مراقبون: تحميل مجلس الأمن الحوثيين مسؤولية التصعيد خطوة قاصرة

> «الأيام» غرفة الأخبار:

> قابلت جماعة الحوثي الضغوط الدولية للتخفيف من سقف مطالبها "التعجيزية" من أجل تمديد الهدنة المنتهية في اليمن، بالمزيد من التصعيد، في تمش كان منتظرا وفق مراقبين، خصوصا وأن هذه الضغوط ليس لها أي أثر فعلي لإجبار الجماعة الموالية لإيران على الانصياع للتهدئة.

ويقول المراقبون إن قرار مجلس الأمن الدولي مؤخرا بإدراج ثلاثة من قادة جماعة الحوثي على قائمة العقوبات الخاصة بالأفراد والكيانات الخاضعين لتدابير الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة، وتحميل الحوثيين بشكل صريح مسؤولية تدهور الوضع في اليمن، كلها خطوات قاصرة، لن تزيد من الجماعة إلا إصرارا على التعنت، وهي تحظى في ذلك بدعم مطلق من راعيتها طهران.

ويلفت المراقبون إلى أن تولي الجناح العسكري للجماعة في الأيام الأخيرة مخاطبة المجتمع الدولي أو التحالف العربي الداعم للشرعية، بعد أن كانت هذه المهمة مقتصرة على رئيس المجلس السياسي الأعلى مهدي المشاط، هو في حد ذاته رسالة تحدِّ للمجتمع الدولي، بأن الجماعة جاهزة لخيار المواجهة، الذي لن يكون فيه هذه المرة "أي خطوط حمراء".

وكانت جماعة الحوثي قد توعّدت في وقت سابق بقصف المنشآت النفطية وغيرها في دول التحالف العربي الذي تقوده السعودية دعما للسلطة الشرعية، وأخطرت الجماعة الشركات النفطية الأجنبية بالتوقف عن العمل والاستعداد للمغادرة.

وانتهت الأحد الماضي الهدنة التي كانت سارية في اليمن برعاية أممية منذ ستة أشهر بعد فشل الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا والمتمردين الحوثيين في التوصل إلى اتفاق بشأن تمديدها.

ويعود فشل تمديد الهدنة إلى إصرار الحوثيين على مطالبهم لجهة رفع كلي للقيود المفروضة على موانئ الحديدة ومطار صنعاء الدولي، وتمسكهم بضرورة دفع الحكومة لرواتب الموظفين في مناطق سيطرتهم بما يشمل موظفي الأجهزة الأمنية، وأيضا القوات العسكرية التابعة لهم، ودفع المستحقات المتأخرة منذ سنوات، فضلا عن تقديم الحكومة التزاما مكتوبا باستمرار دفع تلك الرواتب حتى في حال انتهاء الهدنة.

وقد حاولت الأمم المتحدة والولايات المتحدة، إلى جانب وسطاء من دول المنطقة، إقناع الحوثيين بضرورة خفض سقف مطالبهم، وقد جرى طرح حل وسط لاسيما في علاقة برواتب الموظفين المدنيين وافقت عليه الحكومة، لكن المتمردين أصرّوا على تنفيذ شروطهم كاملة.

وانتقد مجلس الأمن الدولي الأربعاء ما وصفها بـ ”المطالب المتطرفة” للحوثيين، ودعا أعضاء المجلس الأطراف اليمنية، ولاسيما الحوثيين، إلى الامتناع عن الاستفزاز، وإعطاء الأولوية للشعب اليمني، والعودة إلى الانخراط البناء في المفاوضات تحت رعاية الأمم المتحدة، والعمل بشكل عاجل من أجل تمديد وتوسيع الهدنة، معربين عن خيبة أملهم الشديدة بعد انتهاء مهلة تمديد الهدنة.

ويرى متابعون للشأن اليمني أن المجتمع الدولي يبدو عاجزا عن إجبار المتمردين على تغيير موقفهم، مشيرين إلى أن مسقط وغيرها من العواصم التي لها علاقة مع الحوثيين ليست في وارد المزيد من التدخل من أجل الوساطة، وأن الجميع يبدو في انتظار لحظة الضغط على الزناد لاستئناف الحرب، مع تسجيل وصول تعزيزات عسكرية ضخمة للمتمردين إلى عدد من الجبهات.

واتهم مجلس القيادة الرئاسي باليمن مساء الخميس جماعة الحوثي بـ ”التصعيد العسكري” في كافة جبهات القتال بالبلاد.

ونقلت وكالة الأنباء اليمنية الرسمية عن عضو مجلس القيادة اللواء سلطان العرادة قوله إن المجلس “نفذ كافة التزاماته بموجب الهدنة وقدم الكثير من التنازلات في سبيل تمديدها انطلاقا من مسؤولياته تجاه أبناء الشعب اليمني وحرصه على تخفيف معاناتهم”.

وأضاف أن "كل هذه الجهود قوبلت بالرفض والتعنت من قبل ميليشيا الحوثي التي سارعت إلى رفض مقترحات الأمم المتحدة والتصعيد في كل الجبهات".

واعتبر العرادة "هذا التصعيد تأكيد واضح على رفض جماعة الحوثي لكل خيارات السلام وارتهان قرارها بالكامل لراعيها في طهران " دون المزيد من التفاصيل.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى