معهد الفنون الجميلة.. ذاكرتنا الإبداعية

> يقال إن للمدن نكهاتها المختلفة، وهو ما يجعل كل مدينة تعرف بطابعها ومدى تأثيرها في الوجدان إلى درجة أن الكثير من الأدباء خاطبوها بصفة الأنثى الرائعة وجمالها الأخاذ ومدى تأثيرها في الوجدان، وأبرزوا العلاقة بها وكيف أنها تتملكهم بتفاصيلها الجذابة التي تستقر في أعماق النفس، ما يجعلهم يبادلونها الحب والوفا كما لو أنها كائن يلمس ويحس ويتأثر بمن حوله، وأدمن بعضهم حبها إلى درجة الهوس، وهناك روايات وحكايات وقصص مثلت تراثا إنسانيا رائعا.

عدن دون شك هي واحدة من الحواضر العربية التي تمتاز بجمالها الأخاذ وقدرتها الفريدة العجيبة في التأثير على من يسكن ربوعها إلى درجة أن الكثير من الأدباء العرب كتبوا عنها الكثير ورسموا صورتها الجميلة التي تفاجئ بقدرتها على احتوائهم حتى أنهم لا يريدون مغادرتها.

كلمات مر بها الزمن هي شهادات كثيرة ربما أننا لم نضعها ضمن اهتماماتنا، لأننا ببساطة تنازلنا عن الجمال وفقدنا الإحساس به بحكم دورات العدمية التي طالت صروحنا الثقافية، ولعل معهد جميل غانم للفنون الجميلة نموذجًا للغياب الذي نعيشه ونتعايش معه، مثل ذلكم الصرح هو دون ريب وعاء وذاكرة حية تتلقف إبداعات وعطاء الأجيال علاوة على أنها نافذة حضارية شديدة التميز والأهمية في صقل تلك القدرات وتقديمها، للأسف لم يشكل مثل هذا الغياب أمرا لافتا في أحوال التصحر العارم الذي نعيش في ردهاته المظلمة، ولا أدري إلى ماذا يمكن أن تفضي عدمية هذا الجور مع مرور الزمن.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى