الجمود جنوبا وشمالا.. هل يسير "الرئاسي" على خطى "هادي"؟

> المخا «الأيام» نيوزيمن:

> "إذا كان الخلل في الرأس، وين العافية"، بهذه العبارة يلخص عضو هيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي الدكتور/ ناصر الخبجي، أسباب الجمود والضعف بالمشهد السياسي والعسكري بالمناطق المحررة في مقابل التصعيد والتهديدات من قبل جماعة الحوثي الإرهابية.

حديث الخبجي جاء في حوار مطول أجرته معه قناة "عدن المستقلة" التابعة للمجلس الانتقالي، عكس مستوى الأزمة التي يعاني منها مجلس القيادة الرئاسي جراء عرقلة مكونات وقوى منضوية في إطار المجلس لتنفيذ المهام التي شُكل المجلس من أجلها كبديل عن رأس الشرعية السابق ممثلا بهادي ونائبه علي محسن.

على رأس هذه المهام كما يقول القيادي بالمجلس الانتقالي، هو سرعة تنفيذ اتفاق الرياض الذي أكمل هذا الأسبوع عامه الثالث، دون تنفيذ أغلب بنوده وعلى رأسها الشق العسكري والأمني بإخراج القوات العسكرية من وادي حضرموت والمهرة إلى جبهات القتال وتعيين محافظين ومديري أمن لمحافظات الجنوب، محملا رئيس مجلس القيادة مسؤولية المماطلة في تنفيذ ذلك.

الخبجي أكد على استمرار جماعة الإخوان في عرقلة وإفشال كل جهود المجلس الرئاسي في حلحلة الملفات وتنفيذ المهام، كما شن هجوما لاذعا ضد رئيس الوزراء واتهمه بعرقلة تنفيذ بعض بنود اتفاق الرياض ومنها إعادة تشكيل الأجهزة الرقابية للدولة كالجهاز المركزي للرقابة والمحاسبة والهيئة العليا لمكافحة الفساد.

حديث الخبجي في الحوار الذي امتد لساعة كاملة، مثّل مؤشرا خطيرا على حجم الامتعاض لدى القيادات الجنوبية من استمرار حالة الجمود في أداء مجلس القيادة الرئاسي، إلى حد التهديد بشكل صريح بـ"خيارات بديلة" لدى الانتقالي ومنها العودة إلى فكرة "الإدارة الذاتية" التي قال الخبجي بأنها نجحت بالضغط على الشرعية في المضي بتطبيق اتفاق الرياض وتشكيل الحكومة عام 2020م.

الانزعاج الواضح لدى الانتقالي من الجمود في الوضع جنوبا، يأتي رغم التصعيد الخطير الذي تمارسه جماعة الحوثي الإرهابية منذ إفشالها لجهود تنفيذ الهدنة مطلع أكتوبر الماضي، وتجسد بهجومها على ميناء الضبة النفطي بمحافظة حضرموت والذي أدى إلى توقف عملية تصدير وإنتاج النفط من المحافظات المحررة بشكل كامل.

ومساء الاثنين قتل 4 مدنيين بينهم طفلين، وأصيب 8 آخرين بجروح جراء هجوم شنته جماعة الحوثي على مدينة مأرب وأدى لانفجارات متتالية في مخزن للقوات الحكومية بالمنطقة العسكرية الثالثة على منازل في مخيم الجفينة للنازحين وأحياء بالمدينة، في تصعيد جديد من الجماعة.

تصعيد يعكس –كما يرى مراقبون- توجه جماعة الحوثي الواضح لاستئناف الحرب في اليمن تنفيذا لرغبات النظام الإيراني الذي يسعى لإثارة الأوضاع في المنطقة هروبا من فشله في قمع الاحتجاجات الشعبية المستمرة في مدن البلاد منذ نحو شهرين.

وما يضاعف من خطر هذا التصعيد الحوثي بحق المحافظات المحررة، هو مشهد الجمود من جانب مجلس القيادة الرئاسي وفشله الواضح في مواجهة هذا التصعيد عبر سرعة تطبيع الأوضاع بالمحافظات المحررة وإعادة ترتيب وضع الجبهات العسكرية شمالا، ما قد يمثل حالة يأس من تحول المجلس إلى نسخة مكررة من منظومة "هادي" السابقة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى