ساحة دروع وعسكر

> هكذا تنوعت تشكيلات الدروع العسكرية لدينا وهي في حالة استمرارية في ظل أفق سياسي ليس فيه مؤشرات للانفراجة فهل مثل تلك الألوية والتشكيلات هي السبيل إلى الحل وأيهما التشكيل الذي نطمأن له من كل تلك الأطياف المتنوعة التي تعبر بمجموعها من أنها درع أمان للوطن وهل كل تشكيل يأتي على أنقاض من سبقه ثم أننا على مر التاريخ لا نرى ولا نجني من هذا التنوع في المعسكرات ما يحقق الأمن والاستقرار ويدعم مضي الجهود السياسية باتجاه الوصول إلى تفاهمات مرضية وبطرق سلمية.

حشود وأرتال الجند الغير متجانسة لا يمكنها إلا أن تأتي بنتائج متناقضة ذلك ما نخشاه خصوصا وهذا التنوع العسكري يستمد الدعم من أطراف مختلفة ما يجعلك مرشح لساحة صراع جديدة ما يؤكد أن كافة التطمينات بشأنها لم تكن واقعية إلا إذا مارسنا نمط من مغالطة الذات أو أخدنا الأمر بحسن نية وهي لا تكون مطلقا أمام مشهد يتشكل عسكريا فيه الكثير من الضبابية والغموض وربما التناقض.

فهل نحن على أعتاب فصول جديدة من الصراع بعد كل ما جرى على مدى سنوات مضت؟ ذلك ما تشير إليه كافة المعطيات فحالة التباين على الصعيد السياسي يمكنك أن تقرأها من معطى تشكيلات عسكرية مستجدة تحمل في طيها عوامل عدم التوافق وغياب الرؤية الواقعية للحلول وضع يتجاوز الجنوب الذي يفترض أن يكون على مقربه من تحقيق استحقاقات سياسية تعكس إرادة شعبه لا أن نكون أمام مشهد تلك الثكنات والتشكيلات العسكرية المستفزة والتطمينات التي تستغفل مفهومنا.

ما يجري دون شك يعبر عن تناقضات صارخة وحالة إمعان غير محسوبة نتائجها على المدى القريب من حيث إنها تزيد الوضع تداعبا خصوصا وهي تأتي في الوقت الذي يتطلع فيه أبناء الجنوب إلى مسارات سياسية تنهي معاناة ومآسي عقود خلت، ناهيك عن وضع اقتصادي غاية في التردي فهل تشكل كل تلك التشكيلات العسكرية تمهيدا للحلول أم أنها عقبة جديدة تضاعف من معاناتنا؟

التناقض في مشهد التكوينات العسكرية لا يوحي بحس النوايا حتى مع ما تعطى التشكيلات من مسميات تأخذ بالبعد المناطقي ونحو ذلك. تعدد التشكيلات العسكرية وتنوعها لا يمكن إلا أن يعبر عن مستويات متعارضة على صعيد المصالح والأهداف ما جعل خيار التحسبات يأخذ هذا المنحى، إنها وبحق فصول مأساتنا التي لم تشارف بعد على الانتهاء.

خاص بـ "الأيام"

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى