​بشارات الافتتاحيات

>
مع أن الإمارات العربية المتحدة ما صدر عنها رسميا عكس ما صدر عن صحيفة البيان حول اليمن، فبمجرد أن كتبت صحيفة البيان الإماراتية مقالا ثم سحبته فإذا بضجيجهم علا وأرعد وأزبد ولفقوا التغريدات من قيادات انتقالية أنها حذّرت وجعلوه نهاية لمشروع الجنوب ونصرا لثوابتهم وأنها مع الوحدة والديموقراطية والمبادرة والثوابت والمرجعيات وغيرها من "الخرط" الذي لا جديد فيه بل تردده الأمم المتحدة في تقاريرها ودول العالم في تصريحاتها وعمليا "تعطي الإشارة يمين وتلف شمال"، فالمرجعيات ليست كلاما بل واقع على الأرض فآخر ما دُفِن منها الرئيس المنتخب، فالحق الإلهي دفن ثوابتهم وجمهوريتهم ووحدتهم وديموقراطيتهم وله علاقات دولية ومسارات تفاوضية مع التحالف تتجاوز تغريداتهم ولن يتنازل عن حقه في جغرافيته طالما ما هتكوا حدود "طربال" وبقية قواتهم تعتلف في المخا ولا ند للحق الإلهي إلا الجنوب أما ضجيج الفضاء الإليكتروني ما حرر ولن يحرر شبرا.

شارك في الحملة موتورون جنوبيون إما لخلاف مع الانتقالي أو بمقاولة ضد مشروع الجنوب وكذا تعليقات حريصة تردد: قد قلنا وقد حذرنا، فلا يدركون البون الشاسع بين القول ومفردات المباشرة السياسية وما فيها من محاذير وعقبات واعتراضات "لا تعطي المدّعي الذي يريده" والانتقالي في مساره السياسي ينطلق من حقيقة أن الدول ليست "ملجأ للرعاية الاجتماعية"، بل مصالح والتحالف دول لها مصالحها ليست تغريدات ولا ملاسنات في الفضاء الإليكتروني، ولديه أيضا مصالح يعلمون تأثيرها سلبا وإيجابا، ولو أن تغريدة أو مقال ستلغي الانتقالي فلا حاجة للجنوب به.

إنهاء الانقلاب وتنفيذ المبادرة الخليجية وبقية النمطية المدفونة تريد رجال خنادق وليس تغريدات فنادق، فلو أن العالم يضع قيمة للتغريد لحرر بها المغردون صنعاء في العام الأول من عاصفة الحزم، لكن للعالم معايير جغرافيا انسحبوا فيها تكتيكيا، فأصبحوا يتمسكون حتى برأي صحفي أو تسريب صحفي أو تغريدة ويجعلونها نصرا لثوابتهم وديموقراطيتهم فيغردون كلما قرأوا مقالا لكاتب بأن الثوابت والديموقراطية الخيار والحل لإنهاء الانقلاب ولمنع الجنوب من استقلاله.

الديموقراطية منتج غربي في سياق مجتمعي مختلف ليس سوقه اليمن، ففي بلاد "الخبرة" اتحد معهم الجنوب بشعار الوحدة والديموقراطية والتعددية وبدأوا بقتل كوادره من الشهر الأول ثم كفروه وغزوه مع وجود "هلامية الديموقراطية العصبوية" التي ما ساوت ديموقراطيتها مواطنة "الخامسي" بالمهمش، ولا ساوت الرعوي الشافعي بالقبيلي العصبوي، فالكلام عنها هذيان وتسويق لبضاعة "بوار" مثلها مثل بقية الثوابت التي يجترونها وستنظم إيقاعها مستقبلا، جغرافيتها سلطة الأمر الواقع والحق الإلهي وليس تغريدات الفنادق كما نظّمت العصبوية ديموقراطيتها التي انتهت بغزو الجنوب.

ترك نخب الشمال للنزعة الاستحواذية التوسعية تجاه الجنوب أول خطوات إنهاء الحرب والسلام بين الشعبين والقضاء على الانقلاب وهزيمة المشروع الإيراني، فلا مغرد من عكاظ السعودية ولا كاتب من البيان الإماراتية ستحسم الصراع، بل سيظل يضطرم وسيبقى جغرافيا والشعب ينزف وعرضة لتدخلات وأجندات متقاطعة ولن يتوقف نزيفه أو يوقفه من كان إلا أن يفهموا حقهم ويتركوا حقوق الآخرين.

إن كثرة الهجوم على الانتقالي من اليمنيين أو من الحراكيين في الجوار أو من جنوبيين ضمن الجوقة تؤكد أنه الكيان الأقوى في حرصه على قضية الجنوب والأكثر تأثيرا فيه، ولن تتم أي ترتيبات إلا بما يتلاءم مع مشروعه لأنه باسط على الأرض ولديه أذرع يعمل بها.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى