وأفظع منه أن تدري

> يقال حين يسقط الثور تكثر السكاكين.. هكذا خارت قوى ثورنا الجامح بعد 1990 ومنذ ذلك التاريخ وسكاكين الغدر تنهش جسدنا حتى ممن كانوا من طيف السلطة ورموزها في الجنوب انتهت مصالحهم في الجنوب وربما انتهت مهمتهم وتبدلت نظرياتهم التي كانت توهمنا بالأممية، بل عادوا إلى مفاهيمهم المناطقية وهو الأصل الذي أنشأوا عليه أمميتهم تتجسد حصرا تجاه الجنوب، فكل ما هو تحت سمائه يمكن أن تطبق عليه نظرياتهم الأممية ونظرتهم التقدمية، إن جاز التعبير، أما عندما خارت قوى الثور الجنوبي تبدلت الأمور بمجموعها بغتة، ومنذ ذلك اليوم وهم منهمكون في الإساءة للجنوب وأهله.

نعم: فظيع جهل ما يجري

وأفظع منه أن تدري

يجب أن ندري بما يجري حولنا ولا نكون بمستوى المخاطر التي تحاصرنا ونمضي بكل غباء إلى حتفنا دون أن نستدرك هول ما تعتمل من مشاريع هي بمجموعها أنكئ وأخطر من اتفاقية الوحدة بكثير وليست امتدادا لها بل معززة ومكرسة لواقع يجتث أحلام شعبنا ومستقبل أجياله، واقع تمثل المهادنة معه الانتحار بعينه وآثاره كارثية على كل الجنوب، هكذا تبدو معادلات الوضع الراهن انعكاسا لما نحن عليه من تشظٍ وتيه وحالة استمراء لفرط تبايناتنا التي لا معنى لها، وأثر ما يمكن أن يكون عليه الحال لا مجال ولا مكان لمكوناتنا السياسية التي لم تشكل على مدى عقود ثقلا ورافدا لقضيتنا الأم، هكذا خفت موازيننا السياسية وصولا إلى حالة بائسة لا مجال معها أن نشير إلى تلك الأدوات المثخنة بالماضي المولعة بنرجسية الذات.

ها هو الجنوب أيها السادة وأيها الرموز يذبح بكل جرأة ولا مجال للحديث عنه من منظور الحق، لأن الحق لا يكون إلا بما تجسده إرادة أبنائه، أما حين يترك الحديث عن الحق لغير أصحابه فلا مجال لأن تتوخى العدل.

أيها السادة الجنوبيون ماذا فعلتم لأجل شعبكم الكريم الذي ضحى بآلاف الشهداء على مدى عقود خلت؟ هل أسدلتم الستار على مستقبل الأجيال بحالة سباتكم الأبدية، فبعد الوقوع في المحظور ليس أمامكم من سبل أخرى لتفادي تبعيات ما حدث ويحدث، ليس أمامكم مزيد من الوقت كي تصحوا، فالصحوة المتأخرة أفضل من ألا تأتي، لأنكم إثرها ستفقدون السير في ملامحكم وجغرافيتكم العربية بكل ما خط عليها الدهر من مآسٍ في رحلة تيهكم المؤسفة، فعلى مسامعكم يجري تداول نهج تكريس الماضي ولكن بصورة تتجاوز العقل والمنطق، أما الحق فلا حديث عنه في أفق واقع القهر في حالة هواننا على أنفسنا.

فمن يسمع في هذه الأوقات المفصلية نداء استغاثتنا، إذ لم يسمع هؤلاء على مدى عقود أنين الآلام شعبنا؟

هل أنتم في انتظار معجزة تخلصنا من براثن الافتراس؟، فعهد المعجزات قد ولّى بما معناه أنكم لا تمتلكون سوى قدراتكم ووحدة صفكم وهي أمنية ليس أمامها المزيد من إضاعة الوقت.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى