​قلق حوثي ومحاولات لتأليب الإخوان ضد تحركات طارق صالح بتعز

> تعز «الأيام» خاص:

> أفصحت جماعة الحوثي عن مخاوفها من أي تحركات عسكرية لجهة استكمال تحرير تعز وفك الحصار الذي تفرضه على المدينة، في أعقاب زيارة عضو مجلس القيادة الرئاسي، رئيس المكتب السياسي للمقاومة الوطنية العميد الركن طارق محمد عبدالله صالح.
واعتبر القيادي الحوثي محمد البخيتي، زيارة طارق صالح، لمدينة تعز، ووضع حجر الأساس لمشروع مياه للمدينة المحاصرة حوثيا "تمددا إسرائيليا خاصا".

وفي تغريدات انفعالية مرتبكة ومتخبطة، وصف القيادي الحوثي، قيام عضو مجلس القيادة الرئاسي العميد طارق بوضع حجر الأساس لمشروع مياه لتعز بكلفة 10 مليارات ريال بتمويل إماراتي، بأنه في سياق "مد نفوذ عفاش، وتهميش لحزب الإصلاح"، في محاولة لإثارة خلافات القوى السياسية في معسكر الشرعية، كبيئة ملائمة لديمومة بقاء مليشيا الحوثي مستلبة للسلطة ومتسلطة على رقاب اليمنيين.


وزعم القيادي الحوثي أن تحركات العميد طارق صالح في تعز ليست في صالح حزب الإصلاح، ولا في صالحهم (أي مليشيا الحوثي)، وهي محاولة للعب على الخلافات داخل المعسكر المناوئ لجماعته، وصولا لمنح أي تحرك عسكري لطردها من تعز وإنهاء حصارها للمدينة.
واعتبر أن مصلحتهم تقتضي التعاون بين الإصلاح ومليشيا الحوثي "لمنع عفاش من تمديد نفوذه باعتباره تمددا إسرائيليا خالصا"، على حد قوله.

وكان عضو مجلس القيادة الرئاسي، العميد الركن طارق محمد عبدالله صالح، توقع ردود الفعل الحوثية هذه، حينما قال خلال اجتماعه مع مسؤولي محافظة تعز، إن المرحلة تلزم جميع الأطراف الجمهورية توحيد الصفوف ونبذ الخلافات السابقة التي مكنت مليشيات الحوثي من إسقاط مؤسسات الدولة وتفجير الحرب في البلاد.
وشدد العميد طارق صالح على ضرورة توحيد الصفوف والتعايش والاصطفاف الوطني، والسير نحو تحرير الوطن "وسيبدأ من مدينة تعز منبع الثورة".
وقال: "ستبقى تعز الرافعة السياسية لليمن ومنها وبها سيكون تحرير الوطن من المليشيات الحوثية المتخلفة، وقوات الساحل الغربي هم من أبناء تعز وقوة لتعز لتحرير الجمهورية".

وبحسب تقرير نشره موقع "نيوزيمن" فإن الزيارة "فتحت بابا لاستعادة زخم المواجهة مع مليشيات الحوثي وتبقى أن يتحد خطاب الجميع نحو الحوبان وما بعدها وتجاوز الصراعات الهامشية التي أثقلت تعز بخصومات وأهدرت جهدا ووقتا وإمكانات كبيرة خارج مربع المعركة الأهم والمركزية".
وقال الموقع "لا مجال للحديث عن استقواء تعز بالساحل على الإخوان ولا ابتزاز الإخوان لشركائهم في المحافظة بجريرة سرابية عن تآمرهم مع الساحل ضد حضورهم في المحافظة منذ 2011م. بل هي لحظة توحيد الجهود صوب الهدف الأساسي واستهداف العدو الرئيسي للجميع ولليمن كلها والمتمثل بمليشيات الحوثي".
وأضاف "صحيح أنه غير منطقي توقع التوافق التام حول كل الملفات والقضايا وهذا لا يمنع تموضع تباينات بين كل الأطراف في مساحة غير مركزية، غير أنه يجب الاستمرار في التحرك معا صوب الحوثي كعدو للجميع والعمل على تفكيك مشروعه وحضوره العسكري بكل الإمكانات المتاحة للجميع".

زيارة العميد طارق صالح لمحافظة تعز وحدت كثيرا من التوجهات التي كانت دخلت ما يشبه الخمول والإحباط بعد أن أرهقت المناكفات والصراعات حتى مزاج الناس العاديين في الشارع، وهي فرصة مناسبة لصناعة تحول في تعاطي الجميع، نخبا وأحزابا وفصائل عسكرية، مع المعركة المركزية للمحافظة ولليمن كلها ضد مليشيات الحوثي ومشروع إيران التوسعي في المنطقة.

وإذا كان هناك من يحاول جر نتائج الزيارة في اتجاه غير المعركة ضد الحوثي فإنه يعد داعما أصيلا للحوثي في حصاره للملايين وشريكا في استمرار العبث وفوضى إدارة المعركة وتشتيت الجهد والإمكانات في مساحات لن تجلب لتعز غير مزيد من السيطرة الحوثية.
عودة الحديث عن تحرير تعز وكسر الحصار واستعادة ما تبقى من مديريات المحافظة التي تحت سيطرة الحوثيين هي دفعة معنوية كبيرة لكل المكونات التي تقف ضد الحوثي وكانت تعز تحتاج هذه المساحة من الأمل وكسر جمود المشهد الذي يراوح مكانه منذ سنوات.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى