إنقاذ الرئاسي بالتعديل والتغيير لمنع انهياره

> نقول بوضوح وبالمختصر المفيد ووفقا لما سارت عليه الأمور منذ سبعة أبريل الماضي حتى اليوم، إن نقل السلطة من رئيس واحد إلى مجلس مكون من رئيس وسبعة نواب، هي حالة غير مسبوقة في التاريخ، وبخلفيات مختلفة وأهداف ومشاريع سياسية متناقضة، وبمخزون نفسي متنافر، بل مشحون بالعداء والكراهية وعدم استمزاج الجلوس جنبا إلى جنب في مجلس مطلوب منه أن يقود البلاد والعباد في ظروف استثنائية معقدة للغاية.

لقد كان ذلك في تقديرنا نتاج (طبخة سياسية) مشتركة لأكثر من (طباخ) وقدمت إلى مائدة المشهد السياسي اليمني وهي غير مكتملة النضوج، ولكنها مشبعة بالبهارات والروائح الجاذبة والألوان المطلوبة ليستحسن مذاقها كل من قبلوا الجلوس على تلك المائدة، وهو ما يعني أن القرار كان مستعجلا تحت ضغط الظروف وبدوافع وأهداف غامضة، حتى لا يغادر (المعزومين) ويتركون مائدة الدعوة.

لذلك نرى أن لا مفر من إعادة النظر في الأمر جديا والتوافق على التعديل والتغيير المناسبين لمرحلة استثنائية تتداخل فيها المهمات الصعبة وتتعدد المتطلبات والإجراءات التي ينبغي اتخاذها لمعالجة قضايا الناس وهمومهم الكثيرة، بالتوازي مع الاستعداد الجاد لإسقاط الانقلاب بالحرب دون سواها، وبغير ذلك ستبقى سلطة الانقلاب قائمة كأمر واقع ولن يطول الوقت حتى يتم الاعتراف بذلك من قبل المجتمع الإقليمي والدولي والمؤشرات على هذا الأمر كثيرة، بعد أن سلم أغلب سكان الشمال بذلك ولا من مقاومة تذكر ضد من يحكمون صنعاء اليوم، ولا استعداد حقيقي أيضا للجيش (الوطني) للقيام بالمهمة حتى الآن والأسباب والمبررات معروفة، ولم يتم تنفيذ اتفاق الرياض بشأن نقل القوات الشمالية من الجنوب إلى جبهات القتال ضد الانقلابيين لأهداف لم تعد مجهولة.

فالتعديل والتغيير ضرورة ملحة للغاية لمنع انهيار أعلى سلطة سيادية في هرم الشرعية، ويلبي في نفس الوقت الحاجة لوجود تفاهم وتناغم وانسجام ولو بالحد الأدنى في رئاسة الدولة، وينسجم أيضا مع المعطيات والحقائق على الأرض، ويأخذ بعين الاعتبار حضور القضية الوطنية الجنوبية كحقيقة تاريخية قائمة في المشهد السياسي العام، وبما يمكن الجنوبيين من تهيئة أنفسهم وإعداد ممثليهم للذهاب إلى التسوية الشاملة كطرف فاعل رئيسي لا كملحق بغيره، لأن قضيتهم جوهرية ورئيسية وليست هامشية، ويمكنهم ودون ضغوط من أي طرف كان من التعبير والدفاع عن استحقاقات شعبهم الوطنية غير القابلة للمساومة أو القفز عليها، ووفقا لآلية مناسبة يتم التوافق عليها من قبل الأطراف الإقليمية والدولية الراعية والمنظمة لمؤتمر التسوية المنتظرة برعاية الأمم المتحدة.

أما ترحيل الحلول ومساومة الانقلابيين وتقديم التنازلات المتتالية لهم وفقا لشروطهم المتجددة على الدوام، فلا يعني ذلك بالنسبة للجنوبيبن غير التآمر الفاضح على قضيتهم، وهو ما سيدفع بهم ويجعلهم مجبرين على اتخاذ القرارات المصيرية الصعبة للدفاع عن أنفسهم ومستقبلهم وحقهم المشروع في استعادة دولتهم الوطنية الجنوبية كاملة السيادة، وسيكون لهم ذلك مهما كانت التحديات وتنوعت مصادرها.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى