​وزير التعليم العالي: في أكتوبر تحطمت أوهام الاستعمار أمام نيران شعبنا

> تقرير / إبراهيم شهاب

> "بمناسبة الذكرى التاسعة والخمسون لثورة الرابع عشر من أكتوبر المجيدة أجرت "الأيام" عددا من اللقاءات مع شخصيات عامة لمعرفة انطباعاتهم حول هذه المناسبة".
د. خالدالوصابي
د. خالدالوصابي
يقول د. خالد أحمد الوصابي وزير التعليم العالي والفني والتدريب المهني لـ "الأيام": "تطل علينا الذكرى التاسعة والخمسين لثورة 14 من أكتوبر المجيدة، ومع تجدد هذه المناسبة العظيمة يتجدد معها إصرار الإنسان اليمني الثائر ضد المستعمر البريطاني الذي احتل جنوب البلاد قرابة قرن ونصف كانت مليئة بصور شتى من المعاناة والعذاب والجهل والفقر والقمع وغيرها الكثير من صنوف قمع المستعمر للشعب عامة وللحركة النضالية ورموزها في الجنوب".

لقد تحطمت أوهام الاستعمار البريطاني أمام شعبنا خلاصا من نيرانه وجحيمه، لتنطلق من ردفان الأبية ثورة أكتوبر المجيدة بقيادة الثائر راجح بن غالب لبوزة، ويلتحم أبناء الوطن في جبهة واحدة، تكللت بعدها هذه النضالات في عيد الجلاء الـ 30 من نوفمبر 1967م رحيل آخر جندي مستعمر.
 خلال كل تلك المراحل البطولية كانت هناك تضحيات جسام من أبناء الوطن ما زالت ذكراهم في وجدان كل الأجيال المتعاقبة، ضحوا بأنفسهم لننعم نحن بالرخاء بعيدا عن الحياة التعيسة التي أوجدها المستعمر الأجنبي طمعا في مقدرات البلاد وطمسا لقيمته وهويته العربية والإسلامية.

وبهذه المناسبة العظيمة نهنئ قيادة وأعضاء المجلس الرئاسي والحكومة، وكذلك إلى جميع أبناء شعبنا الذي ما زال يقاوم مليشيا الحوثي الانقلابية والتي  بدورها لا تعدو كونها محتلا آخر، اغتصب السلطة بقوة السلاح، وجعلت من نفسها أداة "رخيصة" لتحقيق الأجندة والمصالح الإيرانية في يمن الإيمان والعروبة الذي يقاوم بعزم كبير كل تلك المحاولات البائسة بدعم من أشقاءه في حكومة المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة، لدعم الدولة اليمنية والعودة بالبلاد إلى مربع الأمن والاستقرار وإنعاش جهود البناء والإعمار".

العميد محسن الوالي
العميد محسن الوالي
العميد محسن عبدالله الوالي القائد العام لقوات الأحزمة الأمنية حيا في كلمته شجاعة وبسالة الأبطال الأشاوس الذين سحقوا براثين الإرهاب وكسروا شوكته وحولوا أحلام الإرهابيين إلى سراب.

حيث قال الوالي "تحل علينا الذكرى التاسعة والخمسون لثورة 14 أكتوبر المجيدة ذكرى انطلاق أول شرارة من جبال ردفان الشماء ضد المحتل الغازي الاستعمار البريطاني البغيض، ونستذكر تضحيات أباءنا وما سطروه من ملاحم بطولية، ونستخلص منها الدروس والعبر، ونستلهم معاني النضال والفداء، لتوقد في نفوسنا الحماس الثوري التحرري في مجابهة الغزاة والمستعمرين في وقتنا الراهن".

كما أننا نستحضر اللحظات التاريخية لإشعال شرارة ثورة أكتوبر التي خاض غمارها كوكبة من مناضلين الجنوب وثواره الشرفاء، والذين صنعوا ملحمة تاريخية خلدها التاريخ في أنصع صفحاته بقيادة الشهيد البطل راجح بن غالب لبوزة الذي ارتقى أول شهيد، ورسم بدمه الطاهر خارطة المعارك الذي تكللت في التحرير والاستقلال وخروج آخر جندي بريطاني من عدن في الثلاثين من نوفمبر عام 67م.

وبهذه المناسبة العظيمة نهنئ القيادة السياسية ممثلة برئيس المجلس الانتقالي الجنوبي اللواء عيدروس الزبيدي، وإلى شعبنا العظيم التواق للحرية والاستقلال، الرافض للظلم والطغيان، والمتطلع للسلام والاستقرار، ونبارك لهم الانتصارات السياسية التي حققها المجلس الانتقالي الجنوبي وكذا العسكرية الذي حققها أبطال قواتنا المسلحة على المليشيات الحوثية والجماعات الإرهابية.

وبمناسبة أكتوبر في ذكراه التاسع والخمسين نحيي صمود وثبات قواتنا الباسلة في كافة المواقع والجبهات، والذين يقدمون أرواحهم فداءا في الدفاع عن العقيدة، والوطن، فبكم يا أبطال قواتنا قد أعدنا رسم خارطة الوطن، وبدمائكم وجهودكم ورباطكم في سبيل الله، قضينا على المد الرافضي الفارسي في المنطقة، وبالصبر على المشقات والآلام، حققنا الكثير مما كنا نسعى إليه.

تمر علينا هذه الذكرى وأبطال قواتنا في عدن ولحج وأبين والضالع، ويافع، والصبيحة وشبوة، وفي كل أراض الجنوب، ثابتون صامدون رغم الصعاب التي تعترض طريقهم، حيث سحقوا براثين الإرهاب وكسروا شوكته، وحولوا أحلام الإرهابيين إلى سراب، فوديان وجبال أبين وشبوة وحضرموت شاهدة على شجاعة وبسالة أبطالنا الأشاوس، وقد تمكنوا من الوصول إلى أوكار الإرهاب كأول قوة تدخل إلى المعاقل الرئيسية للتنظيمات الإرهابية، في الوقت الذي عجز نظام صالح بألويته ومعداته، أن يدخلها-في عز قوته- ، ليثبتوا للجميع أن أبناء الأرض غيورين على أرضهم، ولن يسمحوا أن تدنس أو تكون حاضنة لقوى الإرهاب والتطرف.
وأجدها هنا فرصة أن أدعو بقلب صادق أبناء الجنوب في شتى البقاع، أن يبذلوا مزيدا من التقارب والتوحد على كلمة سواء تجمعهم جميعا تحت مظلة الجنوب وطننا الواحد بجباله وضواحيه وسواحله وسهوله، الذي من المفترض ألا نختلف عليه، فوطنكم لكم وبكم جميعا سينهض وينفض غبار السنين العجاف، وخيراته وكنوزه لازالت في بطنه، فالمستقبل أمامكم ووطنكم واعد، سيدر عليكم ولن يبخل.

وأكمل حديثه: "نشكر الأشقاء في دول التحالف العربي وعلى رأسهم المملكة العربية السعودية، ودولة الإمارات العربية المتحدة على دعمهم السخي للمقاومة، وقد كان لهم الفضل- بعد الله عزوجل- في قطع يد إيران في المنطقة -جماعة الحوثي- وطردهم من أرض الجنوب، كما نطالبهم إلى الاستمرار في تقديم الدعم للقضاء على هذه المليشيات التي تحاول مجددا غزو الجنوب وتقوم بحشد قواتها على طول حدود وطننا الجنوبي".

د. صلاح الشوبجي
د. صلاح الشوبجي
من جانبه قال الدكتور صلاح يحيى الشوبجي مدير عام مديرية البريقة "إن حدث كثورة 14 أكتوبر المجيدة ثورة شعب عظيم فجَّـرها من قمم ردفان الأبية عام 1963م ضد الاستعمار البريطاني وتوجت تضحيات شعبنا وثواره الأبطال بانتزاع الحرية ونيل الاستقلال يوم 30 نوفمبر 1967م".
لا شك أن ثورة 14 أكتوبر هي امتداد لنضالات وإرهاصات لسنوات إن لم نقل عقود والتي سطر شعبنا الجنوبي خلالها أروع الملاحم البطولية ضد الاستعمار واستطاع بصموده وتضحياته وتكاتف أبناءه أن يهزم الإمبراطورية التي لا تغيب عنها الشمس.

فثورة أكتوبر ستضل الامتداد النضالي والجذوة التي نستمد منها تضحياتنا الحالية ونستلهم منها دروسنا في الاستقلال.
وبهذه المناسبة العظيمة الذكرى 59 لثورة 14 أكتوبر المجيدة، لا يفوتنا أن نهنئ شعبنا الجنوبي وقيادته السياسية، ممثلةّ برئيس المجلس الانتقالي اللواء عيدروس قاسم الزُبيدي.

ونترحم على شهداء ثورة 14 أكتوبر الأبطال الذين بفضل تضحياتهم انتزع شعبنا حريته واستقلاله بعد نضال سطره التاريخ بأنصع صفحاته".

القاضي عمار علوي مسعود
القاضي عمار علوي مسعود
وقال لـ "الأيام" القاضي عمار علوي مسعود رئيس محكمة الميناء الابتدائية في العاصمة عدن "إن يوم 14أكتوبر هو عيد الاستقلال عيد الحرية والتخلص من العبودية وهو عيد كل الجنوبيين في مختلف شرائحهم صغير وكبير رجل وامرأة لما حققه أجدادنا رجال ونساء من استقلال وحرية لكل مواطن ومواطنة ضد أقوى دولة بالعالم".

فالرجال صمدوا ببساطتهم وبقوة إرادتهم رغم قلة عددهم وشحة إمكانياتهم لمحاربة الاستعمار البريطاني في الجنوب لكون ثورة 14 أكتوبر هي ثورة حدثت وانطلقت في سنة 1963م ضد الاستعمار البريطاني وانطلقت شرارتها من جبال ردفان الأبية، ردفان الصمود والعزة والشموخ بقيادة الشهيد راجح بن غالب لبوزة، الذي استشهد مع مغيب شمس يوم الثورة، مع رفاقه الشهداء رحمة الله عليهم جميعا فقامت السلطات البريطانية بحملات عسكرية غاشمة استمرت لأشهر، ضربت خلالها القرى والسكان الآمنين بمختلف أنواع الأسلحة وقد تشرد على إثرها آلاف المدنيين العزل واتّبعت القوات البريطانية في هجماتها وغاراتها على مناطق ردفان بهدف إعادة السيطرة على الجنوب مجددا وإخماد الثورة وبذلك خلفت كارثة إنسانية واستمرت تلك الثورة المشتعلة بالمقاومة الجنوبية منذ 14 أكتوبر 1963م حتى رحيل آخر جندي بريطاني من جنوب اليمن بتاريخ 30 نوفمبر 1967م، لكون الثورة لم تقم إلا لأجل العزة والكرامة فقد أخذت منعطفًا مهمًّا واستثنائيًّا في تاريخ اليمن الجنوبي المعاصر حيث قهرت إرادة أجدادنا الجنوبيين قوة وجبروت المستعمر البريطاني وانتصرت للإرادة الشعبية الجنوبية لتحقيق الأهداف العظيمة، والقيم الإنسانية النبيلة التي قامت من أجلها تلك الثورة الجنوبية لتحقيق التطلعات والإرادة الشعبية الجنوبية والرغبة في بناء دولة ناهضة، والانتقال من عصر الانحطاط الأخلاقي إلى الارتقاء الحضاري السلمي للجنوبيين ككل ما نعيشه اليوم من اضطراب اقتصادي واجتماعي ليس لسبب حقيقي وإنما لسياسة مفتعلة لما يحتله جنوب اليمن من أهمية استراتيجية مهمة لكونه محل أنظار ومطمع جميع الدول العظمى بالعالم وهو ما جعل البلاد في أزمات وحالة عدم استقرار لعدم الاستفادة من خيراتها والتطور والبناء والازدهار  ولكن كما كان أجدادنا يناضلون لأجل تلك الحرية ونالوا ما يريدونه سينهض قريبا الجنوب برجاله الشرفاء المخلصين ليعود لمجده وقوته التي ينافس بها دول العالم لكون عدن ثغره الباسم وتلك ثقتنا بالله سبحانه وتعالى ثم بقيادتنا السياسية المخلصة التي ستخرج البلاد من النفق المظلم إلى طريق النور وقد بدأت بوادرها من عدن".

القاضي محمد باعمر
القاضي محمد باعمر
والتقت "الأيام" بالقاضي محمد عبدالرحيم باعمر رئيس محكمة البريقة الابتدائية والذي قال "سيطر البريطانيون على عدن عام 1839 عندما قامت شركة الهند الشرقية بإرسال مشاة البحرية الملكية إلى شواطئ المدينة وكانت تحكم كجزء من الهند البريطانية إلى سنة 1937 عندما أصبحت مستعمرة بحد ذاتها تابعة للتاج البريطاني".
كانت عدن أكثر تقدما وعمارا ونسبة التعليم كانت مرتفعة بين سكانها نتاج الإدارة الإنجليزية للمدينة، وعقد الإنجليز معاهدات صداقة مع سلاطين القبائل المحيطة بعدن وكعادتهم كانوا يدعمون من تبدو فيه بوادر التعاون معهم ضد الآخرين وكانوا يرصدون النزاعات بين السلاطين دون تدخل مباشر.

وفي خمسينات القرن العشرين تأثر أهالي المستعمرة من العرب بخطابات جمال عبدالناصر والأغاني الثورية الصادرة عن إذاعة القاهرة وكان لسياسات الإنجليز التعسفية والمتجاهلة لمطالب العرب في عدن دور رئيسي في تنامي تلك المشاعر وكان لوجود هيئات المجتمع المدني أثر كبير على المطالبين بإسقاط حكم الاستعمار البريطاني وانطلقت في 14 أكتوبر 1963م ضد الاستعمار البريطاني، وانطلقت من جبال ردفان بقيادة راجح بن غالب لبوزة الذي استشهد مع مغيب شمس يوم الثورة، وقد شنت السلطات الاستعمارية حملات عسكرية غاشمة استمرت ستة أشهر، ضربت خلالها القرى والسكان الآمنين بمختلف أنواع الأسلحة، تشرد على إثرها آلاف المدنيين العزل واتّبعت القوات البريطانية في هجماتها وغاراتها على مناطق ردفان سياسة «الأرض المحروقة»، وخلفت كارثة إنسانية فظيعة، واستمر النضال المسلح الذي سطره أبطال الثورة ودماء الشهداء الغالية وفي 29 نوفمبر غادر مدينة عدن آخر جندي بريطاني، وتم إعلان الاستقلال في 30 نوفمبر 1967 من الاستعمار البريطاني، وقيام جمهورية اليمن  الجنوبية الديمقراطية الشعبية المجيدة".

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى