زيارة الرئيس الجزائري إلى روسيا.. ما الرسائل والاتفاقيات المرتقب توقيعها؟

> "الأيام" سبوتنيك

>
​اتفاقيات عدة يرتقب توقيعها بين الجزائر وروسيا، خلال زيارة الرئيس الجزائري، عبد المجيد تبون، إلى موسكو في شهر مايو ‏المقبل، بما يعزز الشراكة الاستراتيجية بين البلدين.

برلمانيون جزائريون قالوا لـ"سبوتنيك" إن العلاقات مع روسيا من الممكن أن تنتقل إلى مجالات تعاون أوسع يشمل قطاعات عدة، وأن الجزائر تتحرك وفق منطق مصلحتها وسيادتها، مع الحفاظ على الالتزامات والعلاقات التاريخية مع موسكو.

ويتوقع البرلمانيون أن توقع الجزائر العديد من الاتفاقيات، بما فيها اتفاق "شراكة استراتيجية" يشمل العديد من المجالات والقطاعات، ولا يقتصر على الجانب العسكري والتسليح.

واتفق الرئيس الجزائري، عبد المجيد تبون، خلال اتصال هاتفي مع نظيره الروسي، فلاديمير بوتين، على زيارة موسكو في شهر مايو المقبل، حسب الرئاسة الجزائرية.

وفي يونيو/ حزيران 2022، قال وزير الصناعة الجزائري، أحمد زغدار، إن بلاده تسعى لجذب رجال الأعمال الروس، نظرا لما تتمتع به بلاده من تسهيلات وحوافز خاصة، بعد صدور قانون الاستثمار الجديد الذي تم التصديق عليه الشهر الماضي، واصفا العلاقات مع روسيا بـ"التاريخية"، وأعرب عن رغبة الجزائر في تطويرها في المجال الصناعي.

جاء ذلك على هامش مشاركة الوزير الجزائري في منتدى بطرسبورغ الاقتصادي الدولي، الذي انطلقت نسخته الـ25 في الفترة من 15 إلى 18 يونيو الماضي، بحضور أكثر من 13500 شخصية من 141 منطقة ودولة في العالم.
وتستعد الجزائر للانضمام لتجمع "بريكس"، في خطوة تحقق استفادة كبرى للجزائر، بحسب الخبراء في الشأن الاقتصادي، وتعزز من التعاون بين الدول الأعضاء والجزائر.

وفي الفترة الأخيرة، سعت الدول الغربية للتشويش على العلاقات بين الدول العربية وروسيا، لكن عدم استجابة هذه الدول وتّر العلاقة بين بعض العواصم العربية والغرب، فيما أشار برلمانيون جزائريون إلى أن الجزائر تتعامل من منطلق السيادة دون الرضوخ لأي ضغوط وأنها تتعامل مع الغرب بندية.
في الإطار، قال البرلماني الجزائري، علي ربيج، إن "العلاقات بين البلدين ستخرج عن الإطار التقليدي "العسكري" إلى مجالات أخرى".

وأضاف في حديثه لـ"سبوتنيك" أن "قطاع الطاقة من أهم المجالات التي يعول عليها خاصة بين الشركات الروسية والجزائرية، خاصة بشأن الاستثمارات في أفريقيا".
ولفت إلى أن "العديد من المجالات التكنولوجية هي محل اهتمام من الجزائر، خاصة في ظل العلاقة التاريخية والاستراتيجية بين البلدين".

وحسب البرلماني الجزائري "رغم العلاقات التاريخية بين روسيا والجزائر، لكن الأخيرة حريصة على التزاماتها مع الدول الأوروبية، خاصة في ظل القنوات التي تربط الجزائر مع الشركاء".

تحركات أوروبية قامت بها العديد من الدول للضغط على الجزائر لإبعادها عن روسيا، وهو ما يوضحه ربيج بأن "بلاده لا يمكنها أن تعوض الغاز الروسي، وأن العلاقة بين بلاده وأوروبا هي في مستوى الشراكة الاقتصادية ولم تصل لمستوى الشراكة الاستراتيجية".
وشدد على أن "العلاقات بين البلدين لا تتأثر بأي شراكة اقتصادية مع الدول الأوروبية، خاصة أن العلاقات بين البلدين تاريخية وعميقة بدرجة كبيرة".

واتفق البرلماني الجزائري بشأن ممارسات بعض الدول الغربية، في إطار السعي للتشويش على العلاقات بين الجزائر وروسيا، وأن بلاده لا يمكن أن تتأثر بأي محاولات أو مواقف.
وأشار إلى أن "زيارة الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون المرتقبة لموسكو قد تكون فرصة للتوقيع على اتفاق "التحالف الاستراتيجي" ووضع الأسس له".
  • ثاني شريك تجاري
تعتبر الجزائر ثاني شريك تجاري لروسيا في القارة الأفريقية، بحجم مبادلات قارب 3 مليارات دولار في 2021.
  • رسائل الزيارة
من ناحيته، قال الأكاديمي الجزائري رمضان بوهيدل، إن "العلاقات بين البلدين ممتدة وهناك تعاون على كافة المستويات بين البلدين".
وأضاف في حديثه لـ"سبوتنيك" أن "زيارة الرئيس الجزائري إلى روسيا تحمل رسائل عدة للعالم بما فيها الغرب والدول العربية، وتؤكد أن الجزار تتحرك من منطلق المصلحة".
  • مصالح مشتركة
ولفت إلى أن "المصالح المشتركة بين البلدين تفرض استمرارية التعاون والتنسيق بين البلدين، وأن المصالح الروسية في أفريقيا تتطلب استمرار التعاون مع الجزائر رغم العلاقة التاريخية بين البلدين".
وأشار إلى أن "هناك اتفاقيات سيتم توقيعها في المجال العسكري ومجالات عدة أخرى، منها التكنولوجيا، وأن هناك رغبة في استفادة الجزائر من التكنولوجية الروسية، والتقنيات الحديثة في التنقيب عن الغاز والمناجم".
  • الانضمام لـ"بريكس"
وفي وقت سابق، صرح وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، يوم الأربعاء الماضي، أن الجزائر من بين أبرز الدول المتنافسة على الانضمام إلى مجموعة "بريكس".

وقال لافروف في مقابلة مع قناة "آر تي": "لقد وردت بالفعل طلبات رسمية للعضوية من دول عدة، يتجاوز عدد هذه الطلبات العدد الأصلي لأعضاء بريكس- أكثر من خمسة".

وتابع لافروف: "الجزائر من بين هذه البلدان، في الأحداث الأخيرة لمجموعة الدول الخمس (دول بريكس) التي عقدت هذا العام برئاسة الصين، اتفقنا على الحاجة إلى تطوير نهج مشترك لمثل هذه النداءات، كخطوة أولى، سنتفق على المعايير والشروط لقبول أعضاء جدد في مجموعتنا، والجزائر بكل صفاتها من بين أبرز المنافسين".

وفي تصريحات لـ"سبوتنيك"، قال عضو لجنة الاقتصاد والتخطيط في البرلمان الجزائري بريش عبد القادر، إن الاتصال الأخير بين الرئيس الجزائري، عبد المجيد تبون، ونظيره الروسي، فلاديمير بوتين، يأتي في إطار استمرار التنسيق بين البلدين.
ولفت إلى أن الجزائر شريك استراتيجي موثوق لأوروبا في مجال الطاقة وخاصة الغاز.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى