جمهورية صافر

> هذا الغرب بجبروته الذي تقوده أمريكا عجز أن يقنع الحوثي لتفريغ (إس، إف، أو) خزان النفط العائم "صافر".

الغرب الذي يجابه روسيا بكل ترسانته الحربية في أوكرانيا صار يعوز لكلمة "مرحبا" من السيد عبد الملك ليفتح له طريقاً إلى الناقلة في البحر الأحمر.

هل جماعة الحوثي قوة عظمى عندما تشترط بهذه الجسارة بيع النفط المتواجد في الخزان لصالحها، بينما تحتار هيئة الأمم وتصمت؟ أم أن الأمم المتحدة تبتز التحالف والمجتمع الدولي لشحت مزيد من الأموال كما يفعل الحوثي معها حين يهدد بكارثة بيئية كبرى؟

لقد صارت اليمن بعد 8 سنوات من الحرب مثل قنبلة "صافر" في رأس عيسى.

نرى هيئة الأمم تنشط لتجديد الهدنة ووقف الحرب ثم تعجز عن وقف الانفجار الكبير في عرض البحر الذي تقول إنه سوف يكلّف 20 مليار دولار حال حدوثه، أما حكومة الشرعية التي يسميها البعض "حكومة المفوضية" فحدِّث ولا حرج، سوف تمرض من ديبلوماسية نيويورك، ويذكّرنا حديث الأمم المتحدة عن بيع نفط الناقلة وتوزيع إيراداته على الشرعية والحوثي بالحذق الديبلوماسي المعهود الذي ينشد الوسطية لإرضاء جميع الأطراف.

بحسب جريدة "العرب" اللندنية، فإن الحكومة الشرعية ترفض بشدة بيع النفط المتواجد في الناقلة لصالح الحوثي، ما جعل أزمة الخزان مستمرة منذ 2015م، أما الجنوب الذي يريد له خصومه أن يمرض مثلهم، فإنه يضحك من لعبة صافر، وديبلوماسية الوسط، والبيع والشراء في سوق الملح، ولُجَج البحر، وهو الذي كان دولة سجّل في تاريخه السياسي ديبلوماسية قوية فرضت علاقات صداقة كانت أنموذجاً في الصدق والصدع بالحقيقة بلا تزلُّف أو مواربة، وليس كهؤلاء الذين "يشطُّهم الغرب ويمطُّهم" من أجل خزّان نفط عائم في جمهورية صافر.

لنفرض أن هيئة الأمم تعد لمائدة حوار مفتوحة بين الحوثي والشرعية، وأن مشكلة الناقلة ستكون محل نقاش على الطاولة، وربما في لحظة تقارب عاطفية يصل الطرفان لوفاق بخصوص وقف الحرب ومنع الخزّان من الانفجار، لكن لربما انفجر لا سمح الله قبل أن يتصافح المتخاصمون.

ولأن الغرب مولع بديبلوماسية الوسط، فإن الديبلوماسية قد تقود رشاد العليمي ومهدي المشاط إلى غرفتين في القصر الرئاسي بصنعاء لحكم الجمهورية الجديدة، وقد قيل "خير الأمور أوسطها".

نحن نأمل بحل لمشكلة البلد الذي أنهكته الحرب، لكن يبدو أحيانًا في سياسة فن الممكن، أن الرؤى قد تتقارب بين المتحاربين، وتصفو النفوس مما علق بها من أحقاد وضغائن، وأحياناً يحكي لنا واقع الحال قصة ذلك الرجل الذي دخل على حمار من سردان فصَهَر بطنَهُ فمات.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى