ورقة الجنوب

> انفرط عقد عفاش الجهوي ولم يعد بمقدورهم إحياءه نظرا لحجم التقاطعات العاصفة بين طرفيه وتطلعاتها التي كانت فكرة التوريث قد أصابتها بمقتل، بعد ذلك لم يجد عفاش سبيلا لإعادة الأمور إلى سابق عهدها، لكنه ظل يمتلك الأمل من خلال ترسانته العسكرية المرعبة التي عمل عليها لعدة عقود تحسبا لما يمكن أن يواجه من تحديات داخلية وعواصف جنوبية تزعزع مداميك حكمه المفتقر لكل عوامل القوة الحقيقية التي لا يمكن أن تستمد إلا من قاعدة العدل التي لم تكن من صفات عقوده التي تميزت بالظلم والقمع الوحشي والحروب.

حين باغتته عاصفة الحزم بمقتل أدرك عمق حالة الوهن الذي آل إليه وضعه وتبخرت هواجس التوريث لديه، لكنه لجأ إلى استخدام ورقة الجنوب من منظور ما تشكل لديه من قاعدة شعبية ولم تخلُ كل خطاباته بعد أن أقصي من سدة الرئاسة من استخدام تلك القضية في كل خطاباته المقترنة بمسمى الزعيم.

على اعتبار أنه ما زال من منظور حزبه مع مرور الوقت، أدرك الرجل أن سبله لم تعد آمنة لاستعادة مجده، ما جعله شبه فاقد للصواب في الكثير من خطواته فكان قد لجأ إلى أعداء الأمس كي يستخدمهم جسرا لتحقيق ما عجز عنه بعد أن فقد مكامن قوته، إلا أن الأمور لم تمضِ هذه المرة كما ينبغي، فوقع في شراك تحالفه العجيب وانتهت فصول عهده غير المأسوف عليها حتى من قبل أجهزته الأمنية والعسكرية التي سهل اختراقها من قبل الحوثيين بكل جدارة، وعلى الطرف الآخر تجسده صورة الطرف الآخر الذي ظل يمثل جانب الثنائية المرعبة المكملة لحكم صالح يترقب تطورات المشهد على أمل أن يقتنص بارقة أمل في تحقيق تطلعاته الموءودة ولكن بأقل الخسائر وأقل درجات المغامرة، والأحداث أظهرت حجم تناقصات لم تكن في نطاق تحسباته، فظل منزويا بعيدا عن ساحات المعارك يتصيد اللحظة التي بينت الأيام أنها لن تأتيه فلم يجد بدا من إعادة تكرار خطأ سلفه عفاش، فلجأ إلى ورقة الجنوب كي تمنح قواه الخائرة زخما وربما شعبية، وبمرور الوقت أخذت حساباته تتناقص وجعله الحال يلجأ إلى أمر خياراته في التعاطي مع أعداء الأمس وإن لم يكن بصورة مباشرة.

هل يعاد تكرار نفس فصول المأساة على مسرح العبث اليمني؟ ذلك ما يمكن أن يتكشف في الأيام القليلة القادمة من معطيات واقع ليس في مؤشراته ما يوحي بالواقعية وأخذ العبر من الماضي.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى