليا.

وأشار التقرير إلى أن هدف التنظيم في النهاية هو أن يُنظر إليه مرة أخرى على أنه "زعيم الجهاد العالمي".

قد يتحقق هذا الهدف تحت قيادة زعيم يدعى سيف العدل، بشرط أن يتمكن من مغادرة إيران من الأساس أو من إدارة التنظيم من هناك، يقول فيتون - براون "إيران قد لا تسمح له بالمغادرة وإثارة الغضب بالقاعدة في أماكن أخرى"، وكانت إيران قد آوت جزئيا أعضاء من القاعدة قبل هجمات الحادي عشر من سبتمبر.

وتعتبر القاعدة اليوم أقوى بكثير مما كانت عليه وقت هجمات الحادي عشر من سبتمبر قبل عشرين عاما، وبحسب تقرير الأمم المتحدة، فإنه رغم عدم امتلاك التنظيم - مثل داعش - سوى موارد محدودة لتنفيذ هجمات في أوروبا على سبيل المثال وفي ظل تراجع هجمات "الذئاب المنفردة"، تضم القاعدة - بناء على تقديرات ترجع إلى العام الماضي - ما بين 30 ألفا و40 ألف عضو في جميع أنحاء العالم، ولها فروع في الشرق الأدنى وجنوب آسيا وشبه الجزيرة العربية وبعض أخطرها في أفريقيا.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى