لا توجد دولة خالية تمامًا من الفساد، لكن لا شبيه للفساد اليمني، وأعتقد أن العلماء ربما لا يدركون أن الثقب الأسود الذي يبتلع الكواكب والمجرات في الكون قد انتقل إلى اليمن وتحول إلى هيئة كائن بشري فاسد يبتلع الأرض والشواطئ والجبال أو أي وديعة مهما كان حجمها وكذلك المنح والقروض المالية والدراسية والمشتقات النفطية والمساعدات الغذائية.. إلخ، وبداخله كذلك تختفي جميع القوانين والأعراف.
أثناء دراستي للقانون شرح لنا المدرس شكل الصورة النموذجية النفسية القريبة لشخصية المسؤول الأوروبي الفاسد، وعلى عكس الصورة النمطية السائدة تبين لي حينها أن غالبية المسؤولين الفاسدين هناك متعلمون يتظاهرون بالوطنية والتعاطف مع الناس، لكن القيم المادية بالنسبة لهم أولوية قصوى.
صورة المسؤول اليمني "الفاسد" تختلف عن بقية الشخصيات في العالم، فهو مراوغ وماكر غير صادق ومغرور وفي أكثر الأحيان جاهل يحمل شهادات مزورة أو مشتراة، يمارس الظلم ويتظاهر بالتدين، يقبل الرشوة أياً كان حجمها ولو فلسات، يبتلع كل شيء مادي وغير مادي، يحيط نفسه بشخوص تشبهه، لا يصنع معارف جديدة بدون الفائدة المادية أو ما شابه ذلك.
في الغالب المسؤول اليمني الفاسد مناطقيا أو شلليا أو قبيليا أو حزبيا يعاني من ضعف القدرات العملية والمعرفة المهنية، لكنه يعمل كل شيء لضمان رفاهيته هو وأسرته وأقاربه من السيارة والمنزل حتى الحساب البنكي، البعض منهم لديه تجربة إجرامية معينة يمكنه هو نفسه أخذ زمام المبادرة وأداء بعض الإجراءات لصالح الشخص الذي يدفع أكثر، جشع وتاجر بقضايا الوطن ومتحمس ومتعطش للسلطة.
يستخدم المنصب كفرصة للوصول السريع إلى الثراء من خلال تحويل صلاحياته أو وظيفته أو منصبه الحكومي إلى قيمة مادية، فالسلطة في اليمن غنيمة حرب والوصول إلى المنصب في الغالب غنيمة حزب أو صفقة سوداء أو محاصصة بضغط من جهات عليا فاسدة تتناسى أن الفساد بمثابة تهديد "للأمن القومي" وعلى قدم المساواة مع الإرهاب.
يجب أن يكون هذا البلد غنيًا جدًا، لكن هناك مجموعة فساد صغيرة غير وطنية وجاهلة ما زال القرش الأحمر والأخضر يلعب بعيونها، هذه المجموعة أصبحت قوية وغنية جدًا لدرجة أنها يمكن أن تأخذ البلد بأكمله كرهينة، وتعتبر هذه المجموعة من التحديات "المهددة" للبلاد بسبب تركيز القوة السياسية والاقتصادية في أيدي هذه المجموعة الصغيرة، مما قد يعيق فعالية جهود التنمية والتطور ومكافحة الفساد وغسيل الأموال والإرهاب على المدى الطويل.
أثناء دراستي للقانون شرح لنا المدرس شكل الصورة النموذجية النفسية القريبة لشخصية المسؤول الأوروبي الفاسد، وعلى عكس الصورة النمطية السائدة تبين لي حينها أن غالبية المسؤولين الفاسدين هناك متعلمون يتظاهرون بالوطنية والتعاطف مع الناس، لكن القيم المادية بالنسبة لهم أولوية قصوى.
صورة المسؤول اليمني "الفاسد" تختلف عن بقية الشخصيات في العالم، فهو مراوغ وماكر غير صادق ومغرور وفي أكثر الأحيان جاهل يحمل شهادات مزورة أو مشتراة، يمارس الظلم ويتظاهر بالتدين، يقبل الرشوة أياً كان حجمها ولو فلسات، يبتلع كل شيء مادي وغير مادي، يحيط نفسه بشخوص تشبهه، لا يصنع معارف جديدة بدون الفائدة المادية أو ما شابه ذلك.
في الغالب المسؤول اليمني الفاسد مناطقيا أو شلليا أو قبيليا أو حزبيا يعاني من ضعف القدرات العملية والمعرفة المهنية، لكنه يعمل كل شيء لضمان رفاهيته هو وأسرته وأقاربه من السيارة والمنزل حتى الحساب البنكي، البعض منهم لديه تجربة إجرامية معينة يمكنه هو نفسه أخذ زمام المبادرة وأداء بعض الإجراءات لصالح الشخص الذي يدفع أكثر، جشع وتاجر بقضايا الوطن ومتحمس ومتعطش للسلطة.
يستخدم المنصب كفرصة للوصول السريع إلى الثراء من خلال تحويل صلاحياته أو وظيفته أو منصبه الحكومي إلى قيمة مادية، فالسلطة في اليمن غنيمة حرب والوصول إلى المنصب في الغالب غنيمة حزب أو صفقة سوداء أو محاصصة بضغط من جهات عليا فاسدة تتناسى أن الفساد بمثابة تهديد "للأمن القومي" وعلى قدم المساواة مع الإرهاب.
يجب أن يكون هذا البلد غنيًا جدًا، لكن هناك مجموعة فساد صغيرة غير وطنية وجاهلة ما زال القرش الأحمر والأخضر يلعب بعيونها، هذه المجموعة أصبحت قوية وغنية جدًا لدرجة أنها يمكن أن تأخذ البلد بأكمله كرهينة، وتعتبر هذه المجموعة من التحديات "المهددة" للبلاد بسبب تركيز القوة السياسية والاقتصادية في أيدي هذه المجموعة الصغيرة، مما قد يعيق فعالية جهود التنمية والتطور ومكافحة الفساد وغسيل الأموال والإرهاب على المدى الطويل.