أكبر خطر على الدول وشعوبها هو زعزعتها من الداخل

> الأساليب المزعزعة لاستقرار الدول والمجتمعات أصبحت اليوم أكثر تعقيدًا ولكن أهمها هي تلك التي تتم من الداخل بطريقة "فرق تسد" باعتبارها ثنائيا تاريخيا أسود أثبت نجاحا باهرا في تدمير عدد كبير من الشعوب والدول خاصة إذا تم اختيار موضوع التهديد الداخلي السياسي أو الاجتماعي المدمر بعناية، فعندئذ يمكن سحق الدولة والمواطن من الداخل دون اللجوء إلى الأعمال العدائية المفتوحة، وعلى مدى العقدين الأخيرين بسبب طريقة فرق تسد التي أشعلت الصراعات المختلفة في اليمن قتل عدد كبير من الناس في الجنوب والشمال.

الإشاعات الكاذبة التي تنتشر حول المكونات السياسية الجنوبية وعمليات الإرهاب التي تقوم بمكافحتها القوات الجنوبية من عدن حتى المهرة والإعلام الرخيص الموجه ضد تلك الحملة وقصف المنشأة النفطية في شبوة وحضرموت من قبل الحوثيين، يمكن القول عنها بكل ثقة إن جميعها تهديدات منظمة ومنسقة لضرب المحافظات الجنوبية وزعزعة استقرارها من الداخل ومن ثم إسقاطها وإخضاعها لتلك العقليات البليدة في الهضبة التي لا تعرف سوى لغة السلاح.

أكبر خطر على الجنوب والشمال اليوم هو زعزعة الاستقرار من الداخل عبر نشر الفتن والإرهاب وعدم الحفاظ على ما تبقى من تفاهمات بين القوى الوطنية في الشطرين حول وحدة السلطة المؤقتة وقصر فهم بعض السياسيين والشيوخ والعسكر أنهم أصبحوا مسؤولين سابقين، وبأن التفاهم الحكيم والصادق للأوضاع الحالية يجعل المواقف موحدة وقوية وتقلل من مخاطر التصعيد الحوثي والإرهاب.

إن الدول الموحدة التي تمكنت من إنشاء مجتمعات قوية ومتماسكة ليست عرضة للتأثير السلبي وزعزعة الاستقرار أو الانفصال، وتستمر في وحدتها لقرون، بينما ملامح دولة الوحدة اليمنية اختفت بعد 4 سنوات من ولادتها، وساعد على تفكك ما تبقى من أسس الوحدة بعد تلك الحرب هي الفتن ووجود العقليات النخبوية الجاهلة في الهضبة التي تؤمن بالعنف وتقتل بدم بارد، مثلما ارتكبت مجزرة العزاء في سناح الضالع وقارب المدنيين في التواهي والحي السكني في القداش لحج، ومازال لديها النية لارتكاب مجازر أخرى.

الدولة التي تفشل في توفير الأمن والعدالة الاجتماعية في الداخل تزيد من تفاقم الإحباط العام ونتيجة لذلك، فإن حدودها التي كانت توحد الناس في السابق بتقاليدهم وأمنهم تصبح أقل وضوحًا، مما يشكل تهديدًا واضحًا للدولة وأمنها القومي.

إذا حاولت الدولة انتزاع بعض المجتمعات من هويتها، فإن المجتمع المهدد يتخذ تدابير دفاعية مثل الكفاح المسلح والانفصال، واليوم يراد من الجنوبيين مواصلة التمسك بوحدة يُنظرون إليها على أنها مصدر تهديد لأمنهم واستقرارهم، وأن مواصلة العيش تحت سقفها يعني الحياة مع "سيف ديموقليس " فوق رؤوسهم.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى