> أخيرا سوف يصبح للصحفيين والإعلاميين الجنوبيين كيان نقابي يلم شتاتهم ويستعيد مجدهم بعد تهميشهم المتعمد وخصوصاً منذ عام 94م حيث جرت محاولة طمس تاريخ وهوية الإعلام الجنوبي من قبل نظام صنعاء السابق والتنكيل بالصحفيين والإعلاميين الجنوبيين وحرمانهم من أبسط حقوقهم، بعد الحرب الظالمة على الجنوب في 94م ونصرهم المؤزر، حيث استخدم المنتصر قاعدة غريبة (إن لم تكن معي فأنت انفصالي)، ومن بعد هذه القاعدة سقط العدل حيث أصبح الصحفيون والإعلاميون الجنوبيون يعاملون معاملة دونية ويُنظر إليهم كأنهم (نكرة) وقد تناسى المنتصر تاريخ وعراقة صحافة وإعلام الجنوب، بل حاول طمسها على مدى 28 عاماً والتنكيل بها وبروادها.

أذكر لكم واحداً من مئات الضحايا الصحفيين والإعلاميين الجنوبيين من ضحايا نظام صنعاء السابق الذي عرفته عن قرب وهو الزميل الصحفي عيدروس باحشوان سكرتير تحرير صحيفة "الأيام" السابق وكيف تم التنكيل به وسجنه من قبل التوجيه المعنوي التابع للقوات المسلحة، لأنه رفض قاعدة المنتصر (إن لم تكن معي فأنت انفصالي) ومحاصرة منزله في محاولة لاعتقاله مرة أخرى ولولا تدخل رئيس تحرير صحيفة "الأيام" الجهبذ الأستاذ هشام باشراحيل طيب الله ثراه ووقوفه إلى جانب الزميل عيدروس باحشوان، لربما تم الإجهاز عليه والتخلص منه.

نعم حاول المنتصر طمس تاريخ وهوية الجنوب بسرقته ونهبه أرشيف الإذاعة والتلفزيون بالكامل بعد غزوه الجنوب في 1994/7/7 شوهدت عدة شاحنات وفي كل واحدة محملة (كونتينر) تخرج من مبنى الإذاعة والتلفزيون في مدينة التواهي محملة بداخلها الأشرطة والتسجيلات الوثائقية لتاريخ الجنوب، والله لقد كانت تلك أعظم سرقة وأسوأ نهب في تاريخ الشعوب، ما أصعبها من لحظات وأنت ترى تاريخك يسرق وينهب أمام عينيك تحت حراسة مشددة بشتى أنواع الأسلحة بتوجيهات من قائد الغزوة نظام صالح، ولأننا شعب أعزل فلم نستطع إلا أن نقول "لا حول ولا قوة إلا بالله" لقد اعتبر الغزاة تاريخ الجنوب (غنيمة حرب).

في الأخير أقول كفانا شتاتا وظلماً وقهراً ونكراناً وتنكيلاً، وبهذا أدعو كل الصحفيين والإعلاميين الجنوبيين إلى توحيد الصف الإعلامي الجنوبي من أجل إنجاح تأسيس كيان نقابي متماسك من أجل حماية حقوق الصحفيين والإعلاميين الجنوبيين واستعادة مجدهم المسلوب وحقوقهم المنهوبة.

* المخرج الفني السابق لصحيفة "الأيام"