خبير روسي: استقرار اليمن والبحرين والعراق يرتكز على العلاقة بين السعودية وإيران

> «الأيام» غرفة الأخبار:

> قال المحلل الروسي "فاليري كاليكوف" إن استقرار الشرق الأوسط والوضع في اليمن والبحرين وسوريا والعراق ولبنان يعتمد على مدى العلاقة بين إيران والسعودية.

وذكر المحلل الروسي، في مقال نشره بموقع "نيو إيسترن أوتلوك" أن الأدلة المسربة إلى وسائل الإعلام تشير إلى أن القادة الإيرانيين أعربوا مؤخرًا عن اهتمامهم بإعادة العلاقات الدبلوماسية مع السعودية، فيما كانت الرياض حريصة من جانبها على عدم اتخاذ أي خطوات متبادلة علنية تجاه طهران.

ومع ذلك، يرى "كاليكوف" ضرورة الانتباه إلى أن المقاطعة المتبادلة الكاملة من قبل البلدين انتهت، وأن قوى عديدة في البلدين على استعداد للمساعدة في بحث المصالحة وإمكانية استعادة العلاقات الدبلوماسية.

وأشار المحلل الروسي إلى أن العلاقات بين إيران والسعودية كانت دائما في أزمة، لا سيما منذ الثورة الإيرانية والإطاحة بالشاه في عام 1979، لافتا إلى أن تجاوز الخطوط التقليدية الفاصلة بين السنة والشيعة أدى إلى تجاوز التنافس بين البلدين في المجال الديني لفترة طويلة، ما أثر على السياسة والاقتصاد.

ورغم أن إيران والسعودية متخاصمتان، فمن الواضح تمامًا أنهما ليستا في حالة تسمح بتصعيد الصراع إلى مرحلة عسكرية، حسبما يرى "كاليكوف"، مشيرا في الوقت ذاته إلى أن "هناك قوى معينة في العالم تسعى إلى إثارة الصراع المسلح بين الدولتين".

وأوضح أن "إسرائيل والولايات المتحدة لديهما مصلحة واضحة في إضعاف طهران"، كما أن واشنطن سعت مؤخرًا بنشاط لبناء جبهة موحدة ضد السياسة السعودية بسبب رغبة المملكة في استقلال سياسيتها الخارجية، رغم كونها الحليف الأقرب للولايات المتحدة في الشرق الأوسط.

وقوبل استعداد الرياض للانضمام إلى مجموعة بريكس، ودعمها لقرار تكتل منظمة الدول المصدرة للبترول وحلفائها "أوبك+" بخفض إنتاج النفط بعداء خاص في البيت الأبيض، حيث هدد الرئيس "جو بايدن" السعوديين بـ"عواقب" لذلك.

ولذا يرى "كاليكوف" أن ممثلي طهران والرياض على دراية بأهمية تجنب تدخل "اللاعبين الخارجيين" في علاقتهما، وقد انخرطوا في سلسلة من الاجتماعات السرية في الأشهر الأخيرة لمناقشة قضايا الأمن الإقليمي، على وجه الخصوص، تطرقت الأطراف إلى الحرب في اليمن بين الحوثيين والتحالف العسكري المدعوم من السعودية.

وبالنسبة لروسيا، التي تتمتع بعلاقات ممتازة مع إيران والسعودية، فإن أي صراع في منطقة الشرق الأوسط غير مربح، لذلك أعلنت "موسكو مرارًا عن استعدادها للعب دور الوساطة، لتكون بمثابة منصة تفاوضية بين طهران والرياض واستكمال خطوات التقارب التي اتخذتها الدولتان بالفعل"، بحسب المحلل الروسي.

وهنا يشير "كاليكوف" إلى أن إيران والسعودية بذلتا جهودا في الآونة الأخيرة لاستئناف العلاقات الدبلوماسية وأجرتا سلسلة كاملة من المفاوضات، جرت معظمها في العراق، وأظهرا، باعتبارهما منتجين رئيسيين للنفط، اهتمامهما بتأمين تجارة الخام، وهو أمر مهم لاقتصاديات البلدين.

ويعود هذا التوجه في كلا البلدين، حسبما يرى "كاليكوف"، إلى الصعوبات المالية المتزايدة لديهما وسعي كل منهما لتعظيم الإيرادات الحالية من سوق النفط، على عكس سياسة واشنطن الرامية إلى إبقاء الأسعار منخفضة.

وطوال خريف 2022، تفاوض ممثلو إيران والسعودية عبر بغداد في محاولة لاستعادة العلاقات، وخففت الجولات القليلة الماضية من التوترات، حتى إن وزير الخارجية الإيراني "حسين أمير عبداللهيان" أشار في إحدى المقابلات التي أجراها إلى أن المفاوضات كانت تنتقل من المسائل الأمنية البحتة إلى المستوى السياسي.

وفي 19 ديسمبر الجاري، قال "عبداللهيان" إن طهران مستعدة لبناء الثقة والتعاون مع جيرانها بالخليج العربي في جميع المجالات للمساعدة في التخلص من "فكرة توفير الأمن من الخارج"، في إشارة واضحة إلى الوجود الأمريكي.

والتقى وزيرا الخارجية الإيراني والسعودي "حسين أمير عبداللهيان" و"فيصل بن فرحان آل سعود" في عمان في 21 ديسمبر على هامش مؤتمر بغداد الثاني للتعاون والشراكة.

وقال "عبداللهيان" إن "بن فرحان" أكد له استعداد الرياض لمواصلة الحوار مع طهران، وأكد أن المفاوضات مع السعودية ستستمر على نفس مسار الدبلوماسية الرسمية من أجل فتح سفارة البلدين والعودة إلى العلاقات الطبيعية.

ويؤكد "كاليكوف" أن اتفاقًا بين طهران والرياض سيفيد الشرق الأوسط من خلال تقليل احتمالية نشوب صراع بين دولتين رئيسيتين في المنطقة ويخلق بنية إقليمية جديدة "يصبح الوجود الأمريكي فيها أقل أهمية".

لكن من الواضح أن هكذا اتفاق غير مقبول لواشنطن، بحسب المحلل الروسي، الذي توقع أن تسعى الولايات المتحدة وإسرائيل لمنع التوصل إليه.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى