نقاط الضعف وسيلة

> عندما تختار نقاط ضعف خصمك بعناية فإنك لا تحتاج إلى أرتال الجيوش لمهاجمتها، ذلك من استراتيجيات الحرب الحديثة التي شهدت تحولا في وسائلها المعروفة لتأتي عوضًا عنها طرق جديدة ترتبط دون شك بالتطورات المتسارعة بحكم عصر التقنيات التي تعلن عن جديدها في مختلف المجالات.

ما تحدثه حرب المسيرات على الصعيد العالمي ربما كان مفاجئا للكثيرين ممن لم يدركوا خطورتها الماحقة من منظور تكلفتها وإمكانية تصنيعها على أوسع نطاق، واللافت حقا أن المسيرات شكلت رعبا للجيوش التي كانت تعتمد الدروع الحديدية وكل وسائل الحماية التي تحتمي خلفها لتفاجئ بقدر من الاختلاف بعد جديد المسيرات المرعبة.

الحوثيون دون شك يستهدفون نقاط ضعف خصومهم عبرها وقد حققت لهم نجاحات ملحوظة ولا يمكن التقليل من قدراتهم على هذا الصعيد، فلو نظرنا إلى نبرة تحديهم على مدى الأعوام الماضية نجد كل تحدٍ يعقبه استهداف فعلي لما وضعوا من أهداف بواسطة المسيرات وهي خير وسيلة لإلحاق الخسائر بالخصم دون تكلفة، وهنا يبرز السؤال: ما هي وسيلة الآخر في حماية نقاط ضعفه كما هو الحال بالنسبة للمنشآت النفطية وتهديد السفن الملاحية وخلط الأوراق في أهم الممرات المائية التي لا أظنها تواجه بحلول فعلية أكثر من الشجب والاستنكار، ثم الحديث عن تمرد تلك الجماعة وعدم اكتراثها بالسلام؟

على الأقل هذا ما نسمعه، أو أحاديث المحللين عن وهن تلك الجماعة وغياب الحاضنة لديها في حين أن الكثير من هؤلاء وأقاربهم يقاتلون في نطاق الحوثيين، فهل تتم هزيمتهم عبر تلك التحليلات التي لو أخذنا بها فلم يبق من أنصار الله إلا عدد الأصابع.

الثابت أن مستجدات الوسائل العسكرية لديهم قد شهدت تطورا نوعيا، وهم وفق كل المعطيات لا يعتمدون الخيال في رويتهم، ولا يتكبدون خسائر جراء التحليلات الوهمية، ما جعلهم يحققون ما يعتبرونه تبدلا لصالحهم على الصعيد العسكري الذي يذلل لهم دون شك الشق السياسي.

مما لا شك فيه أننا أمام مستجدات ربما عاصفة إذا لم تقابل بأداء نوعي ومختلف يتجاوز وسائل الأمس ويحمي نقاط الضعف لدينا، وفكر الاستهانة بالخصم مدعاة للانتكاسة دون ريب من ذلك.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى