على طريق عقد مؤتمرنا النقابي

> كانت ومازالت معاناتنا كصحفيين وإعلاميين بالغة بل شديدة القسوة من حيث الإلغاء والتهميش والقهر، عقود نلنا فيها حظًا وافرًا من التغييب والتدمير اللذان طالا مرافقنا ومؤسساتنا التي تحولت مبانيها إلى أطلال لم تسلم مؤسسات القطاع الخاص من ذلك أيضا جرى ذلك وسط صمت مطلق من قبل الكيانات التي ينبغي أن تعبر عنا، إلا أن ذلك لم يحدث مطلقا، هكذا انفرط عقد أسرتنا الصحفية والإعلامية بل هكذا ثوى السأم في مواطن الحُسن التي كنا نعتد بنمط الحياة والإبداع التي تميزها فجأة خبا وهجها لندخل معها في أتون معاناة لا حدود لها، غيبت معها يد المنون وجوها كثيرة وهي في مقتبل العمر هامات جرى تناسيها واسما ارتبطت بالعطا تم تجاهلها مرافق ومؤسسات تطالعك خرائب أطلالها التي تعبر عن قسوة ما جرى ويجري.

ليس مبنى تلفزيون عدن إلا نموذجا وهكذا الحال في مؤسساتنا الصحفية والإعلامية، بل لم تسلم حتى مؤسسات القطاع الخاص من الظلم وما صحيفة "الأيام" إلا نموذجا من خلال ما تعرضت له من اقتحام وترويع.

هكذا هي صورة الماضي المؤسف، فهل شهد الحال واقعة واحدة تعبر عن إدانة لما جرى؟

قطعا لم نجد حتى حالة تعاطف من قبل من يفترض أن يمثلون مؤسسات تدافع عن الحريات.

وسط ما كان لم نجد بدا من البحث عن سبل تجعل لنا تمثيلا يدافع عن حقوقنا وحرياتنا فكانت الخطوة باتجاه خلق كيان نقابي صحفي إعلامي يمثل هذا المجموع خطوة - لاشك- مسبوقة بإرهاصات كثيرة وصولا إلى تشكيل لجنة تحضيرية استكملت اللقاءات التشاورية في عموم محافظاتنا بنجاح كبير ما جعلنا على أعتاب عقد مؤتمرنا العام الذي نأمل أن يشكل تحولا في مشهد معاناتنا.

ويحضرني هنا ملخص ما قاله الدكتور عبدالله الحو رئيس اللجنة التحضيرية للمؤتمر ، في اللقاء التشاوري م/عدن "أن الغاية من عقد المؤتمر هي تحقيق تطلعات كافة زملاء المهنة بعيدا عن الإقصاء آخذين في الاعتبار بكل ما تطرح من ملاحظات، مؤكدا أن بعض القضايا المطروحة تأتي معالجتها في نطاق الإطار النقابي الذي يتلخص عن أعمال المؤتمر.

وأحب هنا أن أشير لبعض تساؤلات الزملاء التي هي من باب الحرص على النجاح لاشك بالقول "لا تخلو خطوة بهذا الحجم من صعوبات ونواقص، إلا أن مستوى النجاح كان لافتا، يمكنكم قراءته من حجم حضور اللقاءات التشاورية، التي جمعت وجوها من هاماتنا الإعلامية التي عبرت عن سعادتها بذلك.

ما يدعونا للتفاؤل غايتنا المتمثلة بخلق كيان يعبر عن معاناتنا ويدافع عن حقوقنا ولا يمكن تلخيص معطى ذلك سلفا، لأننا في هذه الحال لا يمكن أن نخطو باتجاه غايتنا الأساسية ولنا في تجارب الماضي عبره، وعلينا أن نحسن الظن تجاه بعضنا كي نتجاوز عقبات كثيرة كانت حائلا عن تحقيق إرادتنا كصحفيين وإعلاميين عشنا عقودا تحت طائل المعاناة والألم.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى