د.هشام السقاف: السقاف كان دافعا للقوى الجنوبية لتتوحد ضد نظام صنعاء الاستبدادي

> «الأيام» استماع:

> ​مفكر عربي جنوبي ولد في الحبشة وطاردته أجهزة المخابرات اليمنية
> البروفسور والمفكر العربي د. أبوبكر السقاف أحد كبار الكتاب والسياسيين والثقافيين في الجنوب، توفي الثلاثاء 13 ديسمبر 2022 عن عمر يناهز 88 عامًا في موسكو، وعرف بمقالاته الفكرية والسياسية من خلال عدد من الصحف الوطنية.
كاتب مقال الاحتلال الداخلي الذي تسبب بمطاردة أجهزة المخابرات اليمنية له فهاجر قسرًا إلى موسكو بعد سنوات من التعذيب وملاحقة نظام صالح له.

أبرز كتاباته الوجوه الثلاثة لدولة الحرب عن المجتمع، القضية الكبرى الغائبة، الدولة اليمنية، ثقافة الحصانة، نظرية الإدلال.

يقول الكاتب الصحفي والأكاديمي د. هشام السقاف إن الراحل أبوبكر عبدالرحمن السقاف من مواليد الحبشة، ويعرف الكثيرون، الكثير من أجدادنا هاجروا من منطقة الوهط إلى الحبشة وهو كان أحد هؤلاء الذين ولدوا هناك، ولذلك أنا في كتاباتي المطولة عنه قبل وفاته حتى الآن لم أستطع أن أكتب عنه بعد الوفاة، كتبت حول هذه الصفة التي يمتاز بها أبوبكر أنه يحمل جينات أفريقية وهو  إنساني بمعنى الكلمة، صحيح من الوهط وصحيح من لحج وصحيح من الجنوب ومن اليمن وصحيح من الوطن العربي، لكن أبو بكر واسع اتساع هذا الكوكب، أقول ذلك لا مجاملة لأبو بكر ولا يقبل المجاملات وأنا قرأت بعض الكتابات التي كانت تتحدث أنه كان بحاجة إلى تدخل بعض الجهات لمساعدته في مرضه، إطلاقاً هذا غير موجود عند أبي بكر، ولا يمكن لهذا الرجل أن يقبل مثل هذا الأمر هو معزز ومكرم في موسكو عنده بيت وزوجته هي عالمة في الكيمياء أطال الله في عمرها ونحن نعرفها ونعرف هذا البيت وتتسم بسمات معينة من أبي بكر".

وعن مقارعة أبوبكر للظلم ومقارعته لكل من يمارس الظلم على المواطن، قال د. هشام السقاف، في حوار مع قناة عدن المستقلة، مساء أمس الأول، "هذه تكون الصفة الأساسية في أبي بكر السقاف هو مقارع للظلم وهو طفل صغير وبعد فترة الحبشة عاد إلى الوهط فبدأت مواهبه تتفتق في هذه الفترة في الوهط ربما يكون هذا في أواخر الأربعينيات أو في النصف الثاني من الأربعينيات إلى أربعة وخمسين تقريباً، في الوهط هناك حركة دؤوبة فكرية لأن الناس متعلمون".

وأضاف د. هشام "مورس ضد أبي بكر ظلم طاغي ولكنه شامخ، لاحظ صورته التي نشرتها "الأيام" واشتغلنا عليها في وجود الأستاذ هشام باشراحيل رحمة الله عليه وهو واقف أمام بحر وشمس وقامة طويلة. هذا هو أبوبكر، أنا أقول لك هو من السهولة بمكان على نظام قمعي مثل نظام علي عبدالله صالح أن يقتل أبوبكر بكل سهولة بسيارة أو طلقة أو أي شيء، ولكن لعنفوان هذا الرجل وبقائه في صنعاء ويكتب من داخل صنعاء ربما هذه الميزة تكون فرملت النظام إلى أن يصفيه حتى لا يتحول إلى بطل تاريخي، ولذلك هم ضربوه طبعاً والضرب أحيانًا مؤلم أكثر من القتل وبعد سلسلة المقالات التي كتبها ولن يتجرأ أحد أن يكتبها في تلك الأيام وهو داخل صنعاء بعد أن عاد من موسكو.

عندما وقعت الحرب العدوانية الاحتلالية لنظام الشمال على أرضنا كان أبو بكر قد وصل إلى موسكو قادمًا من الأردن وفي الأردن كان بالمصادفة، وهناك عمل عملا كبيرا جدًا بين أوساط المثقفين الأردنيين وجمع توقيعات من أكثر من مئتي صحفي وكاتب وأديب ومفكر أردني ضد هذه الحرب العدوانية على الجنوب ويقول لي: أتى إليه من المراسيم الملكية الأردنية أيضا من عائلة السقاف، لكن أردني وبكل أدب قال له أنت مرحب بك على الرأس والعين، لكن لا تزاول أي نشاط سياسي، قال له أنا غدا بإذن الله سأقطع تذكرة وأعود إلى موسكو وفعلا غادر وأتى إلينا وكنا نتابع معاً الحرب وحتى عندما عين وزيرًا للتربية والتعليم في حكومة علي سالم البيض التي أعلنها في 21 مايو 1994 أثناء الحرب، كان هو وزير وأنا أبلغته: ألف مبروك، قال على أيش، قلت له عينوك وزيرا قال: ليش مفروض يتصلوا بي ما يعينوا كذا، يتصلوا وأقول لهم إذا كنت راغبا أو لا، هذا أبوبكر أي واحد بيفرح بالوزارة".

وتابع، "كان أثناء هذه الحرب يتابعها أولاً بأول وبعد الحرب مباشرة عاد في اللحظة التي كان فيها نظام صنعاء ونظام علي عبدالله صالح منتشيا بالحرب العدوانية القذرة وبالنصر الزائف الذي حققه على الجنوب كان أبوبكر السقاف يكتب سلسلة مقالات بعنوان جناية الوحدويين الاندماجيين.. الاستعمار الداخلي وفتح عدن، من يتجرأ يقول هذا الكلام في 1994 والنشوة مازالت في رؤوس نظام صالح ولكنه أبو بكر، ولكن حتى نعطي الناس حقهم كانت "الأيام" على نفس مستوى أبي بكر السقاف ونشرت هذه المقالات بكل شجاعة بعد الحرب مباشرة، ولذلك تعرض أبوبكر للضرب المبرح ورموه في ضاحية بيت بوس خارج صنعاء على أمل أن الكلاب الضالة والضارية تنهشه وتأكله، "الأيام" نفسها بعد سلسلة هذه المقالات دخلت في صراع رهيب تعرفونه جيداً ويعرفه هذا الجيل لم يتوقف حتى بعد ضرب دار "الأيام" وبيت الناشرين العزيزين هشام الله يرحمه وتمام باشراحيل ضربت من الفجر إلى الساعة سبع ونصف ضرب ورصاص، وهناك 21 طفلا وامرأة داخل البيت، هذه طبيعة النظام وهذا ثمن الكلمة الحرة التي كان يحملها سواءً أبو بكر أو يحملها إخواننا في "الأيام"، وعلى رأسهم فقيد وشهيد الصحافة الكبير هشام باشراحيل".

وعن سبب طرد أبوبكر السقاف وعمر الجاوي من مصر، يقول د. هشام السقاف "نحن كلنا نحب جمال عبدالناصر ونحب مصر العزيزة على قلوبنا، لكن في تلك الفترة كان اليسار العربي واليسار المصري نموذجا صاعدا جداً في الساحات العربية بالثورة العربية وكان هناك تباين بين اليسار الناصري أو الاشتراكيين الناصريين والناصريين الذين ينتمون إلى الفكر الاشتراكي العلمي تبع موسكو، وهؤلاء كانوا من هذا الاتجاه وقريبين من الحزب الشيوعي المصري وكانت العلاقات المصرية السوفييتية في تلك الأيام في نهاية الخمسينيات شابها نوع من التوتر، فطردتهم السلطان المصرية ونكاية بمصر أعادهم ولي العهد البدر الذي هو محمد بن أحمد بن يحيى حميد الدين أعادهم إلى بعض الدول الاشتراكية منها روسيا الاتحاد السوفييتي فدرسوا في جامعة موسكو أرقى جامعة في روسيا".

وحول أبرز المحطات في حياة أبوبكر السقاف والكتابات التي قام بها في مقارعة نظام الظلم والاستبداد، يقول هشام السقاف "كل حياته مقارعة أولاً الكتابات بدأ يكتب في فترة مبكرة جدا ولكنه يميل للجانب الفلسفي والفكري. هو عدة أشخاص في واحد "دكاترة" وله عدة كتب في السبعينيات عندما عاد إلى جامعة صنعاء وكان يأتي إلى عدن لكن عمله كان في صنعاء وكتب كتبا بأسماء مستعارة، عبدالسلام محمد، اليمن الجمهوري، هذا يشخص الحالة اليمنية خير تشخيص طبعًا كتب عدة كتب فلسفية وفكرية عن المفكرين العالميين وعن الغناء وعن الموسيقى، رجل بارع في كل شيء في علم الجمال، عندي كتابان قديمان ومن المصادفات العجيبة أن الدكتور عبدالعزيز المقالح هو الذي قدم هذين الكتابين ولأن فترة السبعينيات مازال الدكتور عبدالعزيز المقالح الله يرحمه طبعاً كان مازال إلى جانب اليسار وإلى جانب الحرية والمسحوقين في اليمن الشمالي".

وأضاف "هو أحد أبرز مؤسسي اللجان الشعبية الجنوبية كان بمعية  الفقيد هشام باشراحيل وآخرين وأول من أسس اللجنة الشعبية لمحافظة عدن حينما كان مجرد التفكير بمعارضة نظام صنعاء كفرًا بالدين، والملة، والعقيدة.
كان دائماً ما يأتي إلينا إلى "الأيام" إذا وصل العصر أو مع المغيب أو يذهب إلى الفندق ونأتي به إلى بيت هشام باشراحيل وكان دافعا أساسيا للقوى الجنوبية أن تتوحد وتخرج من صمتها وأن تعارض الظلم الواقع عليها. هو لا يخفي أنه ضد هذا النظام وضد الاحتلال منذ البدء، هذا الكتاب الاحتلال الداخلي الذي أشرت إليه باسم مستعار يفند العقلية الزيدية التي تتعامل مع المناطق جنوب جنوب ذمار على أساس أنها مناطق مفتوحة وبلدان كافرة وفتوحها مثل فتح مكة، تعامل الكتاب الذين ينتمون إلى المذهب الزيدي وهو مذهب عظيم طبعاً ولكن النزعة الاستعلائية للأئمة والأئمة الآخرين الذين أتوا بعد ثورة سبتمبر، الأئمة الجدد القحطانيون هم، إمام سواء رئيس أو إمام واحد ما تفرق، كثير ينظرون للمناطق الشافعية وغيرها على أساس أنها مناطق يجب فتحها ويجب أن تخضع للجزية والعشور وللضريبة الباهظة".

وأضاف د. هشام، "ممكن نتذكر مقولة كبيرة لعبد الله بن حسين الأحمر، "من كتب لبج" عندما قالوا له ضربوا أبوبكر السقاف قال عادي لأن من كتب لبج شوفوا النظرة من زاوية الانغلاق التام على الثقافة والفكر والعلم من زاوية القبيلة الحاكمة في اليمن الذي يحكم في الشمال هي القبيلة والعسكر، والعسكر لا يخرجون عن إطار القبيلة وظلت هذه الحالة.. طبعاً جناية والوحدة بنفسها سماها جناية وهو عنده بعد نظر للوحدة وعندما كانت الجنوب تهرول بقيادتها السياسية كان هو ضد الوحدة وكتب مقالات وأذكرها جيدا، وكان أغلب الناس مستبشرين بالوحدة وكانت قيادات الجنوب والجنوبيون صادقين ولكن من كان كاذب والذي كان منافقا والذي كان يبطن الحب للوحدة بما هو مخفٍ هو نظام صنعاء لكن أصحابنا ذهبوا بقلوب مفتوحة وأبو بكر كان يحذر، وكتب مقالا فيه بعض الإيحاءات وكانت صادقة تماما وهذه من وحدي التجربة قال أنا ينظر إلي كسقاف على أنني مواطن درجة ثالثة أو رابعة، لماذا؟ قال لأنهم يفتكروني هو صحيح الأجهزة الأمنية والقمعية وربما النظام نفسه يفتكر السقاف من قرية بتعز قرية الحضارم التي كلها سقاف، ولذا تعاملوا معه بالدرجة التي ذكرتها، لكن إذا عرفوا أنه من الجنوب هذا ممكن أن يعتبروه من الدرجة السادسة أو السابعة، كتب بالنص هذا في مقابلة أو مقالة طويلة في أيام الصحف الطويلة التي كانت تصدر في أيام الوحدة".

وتابع، "صحيح ولأن شبابنا لا يعرفون الكثير وللأسف الشديد قد ضربوا من عام 1994 ضرب التعليم وضرب الشباب لأن نظام علي عبدالله صالح سيخرج من الجنوب وسيخرج من الجنوب، ولذلك لا بد من أن يضع لغما أرضيا شاملاً وهو ضرب التعليم ونحن بالتعليم اعترفت اليونسكو بأنها تحررت الأمية منه، وكنا أحسن من الشمال ولكن بعد الوحدة أصبح تعليمنا صفرا وضرب الشباب ومن أجل اليوم هذا الذي نحن فيه، أبوبكر إذا ما خلدوه هو خلد بنفسه وبأعماله الباقية بيننا وفي مجموعة كبيرة من الكتب مخطوطة كانت عندما ضرب في إحدى المرات واقتحم الأمن بيته الجامعي، معه سكن جامعي وأخذوا المخطوطات كاملة هو يكلمني أن مخطوطات للكتب كانت شبه جاهزة ولكن هذه أخذت من النظام وربما في أشياء أخرى بإذن الله إذا كان هناك جهات تتبنى نشرها من أجل الجيل هذا يطلع".

واختتم، "عندما كنا في الخارج بعد الحرب ودخلنا في صراع مع النظام وكنا عبر موج، جمعوا المقالات وأرسلوها في كتيب، عملوا المقالات التي كتبها في الأيام وتولينا نحن في موسكو توزيعها على الجهات العلمية والأكاديمية وعلى العرب الذين هناك بحاجة إلى طباعة. كتبه وأعماله كاملة التي طبعت بحاجة إلى أن تطبع من جديد لأن في السبعينيات طبع عدة كتب يفترض أن تعاد طباعتها وتتولي جامعة عدن وغيرها من الجامعات الاهتمام بهذه الكتب".

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى