لم يكن الجنوب في أجندتهم

> استطاع صالح أن يدفع بأنصار الله في اجتياح الجنوب وتبين لهم بعد غلطتهم تلك أن صالح أراد أن يشتت قدراتهم لأهداف وضعها في ذهنه مسبقا بحكم ما كان يخطط له في الإيقاع بتلك الجماعة التي كانت ورا منازعته مجده الذي أيقن ذات يوم استحالة أن يحدث ذلك من قِبل أي من خصومه الذي تمكن من تجاوزهم تارة والتحالف معهم تارة أخرى، كيف لا وقد عرف بمسار التناقصات في عهود حكمه بل بناءً على ذلك قدرته في معرفة نقاط ضعف خصومه، إلَّا حركة "أنصار الله" التي ظلت تؤرِّقه ولم يجد سبيلا للتحالف معها من منظور الدماء التي سالت في معارك عدة، ومع ذلك استطاع أن يجعل من تلك الجماعة بعبعا يهدد دول الجوار، الأمر الذي منحه الفرصة للحصول على الأموال وبناء ترسانة عسكرية مرعبة، باتت تشكل تهديدا للدول التي كانت داعمة لحروبه في صعدة

وعندما هاجم التحالف تلك الترسانة العسكرية أدرك صالح ما أصابه من ضعف وتبخر حلم التوريث الذي كان قاب قوسين من نجاحه.

فكان بعد كل ما جرى أمام خيار غريب عله يحقق غايته، بمعنى استخدام "أنصار الله" سبيلا لاستعادة مجده فزجَّ بهم باتجاه الجنوب الذي شكل محرقة لقواتهم، عندها شددوا رقابتهم على الرجل بصورة لا تمنحه أي فرصة لتنفيذ ما أضمره تجاههم، ووصل الأمر إلى التخلص من صالح وبسط سيطرتهم على الجزء الأكبر من الشمال وتذويب الخصوم وتبديل الولاءات، ورغم سنوات الحرب إلا الحوثيون قطعوا شوطا في تامين سلطتهم على الأرض وإن لم يكن الأمر بصورة مثالية.

اللافت إن هناك تحول غير مسبوق في خطابهم الإعلامي واستهدافاتهم العسكرية، وحديثهم المخالف عن حقائق التاريخ بنفس لسان جماعة عفاش تحول مرده أمور كثيرة أبرزها الغاية تبرر الوسيلة، فالغاية أن يحضون بمزيد من ولاء الأطراف التي لم تكن معهم بمعنى أن النهج الذي يكرس بقاء الجنوب تحت سطوتهم، هل الطريق إلى تحقيق غايتهم؟ ومع ذلك يدركون بداخلهم أنه، أي الجنوب التي شكلت صداعا مزمنًا لصالح وانكسار لاجتياحهم هي بنفس عوامل الخطر، الذي يجهض تفكيرهم الجديد تجاهه.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى