من الوحدة إلى الجنوب الفهم.. الإدراك.. الاستيعاب

> كانت الفكرة السائدة منذ اتفاق الوحدة بين شمال و جنوب تقوم لدى قوى و نخب الشمال بأن الفرع عاد للأصل، لذلك لم تأت الوحدة اليمنية على طبق من الذهب إلى الجنوب حتى يتم الاتفاق عليها، بل الأكيد أن الجنوب في ظل حكم شمولي سابق هو من هرول إليها، استفاد
الشمال بحكمه الشمولي الجهوي و القبلي من تلك الوحدة التي طرأت كضرورة حتمية عندما اخترق الضعف كل مقومات الدولة ومفاصلها في الجنوب وأيضا استفادت أطراف جماعات أو فرادى من هذا التغيير الذي طرأ، والحق يقال أنها لم تكن سوى شعارات حملها قادة الحزبين الحاكمين في النظامين ولم تكن سوى نتيجة حتمية لتلك الشعارات التي(أساءت) قبل كل ذلك للشعبين في الشمال و الجنوب، وعليه، كانت الوحدة كمفهوم تحمل من المعاني والقيم والأخوة الإنسانية وليس (انصهار) الهوية والثقافة والعادات بحيث تقوم بإلغاء الآخر من الإنسانية، حين كان كذلك، أدرك أحد الشعبين أنهم وقعوا في (فخ) المفهوم الذي أفرغ من محتواه كمفهوم فاستبدل نظام بآخر بل وعمد إلى تجريد الكل لصالح البعض من الجانب الآخر، بقصد فرض وحدته التي يراها هو بطريقته و عقليته، هنا بدأ استيعاب الجنوبيين للضرر الذي لحق بهم بل ولم يتم تحقيق مطالبهم أو إصلاح الضرر مع تكاثر التراكمات وتزايد أعداد الأخطاء التي لا يجبر فيها الضرر بل تحتاج إلى بتر العضو المتسبب بالضرر لاستدامة الحياة، لذلك، لم يقدم الجنوبيون على افتعال حراك سياسي بمعنى الافتعال لتحقيق مطالب رغم أحقية الجنوب لاتخاذ مثل هذا الفعل، ما تم هو الإساءة لكل الجنوب أرضا وإنسانا تعرض فيه هذا الحراك الشعبي للتحريض و محاولات شراء الذمم كيلا يستطيع إبراز قضيته التي أضحت اليوم لها مركز سياسي وثقل بلا شك هو يؤثر على مصالح الطرف الذي أساء للشراكة المقنعة والتي لم تعد في حسبان الجنوبيين، نحن اليوم أمام مفترق طرق حقيقي إما أن يؤكد أن الحقيقة ثابتة على الأرض أو أن للعدالة وجوه كثيرة ، فالاحتمال و الصبر إن جاوزا حدودهما تحولا الى أداة قاتلة غير مضمونة النتائج.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى