​الحوار من أولوياتنا الملحة

>
لا مبرر لتلك المخاوف التي تبديها بعض وسائل الإعلام التي تتناول الحوارات الجنوبية كما لو أنها حالة تخطٍّ للثوابت وخطيئة لا ينبغي لها أن تكون.

يتم الذهاب إلى طرح المآخذ على السياسيين الجنوبيين ممن يظهرون في هذه الأثناء تعاطيًا إيجابيًا بهدف خلق تقاربات وتفاهمات تطوي صفحة الماضي، إذ لا تكف تلك الوسائل الإعلامية من توجيه الإساءة لهؤلاء من منظور رؤيتهم وتعاطيهم مع المصالحات الجنوبية، من هنا لا يجدون حرجًا في التذكير بالماضي والإساءة لتلك الرموز السياسية على خلفية توجهاتها التي تخدم الجنوب، ذلك ما نجده على نطاق واسع في كل وسائل الإعلام التي دأبت على خلق تباينات جنوبية تحقق غايتهم في احتواء مسارات شعبنا النضالية باتجاه استعادة دولته وفاء بتضحيات الأجيال المؤمنة بهذا الحق الذي تظهر فيه حواراتنا الراهنة تقلص مساحة حدة الخلافات وتقارب الرؤى، وهو السبيل المودي إلى تلاحم جنوبي منقطع النظير وفق الكثير من المعطيات، والثابت أن الجنوبيين أصحاب نخوة وأمل متجدد  يتجاوز عقبات الوضع الراهن وتحدياته، فتجربة عقود خلت من المآسي تشكل دافعًا نحو تجاوز الماضي وبناء الحاضر، وهو ما يعمل عليه الكثير من خيرة رموزنا السياسية والوطنية.

هناك مساعٍ قوبلت بارتياح شعبنا الصامد منذ زمن تحت واقع القهر والمعاناة وفق معطيات عدة.
الجنوب يمضي بالاتجاه الصحيح نحو استعادة حقه، ولا مجال لاستمرار بعث الشقاق بين أبنائه، ولا مجال أمام من تستفزهم خطواتنا صوب المصالحات من البحث عن بدائل تمكنهم من استعادة تلك الوسائل الفاشلة لخلق عراقيل جدية في طريق شعبنا، فمن حق كل أبناء الجنوب العودة لأحضان الوطن، فما يتخلق على أرض الواقع لا شك بأنه يتجاوز هواجس البعض في محاولة إعادة عقارب الساعة إلى الوراء.

تاريخنا أقدر على تشكيل لبنات بناء جديدة في مضمونها تجسيد لإدارة شعبنا، ولا يمكن الالتفات إلى تلك الأصوات التي تستبد بها المخاوف من تعافي الجنوب وتلاحم كل مكوناته السياسية والاجتماعية على قاعدة الوطن يتسع للجميع.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى