مع ذكرى التصالح والتسامح الجنوبي

> تهل علينا ذكرى يوم ‏13 يناير 2006م انبرت لها محاولة شعبية صادقة لبلسمة آثار صراعات كانت ذروتها في ذلك اليوم من أعوام سابقة استغلها الاحتلال تفتيتا وتشتيتا واستثمروها على طريقة أبشع من طريقة "فرق تسد" وكان لجمعية ردفان شرف احتضان ذلك اليوم الذي اهتز الجنوب له وردد:

إذا احتربت يوما وسالت دماؤها

تذكرت القربى فسالت دموعها

وهو ما جعل الطاغية يرد حين سُئل عن انزعاجه من ذلك التسامح والتصالح الجنوبي: يتصالحون ويتسامحون ضد من؟

وانطلق ذلك المبدأ السامي ثورة سلمية جنوبية أسمعت صوتها العالم ومنه تعاضدت مقاومة جنوبية حين خارت واستسلمت مقاومات أكثر منها عدّة وعددا.

التسامح والتصالح قيم إنسانية راقية وهي من أسس انطلاق الشعوب وبلسمة ماضيها الذي لا يخلو من أخطاء، بل من دماء أوجبت التسامح والتصالح ولا يقف ويكدّر هذا المبدأ الديني والإنساني إلا عدو يهمه أن تظل الصراعات والجراحات قائمة ينكأ جروحها لمصالحه وأهدافه، والتصالح والتسامح لا يقتصر على التداعيات السياسية، بل يجب أن يكون أساسا لنبذ الخطاب المناطقي والجهوي الذي لا يستند على مشروع، بل اجترار لحالات فشل شخصية أكثر مما هي حالة يعانيها المجتمع.

التسامح والتصالح عبور للمستقبل في الثقافة، والسلوك في البناء عظة الماضي لبناء المستقبل، انطلق التسامح والتصالح الجنوبي لتوحيد الصف الجنوبي لمواجهة تعسف الشمال وسيحقق ذروته في معالجة أحقاد الماضي، وعبور المستقبل تكامل مع مبدأ "جبر الضرر"، فرسم مستقبل الجنوب العربي يجب أن يشترك فيه الجنوبيون كلهم إلا من أبى في جغرافيا الوطن ولو كانت الشراكة قائمة لما كان هنالك من داعٍ للحوار، لكن الحوار يجب أن يصل إلى المختلف وضمان حقوقه وحريته، أما المتفق فإن الحوار معه على قاعدة ضمان موقعه، فإذا لم يسر الحوار على قاعدة جبر الضرر فهو مجرد مجابرة مجالس وضياع وقت وجهد.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى