أضغاث أحلام

> لا أدري أن ما يجري على سطح حياتنا بصورة عامة هو نتاج فكر موروث، أو إدمان البقاء تحت الظلم والتعاطي مع ما نعيشه بشيء من الضبابية وعدم الفهم حتى على مستوى النخب التي توزع نغسها بين بور تلك المتناقضات من منظور العائد المادي بغض النظر عن صحة ما تقوله على الملا وتدعو إليه كما لو أنه طريق خلاص ونهج مستقبلي ينبغي أن يكون الجميع على نفس النمط. كل ذلك يتم عبر هواجس أضغاث أحلام غير مرتبطة بالواقع ولا تكترث له، إذ نجد تكريس تلك الرؤية عبر وسائل إعلام هي في الأصل متمترسة خلف نظرياتها تلك ولا تريد مغادرتها حتى وإن كانت المعطيات على الأرض مختلفة تماما.

ما نعانيه في الأصل هو أن كل طرف يفصل الأمور وفق اتجاهاته وقناعاته، وهذا الخطاب نراه مكررًا بنفس المغردات والفرضيات التي بدأت بعد الحرب، بمعنى أن التعاطي الراهن يتجاوز لديهم نتائج الحرب وحقائق الوضع على الصعد الحياتية.

استغراق عجيب غريب ليس في معطياته أدنى تقديرات صائبة بالمطلق، وتلك الجوقة التي تقف وراءها معظم القوى السياسية تعكس حالة العدمية والفراغ، وربما النفاق الذي نعيش تحت وطأته ويتم الصرف عليه من منظور أنه يمثل الأطياف اليمنية عموما.

في ظل ما سلف لا نجد أفقا لإنهاء الحرب ولا إحساسا بالمسؤولية تجاه المواطن الذي يعيش تحت أدنى مستويات المعيشة وتتعاقب عليه سنوات عجاف ليس فيها ما يشير إلى معالجات تستهدفه. هكذا للأسف ترك الحبل على الغارب إلى ما لا نهاية، ولا توجد إمكانية مطلقًا لحدوث معجزات تخرجنا من غياهب أعتى الدوامات، فالعقل المغيب أو المصاب بإدمان البقاء في تلك الحلزونيات العنيدة لا يمكنه الخروج من ردهة أحلام اليقظة التي تخلف لها رموزا وربما مرجعيات وخطباء كثر بمقدورهم صنع المتاحات أمام من يفكر بالبحث عن سبل خلاص.

للأسف طغيان الموروث بكل تبعياته على الوضع جعل الأمور تراوح في مكانه مع استمرار تعهد وسائل الحرب التي يعول عليها من مفهوم أنها الجسر إلى المستقبل، ولا مجال للحديث عن مسارات مختلفة، ثمان سنوات حرب لم تخلق تبدلًا في الوعي السياسي المحكوم بكل أدوات الماضي ونفسه الإقصائية وتجاوز الواقع.

فهل نجد آفاقا للحلول من رحم تلك العدمية؟ وهل تجدي مسكنات المجتمع الدولي بكل هيئاته التي تتعاطى مع الأمور من زاويتها وفق معطيات سنوات خلت؟ وهل تشكل معطيات عقد من الحرب طريقا للأخذ بمسارات واقعية للحلول، أم أن الحلول وإن أتت في مثل حالنا تؤسس لدورات حروب أخرى؟

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى