​موقف واحد.. .تعددت أقلام صياغته

> لم يعتذر العليمي في بيانه الأخير عما جاء في مقابلته، بل أعاد كتابتها بقلم آخر وصياغة أخرى، للالتفاف على تصريحاته، ولتهدئة ردة الفعل التي أثارتها وتثيرها مقابلته للشرق الأوسط وقد حدد الانتقالي موقفه الرافض لمضامينها ببيان لغته السياسية هادئة غير تصادمية احتراما للتعهدات التي رعاها الإقليم والمؤكد أنه اختار القنوات السياسية للتحالف لمناقشة خروجها عما اُتفِق عليه وعلى ما أحدثته من تداعيات وقد يكون البيان الرئاسي جاء لمحاصرة تداعيانها لكنه بيان يؤكد لسان حاله :
اقبلوا الإساءة لقضيتكم واصمتوا لا تسيئوا لنا فإن الإساءة لنا هي إساءة للتحالف!!

اقبلوا أن نسيء لكم، لكن لا تسيئوا لنا، وربط البيان موقفه بأن الإساءة له هي إساءة للتحالف كما فعل في المقابلة بمدح التحالف لكي يحافظ على علاقة مودة معهم وبالذات المملكة لاستمرار الدعم الشخصي له ولسياسته التي تقوم على صون الشمال على حساب الجنوب وقضيته فإنه في بيانه جعل رد الفعل المسيئة له إساءه للحلفاء وهذا خبث فالإساءة توجهت له وليست للتحالف، لا كدول مجتمعة ولا كدول منفردة.

لن يزايد أحد على التحالف العربي وأنهم قدموا الدماء والأموال ولم تصدر أية إساءات رسمية ضد التحالف قد تكون هناك ملاسنات شخصية في الفضاء الاليكتروني غذتها "جوقة الشتات اليمني التي ليست في العير ولا في النفير " ساهم معهم متعاطفين من الجوار لهم مواقف معادية للجنوب من بداية الحرب وجعلوا من غثائهم  محاماة رسمية وحتى في خضم وحرارة هذه الملاسنات لم تتوجه إساءات لدول التحالف ولا حكامها وعندما يزج بيان "العليمي" التحالف  فهو من أشكال دق الأسافين بين التحالف الجنوبيين.

إن المكانة التي حققتها القضية الجنوبية لم تستجديها من العليمي ولا من جوقة الشمال السياسية والإعلامية والكلام العاطفي مجرد التفاف وهروب من استحقاقاتها الوطنية وبدل من الاعتراف بحقه في تقرير مصيره على الأقل بما يجمع عليه أغلبية الجنوبيين فأنه اختار عبارة "في تقرير مكانته السياسية"!!
هو في بيانه كما في مقابلته يعترف بحق الانقلاب وسيفاوضه لتثبيت هذا الحق وفي المقابل يرفض حق الجنوب الوطني وإن حقه فقط في مشاركة سياسية مثل "كوتا النساء"  في الحق بالمشاركة السياسية.

يتضح التأكيد بانتفاء الحل العسكري لإسقاط الحوثي وهو منتفٍ فعلا، وأن هناك مسار مفاوضات للحل فطالما الحال هكذا فلا داعي لحشر مفردات إعلاء صوت المقاومة!! والاحتلال الفارسي والمليشيات الحوثية والاصطفاف الوطني...إلخ فهذه دغدغة عاطفية لتمرير مسار تفاوضي مع الحوثي يشرعنة أمرا واقعا، والحال هذا فلا معنى لاستعادة الدولة فهو استسلام بغطاء تفاوض والمنطق يفرض أن حل القضية الجنوبية بمسار تفاوضي الآن لأن الحوثي سيظل سلطة الأمر الواقع في الشمال واستعادة الدولة بالتفاوض مجرد بالونة فارغة يرددونها للالتفاف على الجنوب.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى