كتاب جديد يحكي تجارب الجنود الإماراتيين في معركة تحرير عدن

> أبوظبي «الأيام» إرم نيوز:

> عملت على مدار الساعة في ظل ظروف مروعة لإبقاء خطوط الإمداد مفتوحة
> في كتابه "25 يوما إلى عدن"، الذي سيصدر هذا الشهر باللغة العربية والإنجليزية يروي المتخصص في شؤون الخليج العسكرية والأمنية "مايكال نايتس" قصصا عن التجربة العسكرية التي خاضتها القوات الإماراتية لتحرير مدينة عدن الساحلية، على لسان الجنود والبحارة والطيارين أنفسهم.

ويقول نايتس في مقال نشره في صحيفة "ذا ناشيونال": "في الأيام الأولى للحرب، هبت الإمارات لمساعدة مقاتلي المقاومة اليمنية في السيطرة على مدينة عدن الساحلية الجنوبية، التي تتمتع بموقع استراتيجي على المحيط الهندي، وفيها ميناء كان من أكثر موانئ العالم ازدحاما لعقود".

وأضاف: "في حال تمكن الحوثيون من السيطرة على عدن، فسيصبحون قادرين على خنق نقطة بحرية تسيطر على 20 % من حركة النفط العالمية".

سنوات من البحث

أكد نايتس أن كتابه الذي سيطرح الشهر الجاري، استغرق أكثر من 5 سنوات من البحث الدقيق والتحقق، بهدف فهم المعركة، مشيرا إلى أنه توجب عليه التحدث مع العديد من المشاركين للتعرف على الأحداث التي لم تصل إلى السجلات الرسمية، كما اطلع على سجلات متنوعة للعثور على أحداث طواها النسيان.


وأشار إلى أنه أجرى دراسة لخريطة التضاريس، ومن ثم رآها على أرض الواقع في عدن، وهذا ما جعله يشدد على أهمية تواجد المرء على الأرض لتقدير تضاريس أقدم أجزاء عدن المحاطة بمنحدرات شاهقة.

"عملت القوات البحرية والجوية لدولة الإمارات العربية المتحدة على مدار الساعة وفي ظل ظروف مروعة، كل هذا بهدف إبقاء خطوط الإمداد مفتوحة".

وقال نايتس: "فقط من خلال التحرك ذهابا وإيابا على طول الجسر المكشوف الذي يقودك إلى مطار عدن الدولي يمكنك تقدير أهمية المركبات المدرعة الإماراتية في الدفاع عن المطار أمام النيران الحوثية".

وبين "نايتس" أنه أجرى مقابلات مع المقاتلين اليمنيين وأفراد من القوات الخاصة الإماراتية الذين تم إدخالهم سرا بالجيب الدفاعي في عدن، مشددا على أن معركة عدن هي قصة شراكة بين اليمنيين والإماراتيين الذي صمدوا وعززوا المنطقة الدفاعية بجنود قواتهم الخاصة ومدفعية القوات البرية، وأخيرا شنوا هجوما مفاجئا حطم الحوثيين وأخرجهم من عدن.

وقال "نايتس": "عملت القوات البحرية والجوية لدولة الإمارات العربية المتحدة على مدار الساعة وفي ظل ظروف مروعة، كل هذا بهدف إبقاء خطوط الإمداد مفتوحة، كما واصلوا القصف الدقيق والثقيل على العدو، لقد كان جهدا جماعيا حقيقيا، فالأمة بأكملها اتجهت نحو هدف واحد لمساعدة اليمنيين في تحرير عدن".

وأكد نايتس أنه من غير المعتاد السماح للغرباء التحدث مع العسكريين الإماراتيين حول خدمتهم، لكن وأثناء إعداد بحثه، سُمح له بقضاء مئات الساعات مع الجنود في إجراء مقابلات، كما عاش جنبا إلى جنب مع أفراد الجيش الإماراتي.

"تدربت القوات الإماراتية إلى جانب أفضل الجيوش الغربية، كما أنهم ينعمون بفهم أفضل للثقافة المحلية في اليمن، وتجمعهم علاقة ممتازة بقوات المقاومة اليمنية".

وفي كثير من الأحيان، قال نايتس إنه جمع قصص العسكريين أثناء تواجدهم في جبهات القتال، بينما خصص آخرون أمسياتهم وأوقات فراغهم لإعادة سرد قصة عدن له من وجهة نظرهم.

وأضاف، أنه وفي أوقات أخرى ذهب لزيارة العسكريين وعائلاتهم في الإمارات، قائلا: "يبدو ان إحياء الصراع يساعد الجنود على معالجة أفكارهم ومشاعرهم التي دفنت منذ عام 2015 ".

ونوه نايتس إلى أن أكثر ما لفته كان "جدية ونضج" الجنود الإماراتيين، الذين كرهوا الموت والبؤس الذي تسببه الحرب، على عكس المحاربين الآخرين الذين يبتهجون بالآثار المدمرة التي تتركها الحروب.

وتابع: "مع ذلك كانت القوات الإماراتية بلا شك جيدة أيضًا في الحرب الحديثة فقد تدربت إلى جانب أفضل الجيوش الغربية، كما أنهم ينعمون بفهم أفضل للثقافة المحلية في اليمن، وتجمعهم علاقة ممتازة بقوات المقاومة اليمنية".

وفي نهاية المقال، ذكر نايتس تجربة جندي إماراتي كان يبلغ من العمر آنذاك 27 عاما، قال له: "بعد هذه الحرب الحقيقية، تغيرت عقليتي بالكامل، لقد نشأت في هذا البلد بمستويات معيشة جيدة وتعليم جيد، ثم أصبحت فجأة في منطقة حرب، بعيدا عن عائلتي وأولادي وأصدقائي، شعرت بالوحدة وتعلمت أن أقدر حياتي، رأيت الفقر والمعاناة في اليمن، هذا ما جعلني أعرف قيمة حماية وطننا".

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى