التمييز الطائفي يعمق معاناة المرضى في المرافق الطبية بصعدة

> صعدة «الأيام» خيوط:

>
يقع المستشفى الجمهوري في محافظة صعدة، ضمن إطار السور القديم للمدينة القديمة، بُني بين الأعوام 1919 و1926، في عهد الدولة المتوكليّة، وأشرف على عمله -في مرحلةٍ ما- طبيبٌ بريطاني مع عدة أطباء ومختصين آخرين، بينهم جرّاح يدعى د. وليد.

ومع السنوات، تم تجديد المستشفى وزيادة أقسامه، إلى أن أصبح متكاملًا مع العام 2015 بأشعة مقطعية وقسم عناية مُركّزة، وعندما سيطرت جماعة أنصار الله (الحوثيين) على المحافظة، احتكرت التطبيب المجاني على المنتمين إليها، واشترطت دفع مبالغ مالية على بقية المرتادين، ومن ذلك رسوم المختبرات والأشعة، أما العناية المركزة فلا يصل إليها أحد ما لم يكن من أنصار الجماعة أو المحسوبين عليها.

ويعتمد المستشفى، مع الحرب الأخيرة، على المنظمات العالمية، ومن ذلك أطباء بلا حدود، والتي تولت تجهيز البنية التحتية والتشغيل، إذ زوّدته في العام 2016، بمنظومة طاقة شمسية متكاملة، كما تقوم منظمة الطفولة العالمية (يونيسف) بتشغيل قسم الأطفال والولادة وعلاج سوء التغذية الوخيم، بالشراكة مع منظمة الغذاء العالمي، كما تقوم جمعية رعاية الأسرة بدعم أقسام الطوارئ وبتمويل من صندوق الأمم المتحدة للسكان.

عند الدخول إلى المستشفى، يخيل إليك للوهلة الأولى أنك في سوق لبيع "القات"، إذ تصدح في أرجائه مكبرات الصوت التي تعمل على مدار الساعة لإذاعة أدبيات وسائل الإعلام التابعة لأنصار الله (الحوثيين)، زوامل يتم بثّها للجمهور، كما يوجد في ساحة المستشفى غرف متنقلة يتم فيها تقديم العلاج لمحاربي الجماعة، لكن مع سريان الهدنة قلَّ مرتادو هذه الأقسام.

المستشفى يتعامل أيضًا بتمييز سلبي مع مسألة النوع الاجتماعي، حيث تتلقى النساء هناك اهتمامًا أقل بسبب عدم مشاركتهن الرجال في القتال، ولذا يأخذن أوقاتًا طويلة للانتظار في طابور الحاصلين على الرعاية الصحية، كما أنّهن يدفعن مبالغ مالية مقابل الخدمة التي تقدم لهن.
في مايو من العام 2021، أصيب سائق دراجة نارية يدعى حامد الجليل، بحادث مروري أثناء نقله أحد الركاب إلى شوارع المدينة القديمة، نُقِلَ حامد إلى المستشفى بعد أن أصيب وفقد الوعي، كان الراكب الذي معه محسوبًا على جماعة أنصار الله (الحوثيين)، وما أن وصل إلى هناك، حتى شرع المسعفون بتقديم الخدمات الطبية له على أنّه من الجماعة.

وفي قسم الأشعة المقطعية، تعرّف عليه الطبيب المناوب، وعرف أنه ليس من "الجماعة"، فأشار لزميله أن يطلب من حامد قطع سند بمبلغ 18 ألف ريال، مقابل الأشعة، لكن الأخير كان لا يملك مالًا، وتحت إصرار الطبيب تم تأخير عمل الأشعة إلى اليوم التالي، ما أحدث مضاعفات في حالة المريض.
المفارقة في الأمر، هو أنّ الراكب المصاب، هو الآخر في رجله اليسرى، تكفّل المستشفى بعمل أشعة مقطعية وعملية جراحية مجانية له، في حالة من التمييز بين المواطنين اليمنيين، تبعث على الشعور بالعار والخزي.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى